ليلة بكى فيها القمر
خلف غيمة رمادية داكنة نسى القمر نفسه ذات ليلة
غابت كل الصور وكل الحقائق في العيون الدامعة
يومها لم استطع الرؤية بوضوح يا امي
مشغولة كنت بلملمةاشلاءي
وحدها عيناك سردت لي الحكاية من البداية الى النهاية
لم استطع البكاء حينها
الدموع وقفت هناك محترقة
كنت فقط انا و انت
كل منا يفهم الاخر فقط انا و انت
ليلتها صمتت كل الاءلسنة وحدها العيون وارتعاشة الشفاه قالت انني ساءبقى هناك دون وطن ودون أم
ليلتها حملت حقيبتي ورحلت
حارقة تلك الدمعة المسروقة من عيناك
ساخنة تدحرجت لتعبر حدود السنين الموجعة من عمرك
حنونة استقبلها وجهك الارجواني المنير
الحقيبة ثقيلة يا امي
حملتها في قلبي و رحلت
باردة موحشة ظالمة تلك البلاد الجديدة
بحثت عنك في كل زاوية في كل شارع اضاءته نجمة او شمعة في مواسم الاعياد
بحثت عنك في كل نساء العالم
ولكن هناك انت اثرت البقاء
الان فقط تذكرت
اتاني صوتك الدافئ مخترقا كل الحدود والمسافات
ها هو صوتك العذب يروي لي الحكاية من جديد
اه يا امي ليتني اعود
الصقيع والحنين يقتلعان روحي من الجذور
انني اعيش في متاهة من الضياع
ابحث عن نفسي فلا اجدها
اتقرب منها فتبتعد كل البعد
احاول الغوص في اعماق اعماقي واسبح في اللانهاية
علني احظى بأمل ضئيل ينقذني من دوامة هذا العذاب
اه يا نبع الحنان هناك عند حدود عمرك الضائع نسيت كل مفاتيح ابواب حياتي الجديدة
هناك خبأت اقلامي دفاتري رفاق طفولتي
وحيدة جئت الى هنا
احمل حقيبة فارغة موحشة الا من ذاكرة موجعة
