كان ياما كان , بعد أن تدحرج الزمان .. كجلمود صخر خطه السيل من علِ !
كانت هنالك عائلة من الخرفان .. يعيشون بسلامٍ تام في مدينتهم الجميلة .
يأكلون كما يشاؤون , يشربون , يتراكضون مع إخوانهم الغنم ويلعبون كرة القدم .. ويحبون الأخيرة كثيراً .
قام الأب –خروف- من نومه ذات يومٍ فرحا مسرورا .. بل متشققاً !
أخذ الأب بالإبتسام والضحك كالأبله .. يعينه في ذلك المغني الزومبي " خرفان عبد الرحيم " بأغنيته :
( حابطّل الزقاير )
وأنتوا وكل السامعين بكرامة .
’’ليس الفرح عادة أبي‘‘ , همس أبنه مخروف .
وقامت الأم " نعجة " بالتأفف .
مشى الأب –خروف- في الردهة المؤدية إلى المطبخ , ويمشي معه الصوت النشاز كصوت أسطول الموت بقيادة القائد
" شمشون الجبار " .
دخل المطبخ , قال لولديه : " صباح الخير ياخرفاني الحلوين " ..
ردوا : " صباح الخير " وقد أخفوا علامة التعجب التي كانت فوق رأسهم إلى أعماق فروهم الناعم , بالرغم من أنهم خرفان عرب والفرو العربي خشن بالمقارنة مع الأسترالي ! .
نظر الأب نحو الأم , ولم يلقي التحية المعتادة :
( مرحباً بنعجة النعوج !) .
بالرغم من إختلافي مع الخروف العزيز على الصحة اللغوية لهذه الجملة , لكنه لم يقلها اليوم على أية حال ! .
أتت بالقليل من الجت , وجبة الفطور المعتادة .. فصرخ في وجهها ..
كل يوم نفس الأكل .
كل يوم جت ياوجه الجت .
الناس ويين وأنتوا ويين , شوفي التلفزيون وشوفي وشو يسوون .
قلة أدب !
حدث عراك بسيط شبه يومي , ثم رجعت البسمة في وجه الخروف , ورجع لأغنية المغني (خرفان!) .
قد بدأت القصة من النهاية , وكانت البداية قبل 24 ساعة .
قام الخروف نفسه وبنفس الـ ( الوجه المتشقق ) , وحدث نفس السيناريو تقريباً .
دخل العمل , فهو يعمل موظفاً عادياً في وزارة الأعلاف والشؤون الغذائية .
رمى بشحمه على ذاك الكرسي , وقد أحضر معه كيساً مليئا بما لذ وطاب .
’’حياك بونعيج‘‘ , خاطب زميله في العمل .
أتى بو نعيج .
رمى بشحمه جنبه .
تناول بكل شراهة , ثم تحدث زميلنا بونعيج وشظايا الطعام تتناثر من فمه الكبيرفقال :
( ياااه .. شفت أمس خرفان أكاديمي ؟
شفت بشار الخرفي يوم يضرب محمد غنيمة ؟ والله غبي غنيمة ذا )
قال الخروف وهو يهز رأسة تأكيداً :
( نعم نعم .. فغنيمة هذا لم يرتقي لدرجة الحس المحيوس .. !
على فكرة أخوي بونعيج , ترى أخونا الغنمي كان يحب أغاني عبدالله رويشد , يعني مثلك أخوي بونعيج )
قال بونعيج :
( شيء مب غريب علي !, وهذا دليل على الذوق المفنتك ! , ياحبيبي يابشار ! )
هنا فتح الباب الشخص الثالث في الغرفة " ولد الأستراليه " كما يحب أن يسموه أصحابه .
دخل وهو ساكت , لم يلقي التحية حتى !
قال له بو نعيج : عسى ماشر يابو خريّف ؟
قال : ماتدرون باللي صار ؟
قالوا : لأ !
قال : أييييييه .. ثم سكت!
قال له : تكلم لاأحذف عليك طفاية الزقاير !.
قال : اليوم ذبحوا الكلاب الآلاف من المناضلين هناك , في أرض الحدث , وأحتلوا مدينة جديدة .
هنا توقف خروف عن مضغ الرودس وسكت دقيقة ثم قال :
( لاحول ولا قوة إلا بالله , حي على الجهاااد !, يلعن أبو الحكام ياشيخ , ياويلهم من الله !)
أكد بونعيج على كلامه وقال :
( آخ يالقهر ... آآآآآآخ يالقهر !! , روح كلم الفرّاش خل يجيب لنا جريدة من البقالة اللي تحت !)
مضى يوم خرفاننا الأعزاء في النقاش السياسي , كل خروف يلقي باللائمة على جهة , وكلن يسب على كيفه !
وقبل إنتهاء الدوام الرسمي .. ذهبوا إلى المنازل مسرعين .. لمتابعة الأحداث .
في الطريق أعترضت سيارة خروفنا سيارة يقودها سائق جديد في عالم السواقة , غضب خروفنا وقال : قم يابن ال**** , ويا*****!!
دخل المنزل مسرعاً لكي يرى الأخبار , أمسك بالجهاز بكل لهفة ودخل إلى الsearch لكي يخرج القنوات الإخبارية ! .
رمى بالشحم واللحم على الكنب , شاهد الأخبار , تناسى خرفان أكاديمي .
ومرت الساعات وأظلم الليل , دون أن يصلي طبعاً , فالخرفان كما تعرفون لاتصلي !! .
أتى الليل وهبت هبايب شمال , تذكره بأن اليوم هو يوم التصويت لإختيار الفائز في خرفان أكاديمي , فحوّل القناة قليلاً إلى تلك القناة .
وبين دقائق الإعلان يغير القناة إلى الأخبار وأحيانا أخرى يتحول إلى قنوات الأغاني اللي زاد عددها في عصرهم ذاك وأصبحت أكثر من الهنود في كيرلا وقد وضع الغاية البصرية على سلم الأولويات !!
تمتم بكلمات الأغنية التي لايعرف من أي لغة هي حتى .. وبدأ يرقص كما ترقص المغنية في حاله هياج !!
ثم رجع للإخبار !
سب الكلاب وتوعدهم بالويل والثبور , مستدلاً على قول الأول :
أنا باكره إسرائييل وبحب عمرو موسى !
رجع إلى قناة الردح " خرفان أكاديمي ", وردح قليلاً معهم , فهو ردّيحٌ درجة أولى .
وأتت بعد طول إنتظار ساعة الحسم , قام من كرسيه معلناً حالة التأهب العام , وتمر الدقائق عليه كما تمر عند ذاك المناضل الذي رآه في التلفاز قبل دقائق وهو ينزف بعد قطع يديه ورجليه !!
زادت النرفزة وسب المذيع لأنه يطيل ساعة إعلان النتائج بلامبرر .
أند ذا وينر إزززز ....
......
.....
....
...
..
.
بشار الخرفي !
الله أكبرررررر < صرخ صرخته التي إختلطت مع صرخات المناضلين الذين كان يراهم قبل قليل !
يااااااااااااولد ياااااااااااااااه ... ياسلاااااااااام !!
قامت جارتهم النعجة العجوز التي تشبه عجوز النار الموجودة في جبل سنجار في كردستان العراق , فخرجت من حضيرتها الصغيرة متجهة إلى حضيرة الخروف العزيز !
رمت عليه العديد من السباب ورد عليها بالتهاني , كان يظن أنها تهنئه بالنصر الكبير !
قامت العائلة على صوت غناء ربِّ العائلة النشاز!
ردد الخروف :
جمبلي جمبليلي .. جمبلي جمبليلا ..!!!!
بعد ساعات من الفرح الغير نهائي رمى بلحمه على السرير .. ثم نام وهو يبتسم مثل الأبله !
أتت أحلام اليوم مختلفة عن السابق !
حلم أنه فوق سحابة طائرة .. يرى بلد المناضلين من الأعلى , وبينما هو في إستراق النظرات , إذ بالفارس المغوار صاحب المعارك المخلدة في كتب معاشر الخرفان
" بشار الخرفي "
وصو يقاتل الكلاب عن طريق عوده العربي الأصيل الذي يطلق الألحان المزعجة التي تؤدي إلى طرد الكلاب من ذاك المكان !
تقدم بشار .. رمى بما عنده على الكلاب الملاعين .. بدأوا بالركض كالكلاب .. لأنهم كلاب !!
قام بغناء :
( ياقدسووو .. ياقدسووو يامدينة الصلااة أصليييي) .
واصلوا الركض , وواصل البطل في جندلة رايات الكفر واحدة تلو الأخره .
أخونا اللي فوق السحابة منفعل لأبعد الحدود , قام بالتكبير , ثم بالغناء , ثم بالنوم فوق السحابة , تزين وجهه القبيح تلك الابتسامة المعهودة .. في حلمه وواقعه للأسف !
عرفتم الآن لم خروفنا الحبيب فرحان في بداية القصة؟؟؟!
تحــيااتي لجــميع القارئين ...
ثــــريـــــول
....
الخراف طغت على الموضوع .. الصراحة الموضوع روعة ويخلي الواحد يندمج فيه .. وخاصة بطريقة سردك للموضوع .. والخرفان 
الله يهديهم ويعطيهم العقل ان شاء الله
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة king_kubaj
