هل هذه عقدة نفسية تحيط بنا معشر العرب والمسلمين؟!
معشر لا يرى النجاح إلا حليف راش أو محظوظ يدوم حظه لطول زمان
معشر لا يقدر أغلبه الجهود الوافرة المبذلة لتحقيق الغايات ونيل الارب والطموحات
معشر يسعده تحطيم نفسيات الآخرين بالتقليل منهم، ولا يتعب نفسه بمحاولة الوصول لمستواهم
هكذا تأخرنا، وهكذا ما زلنا متأخرين، وما لم تتغير هذه النظرة فلا تتوقعوا أبدا تطورا ولو بعد حين
الأمثلة في هذا الأمر كثيرة ومعروفة، أبرزها ما يدور في أمور السياسة والقيادة والإدارة، وأكثرها عموما وانتشارا تنحصر فيما يتعلق باهتمام العامة من الترفيه وخصوصا في المجال الرياضي
كرة القدم أبرز مثال بالتأكيد، فما أن يبرز فريق أو مدرب أو لاعب ما إلا وتوجه أصابع الانتقاد والاتهام إليه بغية تحطيمه إن أمكن بأسرع وأبكر وقت ممكن، بل وتستمر المحاولات حتى وإن فشلت لتشكل هاجسا مستمرا متواصلا
هاكم مثلا منتخب البرازيل- مع العلم التام بأني لست من مشجعي هذا المنتخب ولا من كارهيه- ، فالبعض لا يتورع أبدا عن التقليل من شأن هذا الفريق، لاعبيه، ومدربيه بل وحتى البلد نفسه كلما أتى المجال في سانحة أو أخرى في ذكر أمر يتعلق بهم
متى ما أحرز منتخبها لقبا أعزوه للغش والحظ والتحكيم والمافيا السيلساوية!!
متى ما برز نجم منهم ولمع اسمه، سارعوا للتقليل منه بالمقارنة مع فلان وعلان من اللاعبين صغارا وكبارا !!
أهي مسألة غيرة؟
حسد ربما؟
صراحة، لا أجد كلمة أبلغ من ( الحقد ) ها هنا
صحيح أن بعض الأمور والظروف تقف لمصلحة البرازيل بين حين وآخر وأيضا بعض علامات الاستفهام التي تطرح وبدون إجابة مقنعة- مثلا مسألة تصدرها الحالي لقائمة أفضل منتخبات العالم رغم نتائجها المتواضعة نسبيا- ، إلا أن هذا كله لا يمكن أن يلغي تاريخا من الإبداعات الكروية المتواصلة عودنا عليه البرازيليون جيلا بعد جيل، ساحرين للعالم بفنهم الفريد وحاصدين لأغلى البطولات وبأجمل المستويات
وإذا كان للبرازيل حقادها، فإن لمنتخبات أخرى وأبرزها الأرجنتين وفرنسا واسبانيا حقادا آخرين لا يقلون ضراوة عن حقاد البرازيل، وبنفس أساليبهم وربما أكثر!!
الحقد لا يقتصر على المنتخبات الوطنية فحسب، فأبرز أندية العالم وبالخصوص الأوروبية منها تعيش أيضا في هذا الواقع، وللأسف العرب هم دوما في مقدمة هؤلاء الشامتين والحاقدين
ريال مدريد، يوفنتوس وأياكس هي بعض من أبرز وأكبر من ينطبق عليهم واقع ( الحقد ) وغالبا بدون إقناع يرضي طموح المتابع العادي، فما بالك بمشجع أو متعصب لفريق من هذه الفرق الثلاثة أو غيرها..
لن أخوض في تفاصيل الريال واليوفي وأياكس- فهؤلاء يحتاجون لصفحات ليس لدي وقت الآن للخوض فيها- ولكن سأقتصر في كلامي عمن أحب وأشجع، عن فريق أثبت وجوده وما زال ولكن لم يرضى البعض عن ذلك فحاولوا وحاولوا وحاولوا وستستمر المحاولات بغية التقليل من هذا الفريق الكبير
ARSENAL
وهل يحتاج المعرف إلى معرف؟!
فريق عريق يمتلك من الألقاب والبطولات ما يسيل له لعاب أكثر أندية العالم..
12 لقبا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومنها اثنان في البريمييرليج احدى أقوى وأفضل بطولات الدوري العالمية
9 ألقاب في كاس الاتحاد الإنجليزي، أعرق بطولة في العالم
لقبان في كأس رابطة المحترفين، ثالث البطولات الإنجليزية أهمية
لقب أوروبي في كأس الكؤوس الأوروبية 1994
لقب أوروبي في كأس الاتحاد الأوروبي 1970
دون أن ننسى ألقابه الشرفية الأخرى في منافسات الدرع الخيرية- درع المجتمع حديثا- وأيضا وصافته للعديد من البطولات وخصوصا في الدوري والكأس والمسابقات الأوروبية
فريق حطم أرقام قياسية كبرى وما يزال، فريق لا يحده طموح لنيل معظم الألقاب والبطولات كما يتضح في مسيرته المتألقة هذا الموسم
أي ناد بمثل هذا التاريخ والعراقة والبطولات والطموحات لا بد وأنه يعد من بين الكبار- كما يرد في إحصائيات الFIFA والUEFA والBBC والESPN وغيرهم- ، أو على الأقل حسب ما يفرضه المنطق العقلي ( للعاقل والمجنون معا )
ولكن - والحق يقال- أعداء النجاح دوما أغلبية، والأرسنال ليس استثناء!!
تارة يحملون التحكيم المسؤولية الوحيدة والمباشرة في انتصارات الأرسنال وبطولاته، متهمين إياه بالتحيز وتسيير الأمور تماما كما يريده هذا الفريق اللندني!!
وتارة أخرى، يحملون الحظ - ويا له من عذر- المسؤولية، مقللين مرة أخرى من انتصارات المدفعجية وبطولاته!!
فإن لم هذا وذاك - شماعتي التحكيم والحظ - ، ضرب الحاقدون على وتر طريف آخر وأكثر سخافة وتخلفا
" ( المافيا الأرسنالية ) هو السبب بلا شك "
هكذا يقنع الحاقدون أنفسهم بأن هناك شيئا خفيا يعود وراء انتصارات الأرسنال وألقابه !!
مرة أخرى يتعذرون ويتنمرون ويقللون ويزيفون!!
فئة حق فيها وصفهم ب( مرضى بغض الأرسنال )، فهل يا ترى من علاج شاف يبرأ سقمهم؟!
بالأمس الأول مرة أخرى، وفي قمة انجلترا الكبرى، كان لهؤلاء المرضى حضورهم المتجدد..
عفوا ليسوا مشجعين لمانشستر يونايتد، ولا لتشلسي، ولا لغيرهم
فشتان ما بين أن تكون مشجعا، ومريضا مبتلى بحقد الأرسنال وبغضه..
نعم يا عزيزي، هذان لا يجتمعان، فالتشجيع فن وأخلاق وروح وآداب، أما الحقد فهي كل شيء سوى ذلك
نرجع لمحور حديثنا، ولتطلعوا على الأمثلة التالية لتروا بأنفسكم وتروا خطر هذا الداء القاتل أعان الله المرضى المصابين به على استحماله
1- لا للمنطق، ولا للأرقام !!
الأرسنال كان الأفضل..
هذا أمر ليس فيه شك، فمانشستر يونايتد خرج أمس الأول بتعادل أشبه بالفوز حقيقة من ملعب مضيفه الأفضل- وبلغة الأرقام- من جميع النواحي
نسبة الاستحواذ
الشوط الأول
الأرسنال ( 72 % - 28 % ) المان
الشوط الثاني
الأرسنال ( 42 % - 58 % ) المان
المحصلة النهائية
الأرسنال ( 57 % - 43 % ) المان
عدد المحاولات
الأرسنال ( 15 - 9 ) المان
التسديدات بين الخشبات
الأرسنال ( 9 - 4 ) المان
فإن لم تكن هذه الأرقام كافية، فنظرة منطقية لمجريات الأمور كافية لتأكيد أفضلية الأرسنال في هذه المباراة
أربعة انفرادات صريحة بالمرمى لم تترجم لأهداف
ضربة جزاء صحيحة تغاضى الحكم عن احتسابها لمصلحته
الحزن والوجوم الذي بدا على لاعبي الأرسنال بتعادلهم، في حين بدا لاعبو المان أكثر سعادة رغم ضياع أملهم بشكل كبير بلقب البريمييرليج
ومع هذا كله، يرجع ويصر ( المريض النفسي ) على أن مانشستر يونايتد كان الأفضل، وأنه كان الأجدر بالفوز!!
2- شماعة الحظ
نرجع لشماعة الحظ، تلك التي يتغنى بها هؤلاء المرضى ، ودائما مع بعض الأمثلة تبيانا لكل شيء
هدف هنري
نبدأ بالأهم، وهو الهدف الهائل الذي سجله تييري هنري
هدف لا يختلف اثنان عاقلان على روعته، وعلى أنه ما كان بإمكان أي حارس آخر- قديما وحاليا ومستقبلا - على التصدي لمثل هذه القذيفة الهائلة
ولكن للمرضى دوما رأي آخر!!
" لو تيم هاوارد موجود كان صدها "
لماذا تيم هاوارد بالذات؟
أهو SUPERMAN خارق لا تستطيع الكرة اختراق شباكه؟!
أو لم يحرز فيه كيفن فيليبس هدفا من نفس هذه المسافة، بل واثنين في مباراة واحدة؟!
دعك من فيليبس، هنري نفسه سبق له أن أحرز هدفا - كهدف فيليبس وأجمل- في مرمى هاوارد من ركلة حرة مباشرة متقدمة قليلا على دائرة منتصف الملعب
فكيف لا يسجل الآن من مسافة أقرب؟
كيف لا يسجل وتسديدته هذه المرة أقوى وأصعب وأكثر دقة بمراحل عدة عن تسديدته السابقة التي ولجت في المرمى؟
أليس من سبق له هز شباك أعتى وأفضل حراس العالم- بوفون، تولدو، ليمان، كان، كانيزاريس، كودوشيني، فريدل وغيرهم- أليس قادرا على هز شباك هذا الحارس الأقل شأنا من هؤلاء جميعا- مع احترامي وإعجابي به - ؟
"صدقني، هنري كان محظوظ بهذه التسديدة "
هل لأنها هزت المرمى هزا، أصبحت الآن محض صدفة؟
بالله عليكم، هل هذه المرة الأولى التي يطلق فيها هنري كرة مرعبة كهذه ليتم الإدعاء بأنها محض حظ كبير؟!
أين ذهبت قذيفته المدوية في مرمى وست هام، أحد أروع أهداف الموسم الماضي؟!
وهل تناسينا سريعا قنبلته الرهيبة في مرمى المان سيتي قبل نحو شهر من الأمس؟!
نعم كل هدف لا بد أن يصاحبه جزء يسير من الحظ، ولكن الحظ في هدف هنري الأخير تحديدا لا يلعب دورا محوريا ولا حتى ثانويا..
هدف لو حاول جميع لاعبي مانشستر يونايتد من اليوم ولعشر سنين قادمة تسجيل مثله ما فلحوا..
ولكن كما قلت، لا زال بعض المرضى يصرون على أنه حظ!!
فرص الأرسنال
قبل الهدف وبعده، تهيأت للأرسنال عديد الفرص التي كانت كفيلة ب"قتل" المباراة وإنهائها نهائيا
انفراد ليونبرغ الصريح في الشوط الأول
انفراد هنري أيضا في نهاية ذاك الشوط
انفراد ليونبرغ لوحده في الشوط الثاني
وانفراد لورين أيضا في أواخر المباراة
وبين هذه الفرص أتيحت فرص أخرى كانت أقل خطورة، وكذلك للمان الذي لم ينفرد بالمرمى الأرسنالي على الإطلاق- باستثناء الهدف الذي سجله ساها -
مرة أخرى، أحد المرضى الظرفاء جاءني بعذر الحظ البليد..
" لو كان ريو موجود ما كنتوا حلمتوا بمثل هذه الفرص "
بصيغة أخرى يا جماعة الخير، غياب ريو هو سبب فرص الأرسنال الخطرة!!
حسنا يا طيب، كون ريو غائبا أو لا ، أولا، ليس من شأن الأرسنال..
وثانيا، ليس سببا كافيا لتعلق نتيجة هذه المباراة على غيابه
ألم يكن سول كامبل غائبا في مباراة الذهاب؟ ومعه بيريس وويلتورد وجمع آخر؟
هل غيابهم كان سيكون سببا لانتصار المان - وهو ما لم يتحقق أصلا - ؟!
حسنا، فلنفرض أن ريو كان موجودا..
هل كان وجوده ليمنع أهداف الأرسنال، وفرصهم الخطرة؟!
أليس الأرسنال من سجل 5 أهداف الموسم الماضي ومطلع الحالي في مرمى مانشستر يونايتد بحضور ريو أساسيا في تشكيلته؟!
الأرسنال (2/0) المان – الكأس 2003
الأرسنال (2/2) المان – البريمييرليج2002/2003
الأرسنال (1/1) المان – درع المجتمع 2004
هذا مع العلم أن دفاع مانشستر بالأمس الأول قدم مباراة ممتازة - وخصوصا ويس براون - ، وما كان ريو فرديناند ليضيف شيئا مميزا أكثر
ولكن لا بد للبليد دوما من حجة، حتى لو كان مسح السبورة!!
فرص مانشستر يونايتد
" لو استغلينا فرصنا لحققنا الفوز "
نعم بالتأكيد، فالفوز دوما حليف من يستغل فرصه بشكل أفضل
ولكن..
هل كانت فرص مانشستر يونايتد تحديدا بالفرص التي يمكن الإدعاء أن اكتفائه بالتعادل كانت مسألة عدم توفيق في استغلال فرصه؟!
لنمر على أبرز فرص مانشستر ونحللها..
تسديدة ديجمبا ديجمبا التي تألق ليمان في إبعادها
"برأيي ليمان محظوظ بإبعادها "
بالله عليكم، كم حارس مرمى في العالم كان بإمكانه التصدي لمثل كرة ديجمبا ديجمبا الصعبة وإبعادها - ليس فقط عن الشباك- بل وخارج منطقة الجزاء الخطرة؟!
وماذا لا نعتبر ديجمبا نفسه محظوظا بمروره من فييرا وتمكنه من التسديد؟!
إن كانت براعة ديجمبا أسعفته مع فييرا، فإن براعة ليمان أسعفته مع ديجمبا وليس الحظ أو غيره
زلة قدم سكولز التي أضاعت فرصة خطرة
زلة القدم لم تكن مقصودة طبعا، ولكن هل كانت تسديدة سكولز بأي حال ستلج شباك المرمى؟
مجرد افتراض آخر لا يغني ولا يسمن!!
تسديدة غيغز العرضية الخطرة التي أحكم ليمان مسكها
" لماذا لم ترتد الكرة من ليمان؟! "
أليس ليمان يالحارس البارع المتمكن؟!
فلماذا الافتراض ثانية بضرورة افلات الكرة منه!!
ضربة نستلروي الرأسية التي ذهبت سهلة لليمان
"حرام، كرة نستلروي ما دخلت "
أي حرام؟ وأي حلال؟!
حقيقة، كرة سهلة كهذه ولد ليمان كان مسكها، فكيف لا يمسكها ليمان؟!
ولا زال المرضى يمدحون الحظ مرة أخرى!!
3- شماعة التحكيم
لم يبقى إلا التحكيم عذرا للتقليل من أحقية الأرسنال بالفوز؟!
هنا الوقائع بسرعة، وأترك لكم الحكم
باتريك فييرا وقضية طرد!!
"فييرا مفروض يطرد، دعس على نستلروي دعس!! "
أوضحت الإعادة البطئية والسريعة والمتوسطة السرعة أن فييرا استهدف الكرة وأخذها بدون أن يقصد أذية نستلروي
ولكن، هل فعل جاري نيفيل مثل ذلك مع رييس؟!
ومع هذا، لا بطاقة صفراء ولا يحزنون لجاري نيفيل!!
قضايا التمثيل، لك وعليك!!
" هذا الممثل هنري يستحق الإنذار "
حسنا من ناحية المبدأ معك، خصوصا وأنني أيضا أكره الممثلين
نعم، هنري استحق الإنذار لأنه حاول التمثيل على الحكم -مع وضوح التمثيلية -
ولكن ألم يسبقه لذلك جاري نيفيل، بتمثيلية كادت تتسبب في ضربة جزاء غير صحيحة لمانشستر؟!
تمثيلية نيفيل لم تكن واضحة كهنري، ورغم هذا فهو لم ينل الإنذار مع أن الحكم أدرك تماما نوايا جاري
إن كان نيفيل لم ينل إنذارا لتمثيليته، فهل من المنطقي أن ينال هنري واحدة لتمثيلية أكثر وضوحا منها؟!
ريان غيغز، ولعبة تدخل ملفات المحققين !!
" الحكم حرمنا من ركلة جزاء!! "
أي ركلة جزاء هذه التي تدعونها ؟!
وكيف حكمتموا عليها وهي ليست ظاهرة أبدا للعيان؟!
صور اللقطة لم توضح في معظم الجهات وبشكل يقيني احتكاك غيغز بكامبل..
ولكن صورة واحدة كانت كافية لقطع الشك باليقين!!
من زاوية الحكم الرئيسي تماما، اتضح أن كامبل زل قدمه وسقط أرضا دون أن يلمس غيغز على الإطلاق!!
غيغز حاول مغافلة الحكم بسقوط متعمد، سقوط لم يجد نفعا إذ أصر الحكم جراهام بول على قراره وبدون أي تردد
صحيح غيغز تعرض لشد من كامبل، ولكن خارج منطقة الجزاء فقط وسرعان ما تركه كامبل يفلت
خلاصة الكلام..
ليست بضربة جزاء، والحكم لم ينذر غيغز تساهلا - كما فعل مع نيفيل وهنري قبله-
وتبقى الجزاء التي لا غبار عليها، ضربة جزاء رييس!!
عرقلة صريحة وواضحة، ومع هذا فلم يحتسب شيء لصالحه!!
فهل بعد هذا كله، بقي للمرضى حجة يتعذر بها؟!
" فعلا اللي ما يطول العنب، حامض عنه يقول "
جميع الحقوق محفوظة لNEDVED11
............................
............................
