أولا شكرا للأخ الفاضل الفارس الملثم والأخ الفاضلadventurer علي هذه الموضوعات الجادة
أرجو من أصحاب الهجوم للهجوم والردود والسخيفة الابتعاد وترك المجال لمن يرغب في الحوار الهادئ والمتزن
للأسف كانت مشاركتي متأخرة في مثل تلك المواضيع الهامة
اخواني قلما يجد المرأ مثل هذه الموضوعات الجادة وتلك الشخصيات المثقفة التي أرغب في الحوار معها
أخي الحبيب أبو خالد
أخي العزيزadventurer
أعتقد أني أتفق معكم كثيرا وأختلف معكم قليلا
بالنسبة لأمريكا ولماذا تلك السياسة التي تتبعها مع بلادنا العربية ومع تلك البقعة من العالم؟
ولماذا الاسلام؟ ولماذا الشرق أوسط؟
أتفقتم اخواني علي تلك النقطة، لكنكم اختلفتم في أي السببين هو السبب الرئيسي، فكان رأي أبوخالد أن السبب الرئيسي هو الاسلام والكره الموجه لهذا الدين بالاضافة الي وجود اسرائيل في تلك المنطقة من العالم والدعم الأمريكي الا محدود لها،بينما كان رأيadventurer أن السبب الرئيسي هو ثروات تلك البلاد الطبيعية.
الواقع أني أميل الي رأي أبو خالد، ان الغرب نشأ وتربي وترعرع علي أيدولوجية معينة وعلي فكر متأصل، وهو أن ذلك العالم الاسلامي والذي حارب عقيدته وانتصر عليها في عقر دارها ليدخل الألوف في الاسلام من بلاد مهد الديانة المسيحية والذي قلل من شأن ربه وغلبه بفكره وفلسفته وحينما حاول أن يحول تلك المعركة من معركة فكرية انهزم فيها الي معركة حربية لجأ الرهبان في البلاد الأوربية والأمراء الباحثين عن المجد والثروة الي شحن الشعوب ضد ذلك الدين واتهامه بما ليس فيه، ثم اصطدموا بصخرتين صخرة أخلاق ذلك الفارس المسلم الذي هزمهم عسكريا وأخلاقيا وصخرة ضمائرهم ومكنوناتهم المخزية فكانوا في أوربا يشحنون الشعوب ضد الاسلام ويتهمونهم بقتل المسيحيين وهدم كنائسهم واغتصاب حقوقهم وتدنيس مدينتهم المقدسة فيكون عليهم الجهاد والهجوم علي أولئك البرابرة المتوحشين والانتقام لأرواح اخوانهم الطاهرة واراحة روح يسوع الحب والحق والعدل فكانوا اذا ما استعصت عليهم بلدان الشام والقدس يلجأوا للهجوم علي مصر ثم تونس أوالقسطنطينية حليفتهم لمجرد مكاسب مادية وليست دينية كما يدعون.
والواقع أن ذلك الفكر استمر من الحروب الصليبية وتلك الأفكار المغلوطة في أذهان الأوربيون المتخلفون وامتد أيضا الي عقول الأوربيون المتقدمون فصاروا يهاجمون الاسلام لمجرد الهجوم دون أي علم أو معرفة فتجد من يتهمك بأن دينك يدعوك الي قتل كل من لا يشاركك عقيدتك، وأن المسلم هو شخص بربري شهوائي يضرب امرئته ويحبسها،وأن الاسلام هو العدو الذي يهدد حضارتهم ويرفض أي تقدم وأي مدنية تختلف مع عقيدته الشيطانية، وأنه لم يعد للأوربيون الحق في أن يشعروا باضطراب عندما يعمد مجهولون أو مخربون(مسلمون) الي مهاجمة كنائسهم وتدنيسها والتغوط وراء المذبح والتبول علي الأعمدة ونشر روائحهم الكريهة تحت القباب المقدسة كما ورد في كتاب "صرخة في الصمت" للنجمة السينمائية الفرنسية المعروفة برجيت باردو والذي هاجمت فيه ما أسمته بأسلمة فرنسا...والكثير والكثير
وذلك كله بسبب الجهل الرهيب لذلك الدين فتجد مثلا مراد ويلفرد هوفمان السفير الألماني الذي أسلم في كتابه يوميات ألماني مسلم(في حفل عشاء دبلوماسي علمت جارتي الأسبانية بأني مسلم فالتفتت الي متعجبة وقالت"أوه! أنت اذن أحد أولئك الذين لا يزالون ينتظرون مولد الله؟"وأدركت لأول وهلة كم كان نجاح الدعاية النصرانية كبيرا عقب استرداد الأندلس في تشويه صورة الاسلام.وتذرعت بالصمت.ثم فكرت أن أتلو عليها ما جاء في صورة الاخلاص وبدلا من ذلك غيرت الموضوع مكتفيا بالقول:ان هذا هو الشئ الوحيد الذي لا ينتظره المسلمون!)
وبالتالي فان تلك النوعيات الجاهلة والتي تخلو حياتها من الجانب الروحاني اذا ما اصطدمت بالاسلام وتعرفت عليه لأسلمت وأصبحت الأكثر غيرة علي الاسلام منا.
أما وأننا قد اتفقنا علي الأسباب التي أدت الأمريكان والأوربيون الي كره ذلك الدين والهجوم عليه بسبب وبلا سبب فمن السهل علينا أن نعرف لم ذلك الدعم لاسرائيل
ذلك لأنه انطلاقا من ذلك الفكر وذلك الكره وذلك الخوف وتلك الايدلوجية بالاضافة الي الدين حيث تم تحويل أسطورة الي قضية دينية ومن ثم الي حقيقة واقعة وهو أن المسيح عيسي لن يعود الي المسيحيين الا بوجود وطن لليهود في فلسطين فكان الدعم الامحدود لدولة زرعت في قلب ذلك الكيان .
بينما عن الثروات الطبيعية والموجودة في الوطن العربي ومدي احتياج أمريكا لها.
وكان رأي أخيadventurer الأتي
لاحظت انك تفسر معظم الامور على انها حرب ضد الاسلام فقط, يعني يفعلون ما يفعلون فقط لالحاق الهزيمة بالمسلمين, و هذا صحيح جزئيا, الاهتمام بالشرق الاوسط لا علاقة له بكونه بيت المسلمين الا بشكل سطحي,
الاهتمام به يعود الى الذهب الاسود الموجود تحته, و كونه افضل موقع استراتيجي في العالم على جميع المستويات, تجارية, عسكرية, اقتصادية و جغرافية و دينية وكونه جزءا من اسرائيل الكبرى و كل شيء.
اخر شيء يهمهم هو كونه بيت و اصل المسلمين.
بل هو أول وأهم شئ يهمهم انطلاقا من ذلك الفكر الذي تحدثت عنه حديثا مطولا.
والا ما سمعنا أصوات سياسية غربية انطلقت مثل
السلام لن يتحقق الا بالقوة العسكرية الأمريكية
التطرف الاسلامي كذبة كبري وسنهزمه كما هزمنا النازية والشيوعية
عنان علي خطأ الديموقراطية تفرض بالقوة واليابان خير دليل
الحرب علي الارهاب في بدايتها ولن نلقي السلاح قبل انتهاء المعركة
سنخوض الحرب علي الارهاب في ايران وأي مكان في العالم الاسلامي
فلم يصل الاقتصاد الأمريكي الأقوي في العالم الي الوضع الذي يجعله يشن حربا علي العراق تكلفة هجومها الأول مائة مليار دولار للحصول علي عقود لنفط العراق، أو اعلان الحرب علي طالبان لمجرد زراعة المخدرات.
أعتقد أن ذلك لشئ ساذج
الاهم من هذا هو ان سلاح البترول سلاح خطير جدا, اذ نذكر عندما قطعت السعودية البترول عن اوروبة و امريكا كيف جن جونونهم و صار ضغطهم مليارين, و قبل ان اوضح السبب الاساسي, سانتقل الى نقطة اخرى.
قد تكون ضربة قوية للعرب ضد الأوربيون في ذلك الوقت ولكن بوش قد علق علي ذلك حينما حاول العراق تكرار ذلك السيناريو مرة أخري قبل الغزو الأمريكي بأن اذا ما كان العرب يعتقدون بأنهم سيفلحون في استخدام ذلك السلاح مرة أخري فهم واهمون، فقد اتجهت أمريكا بعد تلك الضربة الي البحث عن حلول أخري ومنابع نفط أخري غير النفط العربي والا ما كانت المشاكل التي استحدثتها حول نفط قزوين أو نفط أفغانستان وما كانت الوعود الوردية التي تقدم بها المرشح الديموقراطي كيري للبحث عن منابع نفط أخري تعتمد عليها أمريكا غير النفط العربي مما أدي الي الاستياء السعودي من تلك التصريحات.فأمريكا لن تسمح بوقوع مثل ذلك مرة أخري.
وفي النهاية فأنا لا أكذب رأيك في تلك النقطة ولكني لا أجعله سببا أوليا والا لكان من الممكن لأمريكا أن تحارب بلدانا وأنظمة معادية تخالفها ستكلفها الحروب ضدها أقل بكثير مما تكلفه غزو العراق مثل فنزويلا أو كوبا مثلا
لماذا العراق؟
اعتبرت أمريكا العراق عدوا بعد أن كان حليفا حينما وقف في مؤتمر عمان بالأردن ليهدد اسرائيل بحرق نصفها اذا ما هاجمت بلدا عربيا.
بالاضافة الي السبب الذي قدمه الكاتب اليهودي أمنون دنكنر الكاتب بصحيفة معاريف(واجتياح الجيش الأمريكي وهو جيش دولة عظمي مسيحية للعاصمة التاريخية لدولة عظمي مسلمة وقديمة مثل العراق هي حدث مذهل في حد ذاته ومن الصعب توقع ما سيحدث في حالة اقدام الولايات المتحدة علي ذلك.
ان شيئا ما بداخل قلب كل مسلم وكل عربي القلب سوف يتحطم عندما يري جنود جيش الولايات المتحدة يتجولون في شوارع بغداد، ويتولي أمرها نظام حاكم عسكري ففي نهاية الأمر بغداد ليست كابول)
وقد كان يستطيع ذلك بالفعل ذلك لأن بلاده كانت تمتلك جيشا قويا وسلاحا قويا الا أن ذلك الجيش وذلك السلاح قلة خطورته بعد حرب الخليج الأولي والثانية الي أقل من 20%
لماذا سوريا؟
الواقع أن اجابة ذلك السؤال أخي أبو خالد هي من أجل عيون اسرائيل وليس شئ أخر
ونستطيع معرفة ذلك من المطالب الأمريكية ألا وهي
اغلاق جميع المكاتب الاعلامية للمنظمات الفلسطينية، تحويل حزب الله الي العمل السياسي، تحديد جدول زمني لسحب قواتها من لبنان، استئناف مفاوضاتها مع اسرائيل ووقف تطوير الصواريخ والأسلحة الكيماوية المزعومة
فكلها تخدم اسرائيل أما مسألة الحدود مع العراق فهي حجة ساذجة استغلتها اسرائيل لمصلحتها أكبر استغلال
لماذا ايران؟
مثلها مثل سوريا وان كان الخوف الاسرائيلي والأمريكي منها أكبرلتطور ايران العسكري والتكنولوجي فما كانت اسرائيل تهدد ايران بتوجيه ضربات الي ايران حتي قامت ايران بتطوير صواريخها ليصبح مداها في العمق النووي الاسرائيلي، وبالطبع لم يسكت الأمريكان واليهود فقاموا بتطوير نظم دفاعية علي سواحل كاليفورنيا لحماية أنفسهم من الصواريخ الايرانية، ثم كان أيضا الرد الأمريكي بعمل هجمة وقائية وهمية ضد مواقع نووية ايرانية وسجلت العواقب التي قد تنجم عن اتخاذ مثل ذلك القرار.
ففي النهاية أري أنه في اطار السياسة الأمريكية نجد استخدام الأقنعة ذات الأوجه المختلفة وسياسة الكذب والذي يصدقه الكثير من المغفلين ففكرة أسلحة الدمار الشامل التي تخشاها أمريكا تمتلك أسرارها40 دولة بالعالم حسب تقرير البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية،وفكرة الثروات لهي أيضا خاطئة.