بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أولاً أشكر كاتب الموضوع على ما كتب وبيّن ولكن للموضوع وقفة ..
وهي أنني أظن أنه هنالك أكثر من 14 شخص في البرنامج التافه حصل لهم كما حصل لبشار فلما أحتيار بشار بالذات ؟!؟!؟
صحيح أنه خطأ ولا أحد يُنكر ذلك .. ولكن هنالك بقية فعلوا أكثر مما فعل بشار ..
ثم إني أذكرك لتوعية المسملين آداب ولنصح المسلم آداب .. فإن غاب أحدهما سيُردُّ الكلام على وجه صاحبه ..
ثم إن عليك التقيّد بالكلمات التي تطلقها من لسانك .. فالكلمة إن بقت في فمك فأنت تملكها فإن أطلقتها وحرجت فهي تملكك..
----------------
فقد روى مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((
الدين النصيحة))
قلنا: لمن يا رسول الله ؟ قال: ((
لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))، هذا حديث جليل عدّه بعض السلف رُبع الدين أي أحد أربعة أحاديث يقوم عليها الدين.
والنصيحة لعامة المسلمين بأن تحب لهم من الخير ما تحبه لنفسك وأن ترشدهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم وألاّ تغشهم.
وقد أرسل الله تعالى رسله الكرام ليكونوا ناصحين لأقوامهم، قال تعالى عن نوح عليه السلام:
{أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} [الأعراف:62]. وقال تعالى عن هود عليه السلام:
{وأنا لكم ناصح أمين} [الأعراف:68]. وقال تعالى عن صالح عليه السلام:
{ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} [الأعراف:79].
والنصيحة من حق المسلم على أخيه المسلم
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((
حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
وروى البخاري عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، فروى الطبراني أن جريراً اشترى من رجل فرساً فقال البائع: بثلاثمائة فقال جرير: إنه خير من ثلاثمائة فما زال يزيده حتى أعطاه ثمانمائة، وروى ابن حبان أن جريراً كان إذا اشترى شيئاً أو باعه قال لصاحبه: اعلم أن ما أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناك فاختر،
وروى أبو داود عن أبي هريرة والطبراني عن أنس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
المؤمن مرآة المؤمن)) [صححه الألباني صحيح الجامع 6655].
أي المؤمن ينصح أخاه ويريه ما وقع فيه من خطأ .. دون طعن فيه أو إساءة كما يرى الإنسان نفسه في المرآة.
----------------
موقع المنبر..
وقال الشافعي رحمه الله : إمسك لسانك أيها الإنسان .. لا يلدغنك فإنه ثعبان
----------
وللنصيحة آداب كما ذكرنا سابقاً:
1- الإخلاص لله تعالى فيها وألا يكون الغرض منها الشماتة في المنصوح والفرح بأنك ظفرت له بعيب فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، ولا يجوز للمسلم أن يشمت في أخيه المسلم بل يحب له ما يحب لنفسه.
2- أن تكون النصيحة سراً إلا إذا كان المنصوح مجاهراً بالفسق أو البدعة يدعو الناس إليه أو تقتدي به الناس في بدعته أو فسقه فيمكن أن ينصح علناً من باب تحذير المسلمين قال بعض السلف: من نصح أخاه سراً فقد نصحه وزانه ومن نصحه علانية فقد فضحه وشانه.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التعيير لا أرضى استماعه
3- أن يسلك الناصح أفضل الوسائل التي يرجى معها استجابة المنصوح فيمكن أن يُعرِّض فيقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا)) ويمكن أن يهدي إليه شريطاً أو كتاباً، وكذلك على الناصح اختيار الوقت الملائم حتى لا يعين الشيطان على أخيه.
أيها المسلمون: لما جَبُن الناس عن النصيحة فشت فيهم الغيبة فصاروا إذا رأى أحدهم عيباً في أخيه لم ينصحه في وجهه بل فضحه به في غيابه والغيبة من كبائر الذنوب.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((
لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) [رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 533].
-----------
موقع المنبر
وأخيراً أنصحكم بسماع هذه المحاضرة للشيخ محمد صالح المنجد عن آداب النصيحة
http://liveislam.com/iqa/10/adbnseeha.rm
وأخيراً أقول جزى الله خيراً كاتب الموضوع وبارك الله فيه لغيرته على أمته الإسلامية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته