إسرائيل زودتهم بمواد تحدد الأهداف للمروحيات: المتعاونون مرة أخرى وراء اغتيال الرنتيسي
منقول من شبكة إيلاف الاخبارية
الرنتيسي جثة هامدة وحوله انصاره
نبيل شرف الدين من القاهرة: كان عبدالعزيز الرنتيسي أول من يعلم أنه مشروع هدف دائم لمروحيات شارون، الذي أعلنها صراحة في أكثر من مناسبة أنه سيواصل اغتيال القادة السياسيين والحركيين لكافة المنظمات الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد الإسلامي، لكن السؤال الذي طرح لدى اغتيال الشيخ أحمد ياسين، ويطرح في كل مرة تقوم فيها إسرائيل بعملية تصفية نوعية من هذا النوع بكل دقة، هو : كيف استطاعت إسرائيل رصد تحركات الرنتيسي، الذي لا شك أنه كان يلتزم أقصى درجات الحذر في تحركاته، خاصة عقب محاولات سابقة لاغتياله.
وعبر (إيلاف) سبق أن طرحنا قضية الطابور الخامس في الداخل الفلسطيني، الذين يحملون صفة مشتركة في أروقة أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية هي "المتعاونون"، ولا بأس بإعادة الحديث عنه مجدداً، كونه الأمر الذي يؤكده خبير أمني عربي بقوله إنه لولا خدمات هؤلاء، لما تمكنت القوات الإسرائيلية من تنفيذ ثلاثة أرباع عملياتها النوعية التي تضرب هدفاً محدداً مثل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي وقبلهما من قتل يحيى عياش، ومن وشى بالعشرات من "حماس"، و"كتائب شهداء الأقصى"، وحتى من رجال الشرطة.
وخلال العام الماضي أوقفت السلطة الفلسطينية عشرات العملاء، من بينهن سيدات، وتشير تقديرات غير رسمية لأجهزة استخبارات عربية إلى وجود 3 آلاف جاسوس لإسرائيل في الداخل الفلسطيني، فضلاً عن قرى كاملة تشيع عنها ممارسات العمالة لأجهزة إسرائيل الأمنية والاستخبارية، مقابل حفنة من "الشواكل"، وأحياناً مقابل تسهيل هجرته لأميركا أو كندا وغيرهما.
الحاصل وفقاً للمعلومات الهامة التي اطلعت عليها (إيلاف) من خبير أمني عربي أن "قائمة المتعاونين" طويلة وسجلهم لا ينتهي، وأن إسرائيل دأبت مؤخراً إلى تزويد هؤلاء العملاء بأجهزة اتصالات متطورة تعمل عبر الأقمار الصناعية، ومواد يقومون برشها على سيارات الأهداف لترصدها أجهزة في المروحيات الإسرائيلية وتحدد مواقعها بدقة، بينما لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وهنا نسعى لرصد بعض الأسماء والوقائع بشأن ملف العملاء، والبداية مع يحيي عياش المعروف باسم "المهندس" القائد السابق للجناح العسكري لحركة "حماس"، عندما قام بإجراء اتصال من هاتف نقال، قدمه له قريبه وكان مرصوداً عبر أجهزة تفجير عن بعد، باتفاق مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" خاصة وأن إسرائيل حملته المسؤولية عن عملية "بيت ليد"، التي أدت إلي مقتل 22 جنديا إسرائيليا، وجرح 45 آخرين.
أخوكم
كن وحيدا
أجعل نفسك وحيداً في هذا الكون الوسيع وتابع أحواله منذ خلقه الله إلى عصرك وتنبأ بما سيحدث وأقرأ التاريخ بخيال واسع فإنك إن فعلت ذلك تصبح كما قال الشاعر :
ومن يعي التاريخ في صدره *** يضيف أعماراً إلى عمره