السلام عليكم
ما دمنا نتكلم عن الوقت ، وهدر العمر الذي ابتلي به الكثيرون ، فإنني افضل ان اقدم لكم ملاحظاتي في نقاط محددة ، نظرا لاهمية الامر ، فأقول مستعينا بالله تعالى : -
أولا : لا بد من وقفة متأملة مع النفس في هذا المجال ، وإقناعها بأن السعادة الابدية تتحدد بساعات العمر القصيرة ، ومن المعلوم ان اللانهاية عندما تقسم على المحدود ، فإن النتيجة هي اللانهاية ايضا.. ومعنى ذلك ان كل قطعة من قطع العمر- ولو على مستوى الثانيةsecond - فإنها توازيها سعادة لا نهائية ، أو شقاوة كذلك ، أوليس الامر مخيفا بعد هذه المعادلة ؟!.. (يعني لو استغلينا هذه الثانية لحصلنا على اجر في الاخرة لو قسناه بالنسبة الى الدنيا فليس هنلك قياس!!!)
ثانيا : ضرورة برمجة الحياة في قنوات مرسومة في نهاياتها وبداياتها ، فإن الذي ليست له خارطة لعملية البناء الذاتي ، فإنه لا يقوم له بناء ابدا ، إذ أن جمع المواد الاولية على ساحة بناء من دون خارطة ومقاول ومشرف لهو امر عقيم !.. والغريب ان الناس يبرمجون حياتهم المادية أيما برمجة ، ولكن عندما يصل الامر الى شؤون النفس ، فإنهم يلقون حبلهم على غاربهم![]()
وكانهم منكرون - فى مقام العمل - حياة الروح فى افق الابد!!..
ثالثا : ان النوم مطلوب كوسيلة لتجديد النشاط اليومي ، لا كهدف يجعله الانسان في قائمة الموضوعات المستساغة لديه![]()
، بل ان بعضهم يرى النوم هو الموت الاصغر ..
وعليه ، فإن هذه الساعات التي ينام فيها العبد ساعات باطلة
في حد نفسها ، إن لم تكن مقدمة للاستجمام والذي هو بدوره مقدمة لاستئناف نشاط جديد ..
رابعا : من المناسب ان يسعى العبد للالتزام باداب ما قبل النوم ، وما بعده .. فإن البعض يتقلب في فراشه ، الى ان ينام ، وهو يعيش في عالم من السرحان![]()
، والتفكير الباطل
![]()
: شهويا كان او غضبيا ، مما يرسخ في عقله الباطني بعض الصور التي يمكن ان تكون اداة للفساد في اليقظة ، ولا يخفى مدى اللطف في الدعاء الذي يدعو به العبد عند الاستيقاظ حيث يقول : ( الحمد لله الذي احياني بعد اذ اماتني ، وإليه النشور .. الحمد لله الذي رد الي روحي لاحمده واعبده )..
واخيرا نستعيذ بالله تعالى من ان يتحول احدنا الى : جيفة في الليل ، وبطال في النهار ، وإن كثرة النوم تدع العبد فقيرا يوم القيامة (يعني فقير من الحسنات) .
وفقكم الله لمراضيه وجنبكم سخطه ومعاصيه































