حالُ الجزيرةِ قبلَ البعثةِ المحمَّديةِ
كان الظـلامُ مخيـماً والظـلمُ فى كل الجزيـرةْ
لم يغشها نــورُ السماء فأظلمتْ منها البصيرةْ
قد أظلـمتْ أرجـاؤها إذ لا تـقامُ بها شعيرةْ
والود جفَّ من النـفوس فقطَّعوا رحـماً وجِيرةْ
والناسُ قد ألفوا الخصامَ فأصبحتْ فوضى خطيرةْ
قد يعتـدون ويظلمون ويقتـلون بلا جريـرةْ
من كفرهم وأدوا البناتِ فأزهقوا الأنثى صغيرةْ
والبيتُ تبدو حوله الأصــنامُ للرائى حقـيرةْ
عكفوا عليها عابدين أليسَ فيهم مـِنْ بصيرةْ ؟
ربَّـاه هذا البيتُ كان هدايـةً من كلِّ حـيرةْ
فارحمْ عـبادَك يـا ألهى بالرسـالاتِ المنـيرةْ
كى يهتدوا بعد الضلال ويستثقيموا فى المسيرةْ
هذا لسـانُ الحال يهتف بالمـقال وبالسريـرةْ
كانت رسـالات السماء تعـوزها أخرى أخيرةْ
فاستكملت بمحمد ختم الرســالات الكثيرةْ
*** *** ***
زائرٌ مجهولٌ يأمرُ عبدَ المطلب بحفرِ زمزمَ
الزائرُ المجهولُ نادى شيــخَ مكَّة فى المساءْ
يا شيـبةَ الحمدِ احفُـرْ البئرَ القديمةَ للظماءْ
فى جانبِ البيتِ العتيقِ ترى هنالكَ الاهتداءْ
الشيخُ ينهضُ فى الصباحِ ملبياً ذاكَ النَّـداءْ
معه الغلامُ وحيدُه فى طـاعةٍ دون التـواءْ
الشيخُ يضربُ مِعْوَلاً فى قـوةٍ بلْ فى مَضَاءْ
والمِكتلُ الممـلوءُ يحملُه الغـلامُ على عَناءْ
القومُ شــاءُوا منـعَه فأبى إبـاءَ الأقويَاءْ
لم يستطيعُوا منـعَه تركُوه خـوفَ الاعِتداءْ
الله أكبرُ جــاوزتْ أرجاءَ مكَّة فى الفضاءْ
هذا هو الكنــزُ الذى أبغيه أيضاً والطِِواءْ
وتفجرت أمــواهُ زمزمَ للحجيجِ لهم سِقَاءْ
يا أهلَ مكَّة أبشروا قد جاءَكم غوثُ السماءْ
فلتفرحوا يا قــومِ هذا فضلُ ربِّى لا مِرَاءْ
جاءتْ جميعُ رجالِ مكَّة ينظرون كذا النِّساءْ
والفرحةُ الكبرى على كلِّ الوجوه مع الرِّضاءْ
أرجوزتان من أراجيز ألوف كتبها الشيخ علامة الأزهر المصرى محمد عايش عبيد ـ عليه سحائب الرحمات ـ بمداد الفؤاد الملئ بحب السيرة العطرة ؛ على صاحبها أفضل صلوات الله وسلامه ، فجاءت كما ترى تعبيراً صادقاً لمعانى السيرة العطرة الفيَّاحة برحمة الله ، إذ بعث فى المؤمنين رسولاً منهم يتلو عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفى ضلالٍ مبين .
ولنا مع (( تغريدة السيرة النبوية )) لفضيلة الشيخ العلامة محمد عايش عبيد الأزهرى وقفات ونقولات إن شاء الله تعالى .
فقد رأيتها كأنها لحن شجى يتغنى بأمجاد سيرة نبينا الخالدة . فرضى الله عن مؤلفها وجزاه عن الإسلام خير الجزاء .
وكتبه ابن الشيخ الألفى / محمد أحمد شحاته السكندرى
الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف![]()