يا ايها الطفل الذي كان كاللحن الجميل
و الورده البيضاء تعبق في غيابات الاصيل
ياايها الطفل الذي كان في هذا الوجود
فرحا , يناجي فتنه الدنيا بمعسول النشيد
ها انت ذا اطبقت جفنيك احلام المنون
و تطايرت زمرالملائك حول مضجعك الامين
و مضت بروحك للسماء عرائس النور الحبيب
يحملن تيجانا مذهبه من الزهر الغريب
و تفرق الناس الذين الى المقابر شيعوك
و نسوك من دنياهم حتى كأن لم يعرفوك
شغلتهم عنك الحياه , و حرب هذه الكائنات
حتى الفرقان ... فانهم لبتوا مدى يتساءلون
في حيره مشبوبه " اين اختفى هذا الامين " ؟
لكنهم علموا بأنك في الليالي الداجيه
حملتك غيلان الظلام الى الجبال النائيه
فنسوك مثل الناس .. و انصرفوا الى اللهو الجميل
بين الخمائل . و الجداول . و الروابي , و السهول
و نسوا وداعه وجهك الهادي و منضرك الوسيم
و نسوا تغنيك الجميل بصوتك الحلو الرخيم
الا فؤادا , ظل يخفق في الوجود الى لقاك
ويود لو بذل الحياه الى المنيه , و افتداك
فاذا رأى طفلا بكاك , و ان رأى شبحا دعاك
يصغي لصوتك في الوجود , و لا يرى الا بهاك
يصغي لنغمتك الجميله في خرير الساقيه
في رنه المزمار , في لغوا الطيور الشاديه
اعرفت هذا القلب في ظلماء هاتيك اللحود ؟
هو قلب امك , امك السكرى بأحزان الوجود
هو ذلك القلب الذي سيعيش كالشادي الضرير
يشدو بشكوى حزنه الداجي الى النفس الاخير
ويغرد السحرور مابين الجماجم و الرفات
و الارض حالمه , تغنى بين اسراب النجوم
انشوده الماضي البعيد , و سوره الازل القديم
