نريد أن نتحدث في سياسة الأمة الإسلامية ، التي تجعلهم ( أمة واحدة ) ، كما وصفهم
الله في كتابه ، نسمو بها على بدعة القومية , وعلى أهواء الأحزاب ..
نريد أن نبصِّر المسلمين وزعماءهم بموقعهم من هذه الدنيا بين الأمم ، وتكالب الأمم
عليهم بغيا وعدواً ..
نريد أن نعمل على تحرير عقول المسلمين وقلوبهم من روح التهتك والإباحية ، ومن
روح التمرد والإلحاد ، وأن نريهم أثر ذلك في أوروبا وأمريكا ، اللتين يقلدانها تقليد
القردة ، وأن نريهم أثر ذلك في أنفسهم وأخلاقهم ودينهم ..
نريد أن نحارب النفاق والمجاملات الكاذبة ، التي اصطنعها كتاب هذا العصر
أو أكثرهم فيما يكتبون وينصحون ! يظنون أن هذا من حسن السياسة ، ومن الدعوة
إلى الحق !! وإنما هو ضعف وملق وحرص على عرض الحياة الدنـيء !!
وما نريد بهذا أن نكون سفهاء أو منفرين !! معاذ الله .. فليس المؤمن بالطعان
ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..
ولكنا نريد أن نقول الحق واضحاً غير ملتو ، وأن نصف الأشياء بأوصافها الصحيحة
وأن نربأ بأنفسنا وبإخواننا أن نصف رجلا يعلن عداءه للإسلام أو يرفض شريعة الله
ورسوله بأنه ( صديقنا ) ، أو أن نصف أمةً من الأمم تضرب المسلمين بالحديد والنار
وتهتك أعراضهم ، وتنهب أموالهم ، بأنها أمة ( صديقة ) أو بأنها أمة ( الحرية والنور)
والله – سبحانه - نهانا عن ذلك نهياً حازماً في كتابه ...
نريد أن نمهد للمسلمين سبيل العزة التي جعلها الله لهم ومن حقهم إذا اتصفوا بما
وصفهم به : أن يكونوا ( مؤمنين ) ...
نريد أن نوقظهم وندعوهم إلى دينهم بهذا الصوت الضعيف ، ولكننا نرجو أن يدوِّي
هذا الصوت الضعيف يوماً ما ، فيملأ العالم الإسلامي ويبلغ أطراف الأرض
بما اعتزمنا من نية صادقة نرجو أن تكون خالصة لله وحده ، جهاداً في سبيل الله
إن شاء الله ...
فإن عجزنا أو ذهبنا فلن يعدم الإسلام رجلا أو رجالا خيرا منا ، يرفعون هذا اللواء
فلا يزال خفاقا إلى السماء بإذن الله ....