حشرات على المريخ
بينت دراسات حديثة وجود علامات تدل على التغير المناخي على المريخ وترجع الى نحو مائة الف عام وليس الى ملايين او مليارات الاعوام مما يشير الى احتمال وجود مخزون ضحل من الجليد اسفل سطح الكوكب.
- هل اكتشفت ادارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أدلة على وجود حياة على كوكب المريخ ثم نسيتها لمدة 25 عاما تقريبا.
يشير عالم بجامعة كاليفورنيا إلى أن هذا هو ما حدث بالضبط وأن البيانات المنسية التي جمعتها مجسات مركبة الفضاء فايكنج في عام 1975 تشير الى وجود كائنات دقيقة على المريخ.
وقال جوزيف ميلر عالم الاعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا ان اهمية ذلك الاكتشاف الى جانب البيانات نفسها اغفلت بعد ان انتهت ادارة الفضاء الى ان تجاربها اوضحت فقط ان هناك علامات تدل على وجود نشاط كيميائي على سطح "الكوكب الاحمر".
لكن اعادة فحص دقيقة لسجلات الادارة المستعادة كشفت عن نمط مثير للدهشة الا وهو ان الغاز المنطلق من تربة المريخ والذي تتبعته المركبة فايكنج يحذو حذو النوع نفسه من الايقاعات الناتجة عن جميع الكائنات العضوية التي تسكن الارض من البشر وحتى حشرات الفاكهة في دورة شبيهة بالدورة الغذائية والتنفسية الخاصة بمستعمرات الكائنات الدقيقة.
وقال ميلر "اعتقد اصلا انها حشرات دقيقة." واطلقت ادارة الفضاء مركبتي الفضاء فايكنج في اغسطس اب وسبتمبر/ايلول عام 1975 وامضيا عاما تقريبا كي تصلا الى الغلاف الجوي للمريخ.
وبمجرد وصولهما ارسلت كل منهما مجسات الى سطح المريخ الذي يقع على بعد 4828 كيلومترا من المركبتين لاجراء سلسلة تجارب استهدف العديد منها البحث عن ادلة على وجود حياة.
وفي احدى هذه التجارب التقط ذراع الي للمجسات عينات من تربة المريخ ووضعت في صحن الى جانب محلول لمركب كيميائي من عناصر مشععة من الكربون والهيدروجين والاكسجين.
وقال ميلر ان العلماء ادركوا بالمنطق ان اي كائنات عضوية في تربة المريخ ستستهلك الغذاء وتطلق الكربون المشع في صورة غاز وهو شيء كانت المجسات مجهزة لقياسه.
واضاف ميلر ان فايكنج عثرت على ادلة واضحة على ان تربة المريخ ولدت غازا في الاسبوع التاسع من التجربة لكن العلماء توصلوا الى ان المنتج هو مكون لتفاعل كيميائي في التربة وليس دليلا على وجود حياة.
واغلق ذلك كتاب تجارب فايكنج الى ان طلب ميلر الذي عمل في ادارة الفضاء في اوائل الثمانينات والذي درس دورات نوم القرود في الفضاء من الادارة الرجوع الى سجل التجربة في عام 1999 .
وقال ميلر ان الادارة جابت في سجلاتها واخرجت اشرطة الكمبيوتر المهملة منذ فترة طويلة لتكتشف انها مشفرة "في شكل قديم جدا وان المبرمجين الذين يعرفونها ماتوا."
واستطاع ميلر من خلال العمل على سجل اولي كتبه فريق ادارة الفضاء تجميع ثلث البيانات وتحليلها وينوي تقديم اكتشافاته الاولية في مؤتمر علمي اليوم الاحد في سان دييجو.
ووجد ميلر ان انبعاثات الغاز من عينة التربة تحدث في دورة تعادل بالضبط طول اليوم في المريخ.
وقال ميلر ان نمط النشاط المتزايد في درجات الحرارة الاكثر دفئا في النهار وانعدام النشاط ليلا شبيه بنمط الايقاع الخاص بالكائنات العضوية الارضية الاولية.
والاكثر ايحاء ان كمية غاز الكربون المنطلق ارتفعت اثناء التجربة لكن ذلك يتناقص بشدة في لحظة ما عند تسخين عينة التربة لتصل حرارتها الى 160 درجة مئوية.
وقال ميلر الذي يعمل لاعادة سجل بيانات فايكنج ليرى ان كانت تؤكد النمط ام لا "اعتقد ان مما يحدث هو اننا نقتل كل الكائنات الدقيقة."
وبينت دراسات حديثة اخرى وجود علامات تدل على التغير المناخي على المريخ وترجع الى نحو مائة الف عام وليس الى ملايين او مليارات الاعوام مما يشير الى احتمال وجود مخزون ضحل من الجليد اسفل سطح الكوكب وهو امر اساسي لوجود حياة هناك.
وقال ميلر انه يأمل ان تشجع اكتشافاته غير المتوقعة باحثي ناسا والباحثين الاوروبيين على احياء التجارب البيولوجية في الجيل القادم من المجسات على المريخ.
