منظر الطالب الكويتي الذي عاد من الأردن على كرسي متحرك كان مؤلما ومحزنا ليس لأسرته فحسب بل لكل مواطني بلده لأن سبب إعاقة هذا الطالب التي نسأل الله أن تكون مؤقتة هو تعرضه للخطف والاحتجاز والضرب وهذه كلها جرائم ضد حرية وإنسانية الإنسان وهي بالتأكيد جرائم يعاقب عليها القانون.
الطالب الكويتي الذي عاد فاقدا القدرة على الحركة ليس هو الضحية الكويتية الأولى فلقد تعرض كويتيون آخرون إلى أنواع من الاعتداءات التي تقع في خانة الجرائم ومنها سرقة الشقق وسرقة السيارات وتكسير زجاج السيارات. وتقصد الكويتيين بالتحرش والاستفزازت والاعتداءات وصل إلى القتل.
هنا نتساءل من هم الأفراد أو الجماعات الذين يستهدفون الكويتيين ولماذا يستهدفون الكويتيين دون غيرهم؟
قد يكون من المبالغة تبرئة كل الأردنيين الذين هم أصولا وجذورا وفروعا أردنيون مائة بالمائة لكن المعرفة بتمسك الأردنيين الأصليين بالقيم والأخلاق العربية يبعد أي شبهة لتورط أردني أصيل بالاعتداء أو حتى إيذاء مشاعر اخوة عرب وضيوف في بلده بل اننا نثق ان الأردنيين بالأصالة ـ الأصليون أبا عن جد ـ يشعرون بأن الاعتداء على ضيوف الأردن هو اعتداء على البلاد وأهلها ومثلما استفزت الاعتداءات على الكويتيين وبالذات الطلبة مشاعر الكويتيين فإنها حتما استفزت مشاعر الأردنيين الذين لا شك ان قيمهم العربية تعلمهم ان الاعتداء على ضيوفهم هو استهانة بأهل البلاد والأحرار كما هو حال أهل الأردن لا يقبلون أن يستهين بهم أحد حتى ولو كان لا سمح الله من مواطنيهم وحتى لا تتجه عقارب الاتهام إلى الأردنيين من أصل فلسطيني فإننا نعتقد ان هؤلاء ليست لهم مصلحة في التحرش في الكويتيين والاعتداء عليهم وهناك مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عاشوا وآخرون ولدوا في الكويت وبالتالي فإنه يستبعد أن يؤذي الكويتيين جسديا أو نفسيا من ولد في الكويت أو عمل أو عاش شطرا من حياته فيها.
إذن من يكون المعتدون هل هم مخلوقات من خارج الكرة الأرضية أم انهم غير أردنىين وغير فلسطينيين؟
ليس هناك ما يؤكد أن هؤلاء المعتدين هم من خارج الأردن بل انه ليس هناك ما يبرىء «الزعران» الأردنيين والفلسطينيين من ارتكاب هذه الأفعال المشينة وإذا كان هؤلاء قلة وقد يكونون من العاطلين عن العمل فإن تصرفاتهم مزعجة للكويتيين وللشرفاء من الأردنيين والفلسطينيين إذ ان هذه التصرفات العدوانية لا بد وأن تؤثر سلبا على العلاقات الثنائية بين الشعبين. وما نخشاه ـ ولسنا هنا محرضين ـ هو ان الذين يقومون بعمليات الاختطاف والابتزاز والسرقة وإيذاء الكويتين جسديا إنما هم امتداد لأولئك الذين يعاملون الكويتيين بنفس الأساليب في بعض مدن العراق. لكن لماذا يستهدف هؤلاء أولئك الكويتيين؟
باعتقادنا أن السبب الأول هو الابتزاز المالي وقد تكرر ذلك في العراق وهذا ما يجعلنا نعتقد ان هناك صلة ما بين عمليات الاختطاف في الأردن والعراق، والسبب الثاني هو ان تطور العلاقات الكويتية الأردنية يزعج بعض القوى السياسية وتحديدا أنصار النظام العراقي المطاح به وهؤلاء أيا كانت هويتهم الوطنية فانهم صداميو القلب والذهن والمصلحة أيضا وبالتأكيد أن هؤلاء يهمهم أن يلقوا صخورا في المياه الصافية ما بين البلدين لتعكيرها، والسبب الثالث ان هناك قوى معادية لاستقرار الأردن وتطوره الاقتصادي وبالتالي فإنها استهدفت الكويتيين أولا بهدف حرمان الأردن من تدفق الطلبة الكويتيين للدراسة في جامعاته ومدارسه الخاصة وكذلك تدفق الاستثمارات المؤسساتية والشخصية إلى قطاع الأعمال في الأردن ولا يستبعد ان ىكون السبب الرابع ضيق بعض الأردنيين والفلسطينيين من عدم قدرتهم على دفع أجور تعليمهم في الجامعات الخاصة في الأردن نتيجة إقبال الخليجيين وبالذات الكويتيين عليها.
وبصرف النظر عن الأسباب فإن ما حدث للكويتيين وبالذات للطلبة إنما هو جرائم متعددة المسميات وهنا نتساءل أين أجهزة الأمن الأردنية هل يعقل ان تكتشف جريمة إرهابية أعد لها العدة تنظيم إرهابي وتفشل في معرفة مرتكبي أكثر من عملية عدوانية ضد مواطنين وتحديدا طلبة كويتيين يعيشون كلهم تقريبا في العاصمة عمان بصراحة ليس لجهاز الأمن الأردني عذر مقبول حتى الآن؟
جريدة الوطن ..






































...لأني شايف الاخوة الكويتيين اغلبهم عاقل والحمدلله وبريء من الحكومة التي تطيع أمريكا في كل كبيرة وصغيرة .....