3-
قوله تعالى : (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)، ووجهاستدلالكم به أنه كما دل منطوقه على حجب الكفار عن ربهم ، فمفهومه دال على أنالمؤمنين يرونه لأن حجب الكفار عقاب توعدوا به فلا يليق بالمؤمنين إلا خلافه .
وهو استدلال ساقط من عدة أوجه :
أ)أن الحجاب في الآيةكناية عن الحرمان من رحمته ، والإبعاد عن دار كرامته ، كما أن التقرب منه سبحانه لايكون حسياً وإنما يفسر بامتثال ما أمر به من الطاعات ، واجتناب ما نهى عنه منالمعاصي ، وكذلك تقرب الله من العبد لا يعني إلا إحاطته برعايته الرحمانية ، وغمرهبألطافه الربانية ، وقد وردا معاً في الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم من طريق أبيهريرة رضي الله عنه ( من تقرَّب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ، ومن تقرَّب منيذراعاً تقربت منه باعاً ) وبهذا المعنى الذي ذكرته فسَّر قتادة وابن أبي مليكةالحجاب في هذه الآية ، رواه عنهما ابن جرير.
ب - أنه استدلال بمفهوم المخالفة ، وهو حجةظنية اختلف العلماء في الأخذ بها في الأمور العملية الفرعية ، فكيف بالقضاياالإعتقادية الأصلية مع أن الاعتقاد ثمرة اليقين ، على أن المفهوم هنـا أقرب أن يكونمفهوم لقب ، وهو أضعف المفاهيم بإجماع الأصوليين والفقهاء ، وسائر أصحاب فنـونالعلم ، حتى أنهم عدوا من أخذ به من الفقهاء في الفروع شاذاً .
ج- أنه لو جاز الإستنادإلى هذا المفهوم في إثبات رؤية المؤمنين لله يوم القيامة ، لكان أحرى أن يستند إلىمفهوم يفيده التقيد بـ ( يومئذ ) في إثبات رؤية الكفار له تعالى قبل ذلك اليوم ،فإن الظروف لها حكم الصفات في تقييد النسبة ، ومفهوم الوصف من أقوى المفاهيم كماحرره الأصوليون
======
والاحاديث التي جئت بها تمتضعيفها من قبل علماء الجرح والتعديل
انظر الوصلة في رديالاول والوقفات التي فيها
ملا حظة
نجد في كتاب الله ما وعد به المؤمنين في الدار الآخرة من النعيم مذكوراً بأصرح العبارات ، ومكرراً في مواضع شتى لأجل التشويق إليه ، بينما لا تجد للرؤية ذكراً إلا ما يتأوله مثبتوها من لفظ الزيادة وأمثالها ، وهو لم يذكر إلا مجملاً ، فهل ترى من المعقول - أن لو كانت الرؤية ثابتة وهي أجلّ من كلِّ نعيم الجنة - أن يكتفى بمثل هذه الإشارة الطفيفة إليها بينما تذكر المآكل والمشارب ، والمساكن والمناكح ، والحدائق والأنهار ، وسائر المباهج والملذات الفينة بعد الفينة بعبارات واضحة لا تحتمل التأويل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته