يقول تعالى (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون) «التوبة»
دبي – العربية.نت
في بادرة نادرة وجه سعودي يعمل مع الرهينة الأمريكي بول مارشال جونسون المختطف في السعودية من قبل ارهابيين ينتمون إلى القاعدة رسالة إلى خاطفيه طالبهم فيها بإطلاق سراحه لأنه "أجاره".
وقال زميل الأمريكي الذي وصف نفسه بأنه سعد المؤمن في لقاء مع "العربية نت"، "لقد وجهت لهم (الخاطفين) رسالة أجرته فيها، مشيرا إلى أنهم إن كانوا مؤمنين حقا يقفون عند النصوص الشرعية ويأتمرون بشريعة الله، ولا يتبعون أهواءهم وينتصرون لذواتهم فإنهم سيطلقون سراحه فور قراءتهم للرسالة، خاصة أن بول الذي يعمل معي بدأ يتعرف على الاسلام بعد أن أهديته كتبا إسلامية وترجمة للقرآن الكريم".
وقال المؤمن موجها خطابه للخاطفين" أنه لو تنزلنا معكم على ان الحكومة السعودية لا يحق لها ان تعطي هؤلاء الأمان, فقد أعطيت أنا هذا الرجل الأمان وأجرته, فإن كنتم تكفرون الحكومة, فمن أعطاكم الحق بتكفير آحاد الناس, فان كنتم تكفروننا جميعا, فهذا عمل الخوارج, وان كنتم لاتكفروننا, فوجب عليكم اطلاق سراح الرجل , لأن الأمان ينعقد من آحاد الرعية".
المختطف مشدود للاسلام
وجاء في نص الرسالة التي وجهها سعد المؤمن للخاطفين محتجا فيها بالأحاديث النبوية " أنني أجرت هذا الرجل كما جاء في الحديث الصحيح (قد أجرنا من أجرت يا أم هاني ) والقائل صلى الله عليه وسلم : (المؤمنون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده), والقائل ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما) .. وبعد. فهذه رسالة من القلب, إن كان لكم قلوب. وهي للعقل, إن كان لكم عقول, وهي رسالة حق, لا أريد بها إلا ابراء الذمة. اللهم فاشهد".
وتحدث سعد المؤمن الذي بدا أنه إسلامي ملتزم عن زميله المختطف بتأثر بالغ، وقال في حوار الكتروني مع العربية .نت "شدني فيه اهتمامه بالإسلام, حيث أن مظهري أوحى له بالتزامي, فبدأ يسألني ويدخل معي بحوار حول الإسلام, وكان يناقشني كثيراً في مسائل منها نظرة الاسلام للمسيح عليه السلام وأمه الصديقه، وقد دعوته إلى بيتي, وتناول معي الطعام, وأخذ مني كتب باللغة الإنجليزية حول الإسلام".
يضيف: لا زلت أذكر قوله (بول) "من الخطأ ان تعاملوا الأمريكان جميعاً من منظور الحكومة الأمريكية, نحن لنا مواقف مستقلة, وأنا غير راض عن تصرفات حكومتي".
وعن ردة فعله بعد سماع خبر اختطاف زميله قال "حقيقة أنا أحس بالذهول الشديد, الرجل لا علاقة له بالقوات الأمريكية من بعيد أو من قريب, وهو رجل معارض للسياسة الأمريكية, ومهتم بالإسلام, فبأي مبرر يتم اختطافه أو قتله ؟ ولماذا ؟ ونحن نقرأ قول الله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر اخرى). أضاف: حتى الآن, أنا احسن الظن في هؤلاء, وأظن أن هذا الموضوع ان شاء الله سيجعلهم يراجعون موقفهم من بول , فهم يعرفون جيدا عقوبة من يتجاوز ذمة المسلمين.
رسالة إلى المختطف
وفي رسالة موجهة إلى زميله المختطف قال السعودي سعد المؤمن زميل الأمريكي المختطف "لا ذنب لي يابول, نحن لا نقر هذه العمال , انا اعرف أن لادخل لك بكل هذا, والمسلمين لا يرضون بقتلك , ونحن نبذل الجهود على قدر استطاعتنا لانقاذك . وندعوا الله أن يفرج كربتك".
وعن ما اذا كان يعتقد أن رسالته وصلت إلى الخاطفين قال "بالتأكيد فهم يتابعون كل منتديات الانترنت ويقرأون ما ينشر فيها وهي التي يبثون فيها بياناتهم. وتصريحاتهم وإصداراتهم المختلفة.
وعن الاجابة التي يتوقعها من الخاطفين قال المؤمن " إذا كانوا يكفرون أحاد الرعية, فهم خوارج ولن يستجيبون لي , أما إذا كانوا متأولين , وتأولوا كفر الحاكم, فسيستجيبون لطلبي بدون أي شك , فقد انعقد الإجماع على أن الأمان ينعقد من أحاد الناس ذكوراً كانوا أو أناثاً ". أضاف: موقفهم من بول , سيحدد حقيقتهم دون أي شك، وأنا أعيذهم بالله أن يكونوا خوارج, من كلاب أهل النار كما ورد بالحديث.
يتابع .....