السلام عليكم
كثير ما نسمع عن أن شركة سيجا خسرة المنافسة نهائيا وشركة سيجا لم تنجح في جهازها الجديد ولن تنجح إلى الأبد وشركة سجا ستخرج من مجال الألعاب دون رجعة وغيره الكثيييييييييير من الأخبار التي لا نعلم مصدرها
وأنا أخالف هذا كله ، لأنه هل يعقل على شركة تعتبر من أقوى الشركات المنتجة والمطورة للألعاب المنزلية في العالم ، ولها من الخبرة في هذا المجال ما يقارب العشرين عام أن تخرج بهذه السهولة ، لايمكن أن يحصل هذا الشي ،
إن السبب الرئيسي للإقدام شركة سيجا على إيقاف إنتاجها للأجهزة دريم كاست واتجاهها للتطوير فقط لم يأتي من فراغ وإحساس بالهزيمة ، وإنما أن الشركة أقدمت على هذا الفعل لعلمها بأن التخطيط الذي عملته لإنتاج جهاز دريم كاست بالمواصفات التي تعرفونها لم يكن في الصورة المطلوبة ، فالشركة أستخدمت نماذج للتنبؤ بسوق الألعاب مستقبلا ،
ولكن الخطأ الذي وقعت الشركة فيه هو أن المعلومات التي جمعتها لكي تتوقع ما ذا سيكون عليه سوق الألعاب في المستقبل كانت خاطئة ، وهذا الخطأ ليس بجديد شركات عالمية مثل سيجا فكثيرا من الشركات في مختلف المجالات غير مجال الألعاب ، وقعت بنفس الخطا الذي وقعت فيه شركة سيجا في توقعها لسوق النافسة مستقبلا ، من أمثلة ذلك الخسائر التي وقعت بها شركة كرايسلر للسيارات والتي قدرت بالمليارات
شركة سيجا لم تدرس المنافسين لها في هذا المجال بالشكل المطلوب وأنا أقصد بالمنافسين هو شركة سوني ومايكروسوفت وننتندو ، لأن سوق المنافسة في مجال الألعاب الإلكترونية يتميز بالتطور السريع
فالشركة حينما أقدمت على انتاج جهاز جديد بمواصفات قوية قبل أن يتم الإعلان عن الأجهزة المنافسة لها مثل سوني 2 والكيوب وإكس بوكس ، وضعت خطة استراتيجة جديدة للشركة بهدف الدخول لأسواق العاب الكمبيوتر بعد إخفاق جهازها الأول وهو سيجا ساترن ،حيث قامت بتحليل بيئتها الداخلية وبيئتها الخارجية ، بهدف التعرف على وضعها الحالي وإن كان سيكون باستطاعتها الدخول من جديد في سوق الألعاب بجهاز ألعاب يستطيع أن يعيد حصتها السوقية التي فقدتها من بداية التسعينات
وأقصد بالبيئة الخارجية هي كل مايحيط بالشركة من متغيرات وهذه المتغيرات تحدث خارج الشركة ولا تستطيع الشركة السيطرة عليها وهي مثل التغيرات التي يحدثها النافسين في السوق من خلال طرح منتجات جديدة وكذلك القوانين التي تصدرها الحكومة بخصوص الأنظمة التي تجبر الشركات على التقيد بها وغيرها الكثير من الأمور التي تحيط بالشركة وتتأثر بها . اما البيئة الداخلية فتتمثل بنقاط القوة ونقاط الضعف التي توجد داخل الشركة ، فمثلا يعتبر فريق التطوير الذي تمتلكه الشركة بمثابة نقطة قوة لصالح الشركة لكونه قادر على تطوير العاب تبهر الجميع بقوتها ، اما مثال نقطة الضعف في الشركة فمثلا شركة سيجا لم تكن إدارتها التسويقية قادرة على ترويج جهازها الجديد دريم كاست على مستوى العالم بالشكل المطلوب إذا قارناه بالمجهود الذي تبذله إدارة التسويق في شركة سوني .
إن شركة سيجا كان هدفها من تحليل بيئتها الخارجية والداخلية وهو هدف كل الشركات في العالم ، هو أكتشاف الفرص والتي يمكن أن تستغلها الشركة لصالحها وتزيد من قوتها ، فإذا لم تتستغلها الشركة كانت بمثابة تهديد لها ، لأن الفرصة التي لم تستغل ستكون مهيئة للمنافسين لكي يستغلوها لصالحهم ، حذ مثلا حينما شركة سجا فكرت في إنتاج جهاز دريم كاست وضعت له هذه المواصفات بحيث يكون كما تتوقع هي أنه أفضل مايمكن إنتاجه في مجال تكنولوجيا الألعاب ،
ولكنها لم تعي تماما أن هناك فرصة يمكن أن تستفيد منها وهي أن مجال الألعاب في تطور سريع وهي تملك كل مقومات هذا التطور ، ( حتى أنها تستطيع أن تنتج جهاز قد يفوق قدرات جهاز إكس بوكس ) ولكن نظرا لتوقع الشركة الخاطيئ بأن جهازها الجديد دريم كاست هو بمثابة الفرصة الأقوى والذي يمكن أن تتصدر فيها مجال الألعاب، كانت هناك شركات منافسة وهي سوني ومايكروسوفت وننتندو تعي تماما أن هناك فرصة للإنتاج جهاز قد يفوق قدرات جهاز دريم كاست ولهذا فستكون هذه فرصة لكي تتغلب على أكبر شركات الألعاب في العالم وهي سيجا ، وكانت النتيجة هي عكس ما توقعته سيجا تماما في جهازها دريم كاست
والسبب في ذلك انها لم تستفد من الفرص التي كانت متاحة لها وهي قدرتها على مواكبة التطور التقني السريع في مجال الألعاب ، حيث كانت تملك فريق تطوير قادر على إبراز مهاراته التكنولوجية في تطوير الألعاب على أكثر الجهزة تطورا ( على سبيل المثال ماذا لو أن شركة سيجا كانت تملك جهازا بقدرات جهاز إكس بوكس كيف ستكون الألعاب عليه في ظل وجود فريق قوي مثل سونيك تيم ، بالتأكيد ستكون هناك ألعاب في غاية الروعة والقوة ، وكذلك كان لديها مركز مالي قوي قادر على انتاج جهاز يمكنها من المنافسة بشكل قوي على مدى سنوات قادمه ، وكذلك كانت علامتها تحظى بالولاء والتفضيل في أكثر دول العالم )
كل هذه العوامل لم تستغلها الشركة الإستغلال الجيد ولم تكتشف سيجا هذا الخطأ إلا بعد ظهور منتجات جديدة من منافسون أقوياء استطاعوا أن يستغلوا سوق العاب الكمبيوتر بما يتناسب مع التطور المذهل والسريع في هذا المجال ، فما كان من شركة سيجا إلا ان تيعد حساباتها من جديد وأن تخرج من سوق إنتاج الأجهزة حتى لا تزيد من الأعباء المالية عليها وتتحول إلى مجال ربما يكون اكثر أمانا وهو مجال الطوير فقط وهذه نقطة إيجابية من الشركة لأنها حاولت ان تتفادى الخسائر المحتمله مستقبلا لو انها استمرت في انتاج جهاز دريم كاست ،
ولهذا فإن ما نسمعه من بعض الأشخاص من أن شركة سيجا خسرت هذه المنافسة بسبب ظهور سوني2 والإعلان عن جهاز إكس بوكس هو كلالالالالام خاطئ من وجهة النظرة التجارية ، فالسبب الرئيسي في ذلك هو أن الشركة أخطأت في توقعا وتنبؤها لسوق المنافسة مستقبلا
ولكن مثل ماقلت في البداية وهو انه من الصعب ان تخرج سيجا من مجال انتاج الألعاب بهذه السهولة وتبقى في مجال التطوير فقط
والذي اتوقعه والله اعلم ان شركة سيجا تقوم حاليا على وضع خطة استراتيجية للإنتاج جهاز العاب جديد يفوق التوقعات حيث مازال مركزها المالي قادر على المنافسة من جديد
أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم ، وأنا كتبت هذا الموضوع نظرا لكوني من أكثر المعجبين بهذه الشركة وكذلك لأنها تملك كل مقومات شركات الألعاب الناجحة
