واشنطن – ا ف ب
يعتقد خبير المخابرات الأمريكية في شؤون القاعدة أن الحرب على العراق هي أفضل هدية قدمتها واشنطن إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. والتي يحسبها أنها قوضت جهود الحرب على الإرهاب.
ورأى الخبير الخمسيني في حديث إلى وكالة فرانس برس أن الحرب في العراق "كارثة". ونشر هذا الضابط الذي يعمل في مكتب الاستخبارت الأمريكية منذ نحو عشرين عاما كتابا وقعه باسم "مجهول" بعنوان "غطرسة إمبريالية: لماذا يخسر الغرب الحرب على الإرهاب".
ويعتبر الرجل من أكثر الغربيين اطلاعا ومعرفة بشبكة القاعدة بعدما قاد بين 1996 و1999 وحدة خاصة لملاحقة بن لادن. ويقول: "لست خبيرا في ما يتعلق بصدام حسين وأسلحة الدمار الشامل أو العراق، إلا أنه في الواقع وفي ما يتعلق بالحرب ضد القاعدة شكل غزو واحتلال العراق هدية رائعة لبن لادن".
وتابع: "عززت هذه الحرب ما يكرره زعيم التنظيم منذ سنوات عدة بأن الغرب يريد احتلال أماكن الإسلام المقدسة والتخلص من البلدان التي تشكل تهديدا لإسرائيل والاستيلاء على النفط العربي".
ويشبه الخبير في "السي آي ايه" الوضع الراهن في العراق حيث قتل أكثر من 900 جندي أمريكي حتى الآن بالوضع الذي عاشه السوفيات في أفغانستان خلال الثمانينات. ويرى أن "العراق بات يشكل مغناطيسا يجذب المجاهدين"، مشيرا إلى أن مقاتلين من الجزائر والمملكة العربية السعودية وماليزيا وغيرها من البلدان يتوجهون إليه.
ويرى الخبير أن اعتقال أو قتل بن لادن سيكون أمرا مهما من "الناحية الرمزية"، إلا أن ذلك لن يضع حدا للتهديد الإرهابي. ويؤكد الخبير "إذا مات بن لادن فسوف يستعاض عنه وتستمر الحركة"، مضيفا أن "احتمال توقيفه لا يزال قائما إلا أن وقع ذلك على أمن الأمريكيين سيكون أقل مما لو حدث منذ 4 أو5 سنوات". وبحسب الخبير تحول تنظيم القاعدة على مر السنين من "مجرد تنظيم إلى حركة"، "حيث لا يوافق الجميع بالضرورة مع بن لادن، إلا أنهم يجتمعون على كره سياستنا (الأمريكية)".
وأبدى خشيته من هجوم جديد قائلا "اعتقد أن هجوما آخر (للقاعدة) على الولايات المتحدة أمر شبه محتوم". ويستبعد الضابط تغييرا في موقف التنظيم فيما لو فاز المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جون كيري، موضحا أنه سيان بالنسبة إلى القاعدة وجود إدارة ديمقراطية أو جمهورية، معتبرا أن "جون كيري لا ينوي سحب القوات (الأمريكية) من العراق أو وقف دعم إسرائيل".
ويتوقع أن يترجم الكتاب الذي يقع في 309 صفحات إلى لغات عدة بينها العربية والفرنسية. وبعد شهر على طرحه في الأسواق الأمريكية بات الكتاب على لائحة الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة، كما يتوقع ناشره طبع 200 ألف نسخة جديدة.
ونال الخبير الذي لا يزال يعمل في الوكالة إذنا بالكتابة شرط ألا يكشف عن هويته أو هوية العاملين معه. ويقول "ردود الفعل بين زملائي كانت إيجابية. أما من ناحية التراتبية الإدارية فكان الصمت المطبق".
العربية