إنه عاشق الفاء، أخاله ينظر إلى الدنيا من خلال فتحة هذا الحرف، هو كل دنيته ولا يتصور العيش بدونه فقد ملك جسده وقلبه وعقله وروحه..لن نستغرب إذا علمنا أن هذا الحرف "فاء" هو أول حروف إسم معشوقته..يذوب في حبها حتى الثمالة، يجد نفسه مسلوب الإرادة وهو ينظر إلى عينيها الخضراوين الساحرتين، يود لو أنه يستطيع احتضانها في قلبه الكبير الصغير لتبقى محفوظة عن عيون الناس..كلما وضع أصابع يديه على لوحة المفاتيح الخاصة بحاسوبة الشخصي تذكر أصابع يديها التاعمتين وهي تتخل خصلات شعره لتحنو عليه..حيثما توجه بعينيه وجد صورة خيالها مرتسمة أمامه.
ذات مساء وكعادته، عاد من عمله منهك القوى فاستقبلته بابتسامتها المشرقة لتزيح عن وجهه عناء العمل..ساعدته في تبديل ملابسه ليأخذ قسطاً من الراحة بمواجهة هواء التكييف البارد، ومن ثم تدعوه لتناول وجبة الغداء..تعرفا على بعضيهما في يناير من العام الماضي وأصبحا عاشقين في شهر يوليو من نفس العام، وهاهما سيشعلان الشمعة الأولى لذكرى عشقهما العفيف الشهر القادم، ومنذ ذلك الحين وكلاهما يطعم الآخر بيديه وكأنهما طيور حب..فرغا من تناول وجبة الغداء وذهب هذا العاشق ليؤخذ قسطاً من الراحة، وجلست هي بجانبه ترقبه كي ينام ويستريح قليلاً بعد عناء يوم طويل.
حتى في أحلامه لاتفارقه، ففي غفوته هذه حلم بها وهما في زورق وسط مناظر وطبيعة خلابة في إحدى الجزر الاستوائية.
استيقظ من نومه فلم يجدها بجانبه كعادتها تظل ترقبه وهو نائم وتمسح على شعره كأنه ولدها الرضيع..نهض للبحث عنها وبعد فترة من البحث وجدها بجانب باب الشقة..مظهرها ولباسها يوحيان بأنها ستذهب في مشوار إلى الخارج، استغرب من ذلك، لكنه استغرب أكثر عندما رأى حقيبة ملابسها بجانبها فسألها، إلى أين يا حبيبتي..ظن بأن الأمر لا يعدو كونه مزحة كما هو معتاد على مزاحها الثقيل في بعض الأحيان..لكنها صعقته بردها "أعتقد أنني مذنبة وأ الله سيعاقبني..إذا أردت رؤيتي أرجو منك أن تزور والدي في منزل العائلة ولنتقابل هناك"..فتحت باب الشقة بهدوء وحملت الحقيبة وأغلقت الباب وراءها.
من هول الصدمة ظل عاشق الفاء متسمراً مكانه ولم ينطق ببنت شفة..ظل مكانه فاتحاً حدقتي عينيه ومسمراً إياهما صوب الباب..ظل على حاله هذه ساعات عديدة إلى أن وقع على الأرض.
**البقية تأتي**
مشاركة: عاشق الفاء
