هناك مثل شعبي يقول "إذا جاء الموت يُقدم السبب"؛ وهذا قول جامع رائع يلخص قانوناً كونياً بأن الله حين يقضي أمراً يقدم له سبباً.. وقد يكون السبب قوياً ومتوقعاً (كأن نموت بالسرطان أو توقف القلب) أو تافهاً وغير متوقع (كأن نشرق بحبة حمص أو نزل بقشرة موزة)!!
وحول العالم يوجد ملايين المصابين بالبارانويا (أو المبالغة في الخوف والشك) تكاد تدفعهم هواجسهم إلى حافة الجنون والانتحار.. إلى هؤلاء الأعزاء أقدم هذا المقال لتضخيم مخاوفهم ومساندة موقفهم والحد من اتهام الآخرين لهم بالجنون!!
فمن وجهة نظر إحصائية يمكن للمرء ان يموت أو يصاب لأسباب تافهة وغير متوقعة.. صحيح ان النسب نادرة جداً ولكنها تقع على أي حال.. فعلى سبيل المثال لا الحصر:
- يمكن للعطسة القوية ان تكسر أحد الأضلاع أو تصيب الحجاب الحاجز بشكل يمنع التنفس.. أما إن جربت كتم العطسة فقد تتسبب بانفجار أحد الأوعية في الرقبة أو المخ مما يسبب الوفاة حتما.
- وفي كل عام يموت ما لا يقل عن 1230إنساناً بسبب السقوط من السرير.. فالسقوط الخاطئ قد يكسر الرقبة أو يصدم الرأس بجزء حاد مما يسبب الوفاة.
- أيضاً كل عام يموت 127شخصاً في أوروبا وأمريكا صعقاً بالكهرباء لمجرد ان مجفف الشعر سقط في البانيو.
- وعلى ذكر البانيو؛ من يصدق ان مجرد أخذ دش ساخن قد يسبب مرضاً مميتاً؛ فرأس الدش الدافئ يشكل بيئة خصبة لالتقاط وتوالد ملايين الجراثيم.. بعض تلك الجراثيم مميت ويكفي بلعها كي تصاب بالعدوى!!
- وتموت خمس نساء في الدول المتقدمة بين كل مائة ألف ولادة طبيعية (ناهيك عن القيصرية والأسلاب والنزيف المميت).. وهذه النسبة المفزعة ترتفع في بعض الدول النامية إلى خمسين ضعفاً!!
- وإن كان لديك دراجة ثابتة للتمارين الرياضة فيسوؤنا إخبارك ان 200شخص حول العالم يموتون كل عام لمجرد ان مقعد الدراجة انهار ودخل العمود الحديدي في الـ (...)!!!
- وعملية الختان تعتبر من أسلم وأبسط العمليات الجراحية؛ ومع ذلك يموت 200شخص بسببها كل عام في أرقى مستشفيات أوروبا!
- ورغم حوادث السيارات المميتة التي نسمعها كل يوم؛ غير أنك مرشح للوفاة بسكتة قلبية مفاجئة أكثر من أي حادث بنسبة خمسة إلى واحد.
- وعلى نفس الخطى، رغم خطورة الإيدز والهلع العالمي من تفاقمه إلاّ ان نزلة البرد تقتل كل عام سبعة أضعاف ضحاياه!!
- وحين تستيقظ من النوم بشكل مباغت (حين ترن الساعة مثلاً) ترتفع نسبة إصابتك بالسكتة القلبية إلى عشرة أضعاف ما قد يحدث في حياتك العادية!!
.. باختصار شديد الإنسان عرضة لعشرة آلاف حادث مميت في اليوم الواحد.. وإذا أضفنا لكل ذلك أنه يحمل على جسده 16بليون جرثومة؛ وان سبعة أضعاف تلك الجراثيم تعشعش في أمعائه، وأنه محاط بالجن والشياطين بشكل دائم، وان ملائكة الموت أقرب إليه من حبل الوريد (ولكن لا تشعرون).. إن تأملنا - وتجاوزنا - كل ذلك يصبح مجرد وصولنا للشيخوخة معجزة تستحق الحمد!!
منقوول
مشاركة: يحدث لأتفه الأسباب
اخ الكتراز على هالموضوع ... بانتظار مزيدا من التواصل والتوقدم 
مشاركة: يحدث لأتفه الأسباب
