عندما فتح تيري واليس عينيه منذ عام في بلدة بيغ فلات الصغيرة بولاية أركنساس لم تكن تلك عملية استيقاظ عادية.
لقد عاش رجل ولاية أركنساس غيبوبة استمرت 19عاماً ولذا فعندما فتح عينيه فجأة وتكلم وطلب من أمه زجاجة بيبسي كانت تلك اللحظة التي يطلقون عليها اسم المعجزة وكانت تلك قصة تصدرت عناوين الأخبار في كل العالم.
ولم يتمكن الصحفيون من معرفة القصة بشكل كاف حينئذ. ونحن الآن في منزل واليس حيث يواجه الرجل البالغ من العمر 40عاماً طريقاً
طويلاً أمامه مملوءاً بالمعالجين وأياماً لإعادة التأهيل.
وقالت أمه أنجيلي واليس في مقابلة تليفونية مع وكالة الأنباء الألمانية "إن تيري صحته على ما يرام". وقالت إن ابنها الذي دخل في غيبوبة في عام 1984أثر إصابته في حادث سيارة قد حقق تقدماً هائلاً.
ففي البداية استطاع أن ينطق بكلمة بيبسي وكلمة ماما. وفي خلال أسابيع بدأ في التحدث بجمل كاملة وأن يحكي نكاته المعتادة.
وقالت أنجيلي واليس إنه تعرف على كل شخص كان يعرفه قبل الحادث ولكن الأمر سيستغرق فترة أطول مع تذكره الأحداث القريبة.
وأضاف المتحدث باسم العائلة درو نيدربيلت أن الأشياء التي تحدث قبل 10إلى 15دقيقة من الصعب أن يتذكرها. وفي الوقت الذي تتحسن فيه قدرته على الكلام فإنه ما زال مصاباً بشلل رباعي.
وقصة المعجزة تم نسيانها الآن وبدأت حقيقة إعادة التأهيل الشامل وفواتير طبية باهظة التكاليف.
فأطباء العلاج الطبيعي يأتون إلى منزل واليس كل يوم للعمل مع تيري. وحصلت العائلة على قرض لدفع تكاليف العلاج. وشهرة واليس محدودة ولم تستطع وثيقة التأمين أن تغطي تكلفة علاجه.
وكما في الفيلم الألماني "وداعاً لينين" استيقظ تيري واليس على عالم متغير. فقد اضطروا أن يبلغوه أن رونالد ريغان لم يعد رئيساً وأن بيل كلينتون لم يعد حاكماً لولاية أركنساس. وعلم أيضاً أن ابنته أمبر عمرها 20عاماً.
وقالت أنجيلي واليس " إن تيري اعتقد أنه ما زال لديه طفلة عمرها 6شهور".
فابنها يعيش بذاكرته التي كان عليها في سن التسع عشرة عاماً ولديه مشكلة هي أنه يعتقد أنه تعرض لحادث سيارة رهيب. وتتفق أمه على أن إعادة تأهيل ابنها سوف يستغرق وقتاً.
وقالت "عشرون عاما لا يمكن بناؤها في عام واحد".
والأطباء المتخصصون في الغيبوبة ليس لديهم تفسير طبي لسبب الخروج المفاجئ لتيري من الغيبوبة الطويلة. وعهدت العائلة به لأمه التي كانت تزوره كل يوم طوال التسعة عشر عاماً في بيت الرعاية وتتحدث إليه عن الحياة اليومية. ولم يفتر من جهدها أنها لم تتلق أية إشارة بسيطة بأن تيري يفهم ما تقوله.
وبرغم ذلك أكدت أن العائلة كانت تأخذ تيري في رحلات خارجية وتضمه في احتفالات الميلاد في المنزل وتحت شجرة الميلاد.
وبنفس الجهد تقوم العائلة الآن بالتركيز على إعادة تأهيل تيري ويحتفلون معه بكل تقدم بسيط. وكانت آخر الاحتفالات الكثيرة منذ ثلاثة شهور عندما وضعت أمبر أول حفيد لتيري.منقول
