كيف تجامل الناس
جميعنا يدرك مدى أهمية المجاملة، بل هي ركن من أركان فن التعامل مع الآخرين على المستوى الفردي والجماعي حتى الدولي، ولكن هناك أعراض جانبية تحدث بعد كل مجاملة، إيجابية أحياناً وأخرى سلبية تؤثر على الشخص المجامل والمجامل له.
وبالنظر للشخص الذي ينكر ضرورة المجاملة ويتوكأ في معاملته على الصراحة غالباً
ما نجده ثقيل الظل لدى البعض لا يطاق وفي النهاية هو الخاسر، فطرت القلوب على حبالمدح والثناء، والمجاملة, فلا نكابر، ولست هنا في صدد مدى استحقاقها ولمن تكون،والعاقل يميز بين من يستحق المجاملة ومن لا يستحقها والظرف المناسب لها وإلى أي بعدستصل هذه المجاملة وما خلفياتها، فلا نكون مجاملين على حساب مصالحنا ولا نكونصريحين لحد الوقاحة، فهناك فرق وطريق وسط بينهما على العاقل أن يتقن السير عليه.
فلو تحدثنا عن بعض الأمور التي يجب فيها المجاملة لما أحصيناها وخاصة مع من
نصافحهم بكثرة كالأصدقاء والأقارب لأدركنا كم يجب ألا نستصغر في تعاملنا مع الآخرينأي فعل أو كلمة تقال، ولنجرب بأنفسنا مدى وقع هذه الكلمات علينا وكيف أنها قد تكونالشعور بالارتياح أو الاستياء ومع مرور الوقت تترسب هذه الكلمات والأفعال لدىالمتلقي فيتكون لديه الشعور بالحب والرغبة في الاستمرار أو الكراهية والنفور، فإماأن تبنى روابط العلاقة على جميع المستويات وتحيطها بشيء من التلاطف والرقي أوتحطمها.
ورغم احتياجنا للمجاملة كفن ووسيلة مرغوبة في التعامل لمن يحسن إدارتها
إلا أننا نجد أحياناً من لا يجيد التعامل بها وإن جامل أفرط فأضر لدرجة الإخلالبأسس لا تقوم إلا بالصراحة فتؤثر على المجامل أو المجامل له.
كعلاقة الناقد
بالمنقود فلا يحق للأول أن يجامل الثاني فيما طلب النقد فيه، فعلى الأول أن يقول مايرى أنه الصواب وبكل صراحة. ويقاس على هذا المثال أمثلة كثيرة لا مجال للمجاملةفيها لما تخلفه من آثار جانبية قد تضر بالمجامل له.
وليس على الشخص أن يبالغ في
المجاملة ويكثر من التصنع والتمثيل فهذه لها صدى سيئ لدى المتلقي وقد تصل أحياناًلحد النفاق.
كل ما عليه هو أن يجيد اختيار الكلمات المناسبة لكل مقام مجاملة
وأن يخط على وجهه بعض الابتسامات التي تبعث الارتياح وتخفف من وقع المعارضة والنقددون الصراحة الجارحة.
وفي النقاش مهما احتد لا بد من شيء من الإيضاح والإقناع
عن وجهة نظر مطروحة بلا تعصب لرأي شخصي لكي يتسنى للطرف الآخر في الحوار استيعابالفكرة وتقبل الرأي المغاير دون الشعور بالحرج أو بالنقص فإن اقتنع كان بها وإن لميقتنع فأعلم أن ليس هناك من هو قادر على إقناع الجميع.
وختاماً أقول إن
المجاملة كالابتسامة تنعش الروح وتشعرها بالارتياح فلماذا لا نجامل؟!. "الوطن"

لا تنسونا بالدعاء