الحمقى والمغفلين،والبُكاء على أشلاء أعداء الدين ..!
السَلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ،
سُبحَانَ الَّذي جَعل لِبعضِ الناسِ قُلوباً لا تَرِقُّ وَ لا تعطف إلَّا على أعداءِ أُمتِهم !،
وأعيُنَاً لا تذرِفُ الدموعَ إلَّا على غيرِ الموحدين،وألسِنَةً لا تُدافِعُ إلَّا عنْ غيرِ المُسلِمينْ ..!
معاشِرَ الأفاضِلْ،خِلَالَ هَذِهِ السَّنَة رأينَا عِدَّة حوادِثْ قَتل لغيرِ المُسلِمين فِي العِرَاق،وأفغانستان،وأسبانيا،و غيرها مِنْ دُولِ العَالم ..
وَ بغضِّ النظر،عن حُكم هذه الحوادث شرعاً،وإختلاف أحكام وأحوال مَنْ قُتِل في هذه الحوادث،رأيتُ أمراً عجيباً كانَ أحد الروابط المشتركة في جميعِ الحوادث،ألا وهو الشجب والإستنكار والتنديد والإدانة والبُكاء والتباكي،مِنْ بَعضِ الطوائفِ الفِكرية،والدينية ،المُنتمية إلى الإسلام أو العروبة ..
وَ معَ الأسف،فإنَّ كثيراً مِمَّن شجبوا واستنكروا وبكوا وتباكوا، لَم نَرَى لَهُم أفعال كهذه تجاه أعمال اليهود والصليبيين والهندوس ضد إخوانهم في الإسلام ،أو حتى إخوانهم في العروبة-بعض هذه الطوائف الفكرية ليس لها علاقة بالإسلام بتاتاً،و ترى أن الرابط بين العرب هو رابط الدم لا رابط الدين،لذلك ذكرت الأخوة في العروبة!-..
وَ كَأنَّهم يُؤكدون بهذه الأفعال نظرة كثير من أعداء الإسلام تجاه المسلمين،حيثُ يرون أنَّ المسلمين أقل درجة من الحيوانات،لِذلك فـ دمُ المُسلِم ليسَ دَماً مُحترماً،ولا يستحق حتَّى الشجب والإستنكار ،بينما تقوم منظمات حقوق الحيوان،ومنظمات البيئة،برفع دعاوى على كُل من يمس حقوق الحيوان،أمَّا المُسلمين،فَلا أحد يسأل عنُهم ،فضلاً على أن يرفع دعوى ضِد أعداءهم ..!
أُقسِمُ لَكُم بِاللهِ أنِّي لَستُ حاسِداً الحيوانات على النعيم التي تنعم به في أوروبا،فالحيوانات تستحق هذا التقدير،فهي التي تمدنا و تمدهم بالحليبِ وَ اللحوم ،فضلاً عن خدماتها الأخرى التي لا تُعد ولا تُحصى..*
سؤالٌ ،يجول في خاطِر كُلِّ مُسلِمٍ حُرٍّ أبيٍّ،لِمَاذا تقوم الدنيا ولا تقعُد إذا قُتِل كافِر على أيدي المُسلمين؟،وَ لِمَاذَا لا يحصُل نفس الشيء إذا قُتِل مُسلِم على أيدي الكفار؟..
حَتَّى في الدول الإسلامية دمُ الكافِر ذا حُرمة وإحترامٍ أكثر من دمِ المُسلِم ،فَقَد ذَكَرَت وَكَالةُ الأنبَآءِ الأندونيسية يوم الإثنين30-8-2004م أنَّ أحكاماً بالسجن صدرت على 12 قروياً مُسلِماً،بِتُهمةِ الهجوم على قريةٍ مسيحية أدى إلى سقوط قتيلين مسيحيين ،والأحكام الصادرة بالسجن تتراوح بين العامين والأربعة أعوام ..!!
هل تعلمون ياأخوان،ماسبب هُجوم المسلمين على هذه القرية؟،إن السبب هُو أنَّ هذه القرية هي قاعدة لثلاثة ميليشيات صليبية،تقوم بقتل المسلمين،وأحسبُ أنَّ أكثركم قد رأى صوُراً لأفعال الصليبيين في بعض جُزر إندونيسيا بالمسلمين،مِنْ قَتلٍ وَ تعذيبٍ وَ تدميرِ منازلٍ وإستحلالُ حُرماتٍ..
وَ مَعَ ذَلِك لَمْ يُعاقب أحداً من المسيحيين،و عُوقب المسلمين،هذا وإندونيسيا تُعتبر أكبر دولة إسلامية من حيث عدد المسلمين ..!!
لَنْ أُحَدِّثكُم عن الهِند وكشمير،ومايفعله الهندوس عُبَّادُ البقرِ بإخوانِنا المُسلمين،ولن أُحَدِّثكُم عن الفلبين وأفعال الصليبيين والوثنيين بإخواننا المسلمين..
فهذه الأحاديث تحتاجُ إلى مُجلداتٍ!،
لَكِنْ دعوني أعرِضُ عليكُم صورةً مِنْ ابشعِ صُورِ الظُّلم الذي مرَّ على البشرية، نراهَا كُلَّ يومٍ بل بعضنا يراها كُلَّ ساعة،هذهِ الصورة ياإخوة،تتجلى فيها أخبث وأحقر وأنجس وأنذل تعاون بين أهلِ ديانتين لعنهُما الله ورسوله،
هذهِ الصورة،هي قضيةُ فلسطين الحبيبة طهرها الله من اليهود والنصارى،ففي حينِ نرى المجازر والمذابح والإعتقالات وتدمير المنازل والقصف العشوائي مِنْ قِبل أحفادِ القردة والخنازير،وَ بِدعمٍ مِنْ الصليبيين الحاقدين،بينما المُجاهدين نصرهم الله وخذل عدوهم ،إذا قامَ أحدهم بعملية إستشهادية ،رأينا الشجب و الإستنكار،حَتَّى مِنْ القيادة الفلسطينية الخائنة طهَّرَ اللهُ أرض فلسطين منها ومِنْ كُلِّ خائنٍ وعميل..!
يبقى السؤال بِلا إجابة: لِمَاذا نجد من بين أُمتِنا من يبكي على أعدائنا،في حين أنَّهُ لا يبكي على إخوانه؟،وَ لِمَاذا لا نجد أحداً مِنْ أعدائنا يبكي على قتلانا ؟..![]()
خِتَامَاً يَقُولُ الدكتور عبدالرحمن العشماوي:
يَا أُمَّةَ الِإسلَامِ: دَاهَمَنِي الأَسَى،فَعَجِزتُ عَنْ نُطقٍ وَ عَنْ إعرَابِ ..
يَا أُمَّةَ الإِسلَامِ: لَيْلُكِ جَاثِمٌ،وَ الفَجْرُ يَرْفَعُ رَايَةَ الإضرَابِ ..
وَ أرَاكِ قَاعِدَةً وَ غَيّرَكِ رَاكِضٌ،يَجْرِي إلَيّكِ مُحَدَّدَ الأنيابِ ..
وَ أراكِ لَاهِيَةً وَ غَيْرُكِ لَمْ يَزَلْ،يَقِظَاً يَمُدُّ إلَيْكِ كَفَّ خَرَابِ ..
يَا أُمَّةَ الإِسلَامِ لَنْ تَتَسَنَّمِي،رُتُبَ العُلا بِالمَالِ وَ الأحسَابِ ..
لَنْ تَسّلُكِي دَربَ الخَلَاصِ بِمِدفَعٍ،وَ بِكَثّرَةِ الأعوَانِ وَ الأصحَابِ ..
لَنْ تَبلُغِي إلَّا بِنَهجٍ صَادِقٍ،وَ تعلُقٍ بِالخَالقِِ الوَهَّابِ ..
تَفْنَى الجُيُوشُ وَ تَنْتَهِي آثَارُهَا،وَ نَنَالُ بِالإيمَانِ عِزُّ جَنَابِ ..
تَفْنَى القُوَى مَهْمَا تَكَاثَرَ عَدها،وَ تَظَلُّ قُوَّةُ رَبِّنَا الغَلَّابِ ..
ولا عَزَآء لِلبَاكِينْ عَلَى أشلَآءِ الكافرين .. !!
وَ مَنْ أرَادَ أنْ يَبكِي عَلَى إخوَانِهِ،فليدخُل إلى هذهِ الصفحةِ مشكوراً!
________________________
*نَشَرَتْ جَرِيدَةُ الشرقِ الأوسط بتاريخ 10يوليو 2004م ،خبراً مفادُه:
إيطاليا: السجن عاما وغرامة لمن يهجرون قططهم أو كلابهم
روما ـ رويترز: قررت ايطاليا أخيرا شن حملة على الكثير من محبي الحيوانات الأليفة «المتقلبين في هواهم» الذين يلقون بقططهم أو كلابهم في الشارع حينما يتوجهون الى الشاطئ لقضاء عطلة الصيف. فقد أقر مجلس الشيوخ الايطالي بشكل نهائي أول من امس «قانون القسوة مع الحيوانات» الذي سيعاقب بمقتضاه الايطاليون الذين يدانون بهجر حيواناتهم الاليفة بالسجن فترة تصل الى عام ودفع غرامة تصل الى عشرة آلاف يورو (12350 دولارا).
وتقول جماعات حقوق الحيوان، ان نحو 150 ألف كلب و200 ألف قط تتعرض للهجر في ايطاليا كل عام، وكثير منها يتزامن هجره مع بدء موسم عطلات الصيف. وتتسبب السيارات أو الجوع أو العطش في نفوق نحو 85 في المائة من هذه الحيوانات. وقال جويدو كالفي، عضو مجلس الشيوخ عن حزب ديمقراطيي اليسار للصحافيين: «من الآن فصاعدا يعرف المتوجهون لقضاء عطلات انهم اذا تركوا كلابهم على الطريق السريع قد يجدون أنفسهم في السجن بدلا من الشاطئ». وقالت كريستينا سيليرينو من ادارة الصحة بمنطقة بيدمونت: «سيكون بمقدورنا العثور على الكلاب حال ضياعها، وسيكون القانون رادعا ايضا لمن يرغبون في ان يضيعوا كلابهم قبل العطلة»..