تذكر أيها الغافل
قف على أهل القبور في قبورهم متفكرا في أحوالهم قبور خرّقت الأكفان ومزّقت الأبدان ومصّت الدم وأكلت اللحم. ترى ما صنعت بهم الديدان, محت الألوان وعفّرت الوجوه وكسرت الفقار وأبانت الأعضاء ومزّقت الاشلاء. كم من ناعم وناعمة أصبحت وجوههم بالية وأعناقهم عن أجسادهم نائية قد سالت الحدق على الوجنات وامتلت الأفواه دما وصديدا ثم لم يلبثوا والله إلا يسيرا حتى عادت العظام رميما قد فارقوا الحدائق فساروا بعد السعة إلى المضائق, ياساكن القبر غدا مالذي غرك من الدنيا اين دالاك الفيحاء وأين رقائق ثيابك؟ كيف ستصبر على خشونة الثرى؟ وبأي خديك سيبدأ البلاء؟
تنبه قبل الموت إن كنت غافلا *** فعمّ قليل للمقابر تتنقل
وتسمى رهينا في القبور وتنثني *** لدى جرة تحت الثرى تتجندل
فريدا وحيدا في التراب وإنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يأمل
( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)
hellsing