في ظل مطالبة ملحّة بتحديث المعلومات السلامة المرورية تترقب صدور نظام النقاط الجديد![]()
أدار الندوة: حمد الفحيلة
لا شك ان ارتفاع نسبة الحوادث المرورية بالمملكة إلى أرقام مخيفة والتزايد المستمر في ضحايا هذه الحوادث، يعد استنزافاً للقوى البشرية وإهداراً للثروة وغيرها في أشكال الإضرار بالاقتصاد الوطني، ومن هنا تأتي ضرورة إيجاد استراتيجيات وآليات علمية وعملية للحد من هذه الحوادث والوصول بها إلى أقل معدلات ممكنة.
وفي محاولة لتحقيق هذا الهدف تم انعقاد المؤتمر الوطني الثاني للسلامة المرورية الذي نظمته وزارة الداخلية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الأسبوع الماضي.
ووعياً بمسؤوليتها في القيام بدور فاعل في هذا الاتجاه تعقد (الرياض) هذه الندوة بحضور عدد من قيادات المرور ليطرحوا رؤيتهم لأبرز المقترحات والاستراتيجيات المطروحة والخطط المستقبلية لعلاج هذه المشكلة تحقيقاً للسلامة المرورية وحماية للأرواح والثرواث.
- "الرياض": هناك دراسة جديدة صادرة عن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تُظهر بأن نسبة 7% من الذين يتعرضون لحوادث مرورية يخرجون باعاقات مستديمة، ويشغل هؤلاء المصابون ثلث أسرّة المستشفيات، وأغلب الإصابات حالات الغيبوبة واعاقات البتر للأطراف أو بعضها. بداية هل هناك استراتيجية متخصصة عن السلامة المرورية على مستوى المملكة للوقوف على حجم المشكلة التي تسبب الاعاقات وحجم الإصابات ومسبباتها والسبل الكفيلة للوقاية منها والتخفيف من عواقبها؟
- العميد فهد البشر: هناك استراتيجية موجودة عن السلامة المرورية لمدينة الرياض قد تبنتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وهذه الاستراتيجية تهدف إلى الوصول بعد عشر سنوات لخفض نسبة الحوادث إلى 30%، أما بالنسبة على مستوى المملكة هناك استراتيجيات كثيرة بهذا الخصوص، وأيضاً هناك خطط من حين إلى آخر ومن ضمنها الخطط التوعوية التي نركز من خلالها على جوانب معينة، حيث بدأنا بتطبيق ربط الحزام وأعطى ثماره، بشهادة المؤسسات الصحية التي أعلنت عن انخفاض نسبة الوفيات بعد تطبيق نظام ربط الحزام، ونرى ان نتائج الحوادث السيئة قد قلصت حجم الضرر من الوفاة إلى الاعاقة على سبيل المثال، ومن حين إلى آخر انطلق استراتيجية تتناول موضوعاً معيناً سواء أكان عن السرعة أو قطع الإشارة والهدف منها تخفيض نسبة عدد الحوادث. والآن لدينا مشروع كبير تبناه مجلس الوزراء بآلية من عندنا وهذا من شأنه إدخال التقنية في عملية الضبط المروري، من خلال زرع الكاميرات في الشوارع والتقاطعات، وأجهزة ضبط السرعة، وسوف تنتشر هذه الأجهزة في معظم طرق المملكة ومدنها، ونتوقع بعد تطبيقه بخمس سنوات ان يعطي ثماراً جيدة وستقل نسبة الحوادث بشكل كبير.
- د. علي الغامدي: بالنسبة لوضع الاستراتيجية للسلامة المرورية موضوع مهم، وهذا الموضوع مهم وحتمي في أي بلد لمواجهة المشكلات، سواء أكانت مرورية أم خلاف ذلك. ولهذا أقول إن لدينا خططاً لمعالجة هذه المشكلات، كما كانت لدينا خطة إعلامية قبل تطبيق حزام الأمان، وهذا فيه احترام للمجتمع وللسائق بوجه خاص، إذ استمرت هذه الحملة فترة ثلاثة شهور والتي تهدف إلى توعية المجتمع بأهمية ربط الحزام وتعريفهم بالنظام وأهميته، ثم بدئ التطبيق، وجاء في الدراسات التي سبقت تطبيق الحزام ان نسبة السائقين الذين يربطون حزام الأمان لا تتجاوز 5%، ولكن بعد تطبيق حزام الأمان بسنة تقريباً ذكرت الدراسات ان نسبة الذين يربطون الحزام قد وصلت 80%، إذن الهاجس المروري أصبح موجوداً، والآن أصبحت مجالس المناطق تتحدث عن المشكلة المرورية في مناطقها، وكإحدى الثمرات الرئيسة هي ان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض اهتم بالوضع المروري في منطقة الرياض، وكان سموه خلف إعداد هذه الاستراتيجية والتي هي استراتيجية السلامة المرورية بمنطقة الرياض والتي تشرف عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وهذه تعتبر أول استراتيجية مرسومة بشكل جيد ومرحلي
ة ووضع لها أهداف واضحة وهي تقليل نسبة الوفيات والإصابات المرورية. والآن لدينا قاعدة معلومات متطورة عن الحوادث المرورية، ويتم تسجيلها أولاً بأول بالتنسيق مع مرور الرياض، ولابد لي من ان أشيد بالاخوة في المرور على جهدهم وحماسهم وتفاعلهم مع الاستراتيجية التي كان التقدم واضحاً في تطبيقها وتنفيذها في شهر رمضان الماضي، وإن شاء الله ستكون هناك بوادر أخرى ودائماً نقول إذا وُجدت الاستراتيجيات نتمنى ان يستمر العمل والحماس في نفس الرقم حتى تعطي مفعولها، ونحن في اللجنة الوطنية لسلامة المرور أول من طرح موضوع الاستراتيجيات، فأقمنا ندوة في العام 1414ه تحت مظلة اللجنة الوطنية لسلامة المرور في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حيث طالبنا من خلالها بالاستراتيجيات، وكان ذلك أيضاً في العام 1418ه إذ طالبنا بالاستراتيجيات، وكانت هناك إصدارات من اللجنة وضعت الأطر لهذه الاستراتيجيات، وبطبيعة الحال نحن لا نستطيع ان نفرض استراتيجية إلاّ إذا كانت لدينا المكونات لنجاحها، ولذلك لابد من وجود المعلومة لبناء الاستراتيجية عليها، حتى يتم تقييمها بعد فترة زمنية معينة، ومن فترة ثمانية أشهر تقريباً بدأ ولأول مرة تسجيل الحوادث عن طريق الطرفيات
وتُصب المعلومات في قاعدة إلكترونية في مركز المعلومات الوطني وذلك بعد ان تغيّر تقرير الحادث المروري الذي كان سابقاً موجوداً، والبداية كانت في مدينة الرياض وهذه الخطوة تفيد مستقبلاً إذ لا يمكن ان نبني استراتيجية حقيقية دون إيجاد المعلومات. وأيضاً التغير الذي حدث من حيث ربط المرور والشرطة معاً لم يأت من فراغ وإنما جاء لحل المشكلات، فالأمور يجب الا تسير اعتباطياً ولكن تسير بناء على ما تفرزه المشكلة من وقت إلى آخر، فالتخطيط موجود.
- العميد فهد البشر: جانب التأمين وحسب وجهة نظري أعتبره من أعلى الاستراتيجيات التي تهدف لها الدولة، خاصة أنه خفف الأعباء المادية والاجتماعية وخفف من دخول السجون، فهو يصب في روافد السلامة، حيث ان الشخص الذي يرتكب حوادث كثيرة سترفضه شركات التأمين وسيجد نفسه في موقف محرج مما يدفعه ذلك إلى التأني في قيادته لسيارته والابتعاد عن المخالفات، وربما كثرة المخالفات تدفع الشركات التأمينية إلى مضاعفة المبلغ التأميني على المخالف. فهذا الأمر في النهاية يصب في مصلحة السلامة المرورية. وكذلك نجد ان نظام النقاط الذي سيصدر لاحقاً سيشكل هاجساً عند السائق، حيث ان كل مخالفة تسجل ست نقاط في سجل السائق وإذا وصلت النقاط إلى ثماني عشرة فإن، رخصته ستسُحب منه وربما يتحول بعدها إلى المحكمة، وكان من ضمن توصيات المؤتمر الأول هو إدخال السلامة المرورية إلى المحاكم وهذه ستتحقق قريباً، وهناك استراتيجيات كثيرة آتية - إن شاء الله - .
- صالح المرزوق: كنت من ضمن الأشخاص الذين شاركوا في الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومن محاسنها ان المرور ليس الجهة الوحيدة التي تطبقها وإنما هناك جهات كثيرة مشاركة في هذه الاستراتيجية، مثل وزارة النقل والإعلام واللجنة الوطنية لسلامة المرور ووزارة البلديات والهلال الأحمر وهيئة الأمر بالمعروف ووزارة العدل، وأيضاً الدوائر الحكومية شاركت فيها، إذ ان الهدف من مشاركة هذه الجهات هو استشعارها هذه المشكلة التي باتت تؤرق الجميع ولا تخص المرور وحده، لأن الضحايا هم من جميع شرائح المجتمع، فهذه الاستراتيجية عندما حرصت الهيئة العليا على اظهارها وبشكل سريع وكبير لأن المشكلة كبيرة خاصة مع ازدياد عدد الوفيات، حيث وضع المرور هذه الإحصائيات على الإشارات المرورية لاستشعار المواطنين بعدد الضحايا الهائل، مما يجعلهم محتاطين أثناء قيادتهم لسياراتهم، فالاستراتيجية عامل مهم جداً في وضع المستجدات قيد التنفيذ وتنبيه المواطنين والمقيمين على حد سواء على خطورة المخالفات المرورية وتطبيق الاستراتيجية بالشكل المحدد والمرسوم لها، حيث بدأت هذه الاستراتيجية في مرحلتها الأولى واشترك فيها جميع الجهات ووضعت فعالياتها قيد
التنفيذ، ولها ثلاث مراحل، وهذه المرحلة هي مرحلة حل ما هو قائم الآن عن طريق وسائل الإعلام ومعالجة الأوضاع القائمة، خاصة ان هناك الكثير من الموضوعات تحتاج إلى صرف مادي، وعدم وجود هذا الصرف يعيق تنفيذ الاستراتيجية وهذا ما سنقوم بحله - إن شاء الله - في المرحلة الثانية والثالثة.
- "الرياض": لدينا مجموعة من النقاط فيما يخص نظام النقاط والتأمين والمرور وتسجيل المخالفات وتحصيلها ومدارس تعليم القيادة، ما تعريفها، ثم هل هناك جوانب توعوية للمجتمع حيالها؟
- العميد فهد البشر: بالنسبة للأمور التنظيمية فإننا من وقت إلى آخر نخرج بأفكار جديدة أو نستفيد من الدول التي سبقتنا في هذا المجال، وأحياناً مما نص عليه توصيات المؤتمر الأول، ومن ضمن ذلك نظام النقاط الذي هو عبارة عن تنظيم خاص يلي إجراءات المخالفات المرورية في حال موافقة السائق واعترافه بارتكاب هذه المخالفات، وهذا الأمر من شأنه ان يتناول المخالفات الخطيرة التي تمس السلامة المرورية مثل قطع الإشارة والسرعة، وهذه المخالفات تؤدي إلى نقصان النقاط المحددة بثماني عشر نقطة سنوياً فإذا بلغ السائق عدد هذه النقاط فسوف تُسحب رخصته منه لمدة ثلاثة شهور، فهذه النقاط خاصة بالمخالفات الخطرة التي تمس السلامة المرورية، فالوقوف الممنوع على سبيل المثال ليس عليه مخالفة نقاط لأنه لا يمس السلامة العامة.
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...e/COV_2470.php
شاهد الملف المرفق































