(7). خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة المذكور هنا يجعلني أقول فيالحقيقة أن الواحد منّا هذه الأيام قد صار في حيرة كبيرة من أمره ، حيرة فيما وممايسمع وحيرة فيما وممّا يشاهد ، حيرة سببها الإحتقان الخطير في نفس كل مظلوم ،الإحتقان الذي يجده ويسمع عنه الواحد منّا أينما ذهب ، إحتقان خطير ظاهر للعيان فيكل مكان وكأن هذا الإحتقان كائن حي يقول :"إما أن يُوصل الواحد صوته إلى من يهمهالأمر في مثلاً جمعيات حقوق الإنسان في الدول المتقدمة ليرفع عن نفسه الظلموالإستبداد والإضطهاد وبذلك فمن المؤكد أنه سيجد أمامه منتفعاً وصولياً تافهاًوحقيراً ليصف تصرفه هذا على أنه سماح للآخرين بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ،أو أن يصمت فتضيع حقوقه التي لم يعد بالإمكان الحصول عليها إلاّ ربمّا فقط بالواسطةوالرشوة والمحسوبية ،ليكون صمته الناتج عن ظلم أصابه إحتقان نفسي مدمر له ولمن حولهوللمجتمع الذي ينتمي إليه ."
إحتقان يجعل الواحد منّا في حيرة ، وحيرة تجعلالواحد منّا في حالة دهشة وذهول وإستغراب وتعجب ، حيرة قد تجعل المظلوم يقول ما لايريد ربمّا أن يقول وتجعله يتمنى ما لا يريد ربمّا أن يتمنى وتجعله يفعل ما لا يريدربمّا أن يفعل ، فهل يعي كل من يهمه الأمر خطورة نتائج الإحتقان الذي يترعرع فينفوس المظلومين ؟ البطالة في أي بلد غني ظلم ، الفقر في أي بلد غني ظلم ، الجوع فيأي بلد غني ظلم ، الحاجة في أي بلد غني ظلم ، الحرمان من الحقوق في أي بلد ظلم ،عدم المساواة في أي بلد ظلم ، عدم تكافؤ الفرص في أي بلد ظلم ، عدم التوزيع العادلللثروة في أي بلد ظلم ، غياب الحريات في أي بلد ظلم ، الإستبداد في أي بلد ظلم ،الإضطهـاد في أي بلد ظلم ، الطغيان في أي بلد ظلم ، البطش في أي بلد ظلم ،السلطةالمطلقة في أي بلد ظلم ، عدم تداول السلطة في أي بلد ظلم ، الجهل في أي بلد ظلم ،التخلف في أي بلد ظلم ، العنوسة في أي بلد ظلم ، الجريمة في أي بلد ظلم ، الفسادبكل أنواعه في أي بلد ظلم ، الظلم في أي بلد ظلم ،غياب الرعاية الصحية المتقدمة فيأي بلد ظلم ، غياب الرعاية الإجتماعية في أي بلد ظلم ، غياب التربية في أي بلد ظلم، غياب الخدمات العامة المتكاملة في أي بلد ظلم ، غياب الشعور بالمسؤولية في أي بلدظلم ، غياب الذوق العام في أي بلد ظلم ، غياب الوعي في أي بلد ظلم ، غياب التكافلالإجتماعي في أي بلد ظلم ، غياب الوفاء في أي بلد ظلم ، غياب العطاء في أي بلد ظلم، غياب الأمانة في أي بلد ظلم ، غياب الأمن في أي بلد ظلم ، غياب السلام في أي بلدظلم ، غياب الحب في أي بلد ظلم ، غياب حقوق الإنسان في أي بلد ظلم ، غياب حريةالرأي في أي بلد ظلم ، غياب حرية الصحافة في أي بلد ظلم ، غياب فصل السلطاتالتنفيذية والتشريعية والقضائية في أي بلد ظلم ، غيـاب الرأي والرأي الأخـر في أيبلد ظلم ، غياب الشـورى/ الديموقراطية في أي بلد ظلم… إلى آخر قائمة الظلم والظلاموالمظالم الممكنة .
(8). خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعةالمذكور هنا يجعلني أتذكر أحد أقوالي المعروفة :
كثرة الباطل لا تعني أبداًإنهزام الحق
باختصار ، وأنا أقول لوزارة التعليم العالي بأن كل ما ورد فيخطابها ممثلة في الجامعة بتاريخ 2/7/1425هـورقم 1099/4/10 عن التكليف /الإنتدابالإداري المزعوم مرفوض تماماً ، أقول دعونا جميعاً من أجل هذا الوطن وأهله نعمل ليلنهار كي نرفع الظلم عن كل مظلوم قبل فوات الأوان وقبل أن يحرق الظلم الحياة ، فكثرةالمظالم والمظلومين لا بد أن تكون عاقبتها وخيمة ، وأقول أيضاً دعونا جميعاً من أجلهذا الوطن وأهله وقبل فوات الأوان نفهم ونتعلم أنه إذا صفت النوايا وكان هدفناجميعاً هو بناء أنفسنا وبلدنا ومستقبلنا وتقاسمنا كسرة الخبز ونسمة الهواء وقطرةالماء وحبة الدواء وعذوبة المواطنة والإخاء في السراء والضراء فليس مهماً أبداً بعدذلك من يكون فينا الحاكم ومن يكون فينا المحكوم ، إذا صفت النوايا وكان هدفناجميعاً هو بناء أنفسنا وبلدنا ومستقبلنا فليس مهماً أبداً بعد ذلك من يكون فيناالمسئول الذي يدير أمورنا بكل إقتدار وعدل وأمانة ومن يكون فينا مستمتعاً بثقته فيالمسئول الكفء ومتفرغاً للقيام برسالة وطنية أخرى تكون لبنة أخرى من لبنات البناءلأنفسنا ولبلادنا ولمستقبلنا ، ليس مهماً ما يكون هذا أو ما لا يكون، وليس مهماً مايكون ذلك أو ما لا يكون ، المهم أن نكون نحن يداً بيد وكتفاً بكتف ، نسير مع بعضنافي طريق البناء جنباً إلى جنب ، نسير مع بعضنا إلى الأمام وكلنا ثقة بأننا لن نحرقأنفسنا وبلادنا ومستقبلنا بأيدينا ولا بأيدي غيرنا أبداً ، نسير مع بعضنا إلىالأمام ونحن نحسن الظن في بعضنا البعض ، نسير مع بعضنا إلى الأمام وإذا أختلفنانناقش اختلافاتنا من غير غضب ولا بطش ولا تشنج ، نسير مع بعضنا إلى الأمام وإذاأتفقنا أتفقنا على أن يكون إتفاقنا من غير غش ولا إيهام ولا خداع ، نسير مع بعضناإلى الأمام والحاكم فينا أياً كان يعرف أن "كبير القوم خادمهم" والمحكوم فينا أياًكان يشعر ويسمع ويرى دائماً أن "كبير القوم خادمهم " ، نسير مع بعضنا إلى الأمامونحن نعلم أننا بشر نخطئ ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعترفبأخطائنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعمل على معالجةأخطائنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن علينا أن نتعلم من أخطائنا ، نسيرمع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعتذر عن أخطائنا ، نسير مع بعضنا إلىالأمام ونحن نعلم أن خصوصية أي أمة لا تعني أبداً أن هذا العالم لها لوحدها ،نسيرمع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن علينا التعايش والتعاون مع الأخرين واحترامهمواحترام أيضاً خصوصياتهم ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن خصوصية أي أمة قدتعني تميزها ولكنها لا تعني بالضرورة أبداً أفضليتها على الأمم الأخرى ، نسير معبعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن الأفضل هو القادر على أن يكون قدوة في البناء الماديوالمعنوي ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن المرأة يجب أن تكون دائماً نصفالمجتمع في الحقوق وفي الواجبات ، نسير مع بعضنا إلى الأمام والمرأة فينا تقودسيارتها وتقوم بإيصال نفسها إلى مدرستها وعملها وإيصال أطفالها إلى مدارسهم وإلى أيمكان آخر تريده هي وأسرتها وتتحمل مسئولية قراراتها وأخطائها وتحمي نفسها وتختار فيالحياة مستقبلها وشريك حياتها وتتمتع باستقلاليتها وتكون سنداً فاعلاً قويّاًمتعلماً مثقفاً لأسرتها ومجتمعها ووطنها ، نسير مع بعضنا إلى الأمام والمرأة فينالا يُنظر إليها على أنها كتلة من اللحم الفاسد الذي يجب إبعاده عن الرجل كي لاتفسده وكأن الرجل مقارنة بالمرأة ملاك طاهر لم يُخلق هذا الكون إلا من أجله ، نسيرمع بعضنا إلى الأمام والمرأة فينا لا يُنظر إليها وكأنها كائن خرافي أسطوري يجبتغطيته بالكامل وحفظه بشكل دائم في المتاحف التي تسمى تجاوزاً "منازل أو مساكن أوبيوت" ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن أهمية كل منّا تكمن في وطنيتهوكفائته وقدراته وإنجازاته وليس في إسمه ولا في عائلته ولا في قبيلته ولا في وراثته، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن الفساد بكل أنواعه وخاصة الفساد السياسيوالمالي والإداري والقضائي مدعاة لكل أنواع العنف والجريمة والتخلف ، نسير مع بعضناإلى الأمام ونحن نعلم أن غياب الحريّات العامة يخلق مجتمعاً مريضاً لا يستطيع أبداًالاعتماد على نفسه ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نريد لأنفسنا وطن نتشرفبالإنتماء إليه بما يميزه من صفات ويتشرف هو بنا بما نفعله نحن من أجله ، نسير معبعضنا إلى الأمام ونحن نريد لحياتنا أن تكون دائماً من أجل الاعتدال والحب والأمنوالسلام ولا تكون أبداً من أجل الغلو والكراهية والخوف وسيل الدّماء ، نسير معبعضنا إلى الأمام ونحن نعرف أن المهم هو البناء ولا شيء آخر غير البناء ، نسير معبعضنا إلى الأمام ونحن ندير جميع أمورنا بأيدينا ، ذكورنا وإناثنا وشبابنا وأطفالنا، ولا نستقدم عند الضرورة القصوى الاّ يداً عاملة مدّربة تدريباً عالياً جداًتفيدنا وتحترمنا وتخدمنا في سلوكها وفيما تقوم به من أعمال مشروعة لنا ولبلادناولمستقبلنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعرف أن المهم هو الاّ نعطي للحاقدينوالمتربصين الفرصة كي يضحكون ويضحكون ويضحكون بينما الناي الحزين يعزف لحن نهايتناودمارنا وهدمنا بأيدينا أو بأيدي غيرنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعرف أنالمهم دائماً وأبداً هو الاّنعطي البوم والغراب والثعلب والضبع والعقرب والثعبانوالشيطان والكلب والخنزير والثور والبقرة والتيس والعنزة والشاة والخروف والحماروالبغل فرصة كي يرقصون فرحاً وطرباً وهم يشاهدون دموعنا على واقعنا تتساقط بغزارةشديدة وكأنها إعصار وبركان وزلزال وفيضان وعذاب بمطر يُعمي البصر ولا يُبقي ولا يذر .
أطيب التمنيات بدوام التوفيق،،،
د.عبدالعزيز بن سعيدالغامدي
-نسخة من هذا الخطاب مع التحية لكل مواطن /لكل من يهمه الأمر 5/8/1425هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بريدإلكتروني:aalghamidi@hotmail.com
جامعة م.سعود، كلية الآداب، قسم اللغةالإنجليزية ، ص.ب 2456، الرياض 11451
تلفون 4675430