بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
إلى الشيخ عبدالرحمن السديس : إمام الحرم المكي ( سامحك الله )
لايخفى عليك ( ياشيخ ) مايتعرض له عراقنا من محنة وابتلاء ، كما لايخفى عليك مقدار الدمار الذي يلحق بنا يوميا من جراء الاحتلال الكافر لوطننا ولاأدل على ذلك ، ماتتعرض له مدينة الفلوجة المجاهدة الصابرة من قتل وتدمير بالمدفعية والطائرات وخصوصا وقت الإفطار ووقت السحور ، عشرات من القتلى والجرحى ، مئات من المنازل المهدمة ، أكتضت المستشفيات بالجرحى وضاقت المدافن بالموتى ، والذي لانعلمه أكبر من ذلك بكثير ، إن كل هذا الذي ذكرته ليستوجب منك وأنت واقف بين يدي الله تعالى في أشرف وأعظم وأقدس بقعة على وجه الكرة الأرضية وفي أشرف الشهور وأعظمها عند الله تعالى ، أن تمنحنا جزء من دعائك في صلاة الوتر ، ولكنك لاتذكرنا لامن قريب ولامن بعيد ، وهنا يحق لي أن أسألك كأخ لك في الله تعالى وكإنسان مسلم من حقه السؤال والاستفسار :
مالذي يمنعك أن تدعو لنا هل اسم العراق ثقيل على لسانك ؟؟؟ .
مالذي يمنعك أن تدعو لنا ، هل السياسة وصلت إلى بيت الله الحرام ؟؟؟ .
مالذي يمنعك أن تدعو لنا ، هل وصلك كتاب من القائمين على الأمر في المملكة العربية السعودية يمنعوك فيه من الدعاء للعراق في رمضان ؟؟؟ .
مالذي يمنعك أن تدعوا لنا ، هل تعتقد أم من احتلنا لايستحق أن تدعو الله عليه ؟؟؟ .
لقد كنت في الحج في العام الماضي ، واستمعت إلى خطبتك الأولى في الحرم المكي ، ولقد كنت أمني نفسي أن اسمع عبارة ( اللهم احفظ العراق ، اللهم انصر اخواننا المجاهدين في العراق ) ولكنك أبيت أن تذكرنا وكأننا لسنا بلد مسلم يحتاج إلى الدعاء ، وكأننا لسنا مسلمين نستحق الدعاء منك أمام بيت الله الحرام ، أتعلم كم ضج الناس بالدعاء للعراق وبالدعاء بالهلاك لأمريكا وبريطانيا ومن عاونهما لاحتلالهم أرض العراق بعد أن يأسوا أن يسمعوا عبارات الدعاء منك ، أتعلم كم من الحجاج انتقدك حينها على هذا الموقف اللامسؤول واللامبالي باتجاهنا .
يوم أن دخلت القوات العراقية إلى الكويت في يوم الغدر اللاأخلاقي ، ضججت بالدعاء لأهل الكويت ، وعلى المنبر أقمت الدنيا ولم تقعدها نقدا ودعاءا في هذا الموضوع ، ويعلم الله إنا كنا نؤمن على دعاءك لأن الفعل يجب أن يقابل هكذا إذ كيف يسوغ للمسلم أن يعتدي على المسلم الآمن بهذه الطريقة الهمجية البشعة كنا نؤمن على دعائك رغم أن المتواجد في الكويت قد يكون أخي وقد يكون أبي أو عمي أو خالي ، وهو مجبور ومقهور على هذا العمل ولايرضي به ولكن حكم القوي على الضعيف ، والآن أنا أعاني ضعف ماعانته الكويت ، وتدمر وطني أضعاف أضعاف ماتدمر بالكويت ، فلماذا تنسانا ولم تذكرنا كما ذكرت الكويت أم ترانا لسنا عضوا في مجلس التعاون الخليجي ، فلا نستحق الدعاء كالكويت لأنها عضو في مجلس التعاون الخليجي ونحن لا ؟؟؟؟!!!! .
لم تنس فلسطين يوما ومازالت أدعيتك لأفغانستان ترن في آذاننا ، ومازالت دعواتك مستمرة لأهلنا في الشيشان وكشمير ، والعراق خارج قوس غير مشمول بالدعاء ، هل تعاني كشمير مانعاني ؟؟؟ هل يعاني الكشميري القتل في أي لحظة أو الاعتقال أو تأتيه رصاصة كافر وهو ماشي في الطريق لأن الجندي الأمريكي أو البريطاني ( أعتقد ) أنه مصدر خطر ويحمل السلاح ؟؟؟ .
لاأدري ياشيخ فالعتاب طويل ، والأسئلة أطول ، ولكن اكتفي بالقول إذا كان الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليك فلا تنسى غيرك ، وفي الساعة إلى تمد فيها يدك إلى مائدة الإفطار تذكرنا وتذكر معاناتنا ، وحينما ترى أهلك من حولك تذكر أن معظم أهالينا أما قتلى فهم في المدافن أو جرحى فهم في المستشفيات ، أو معتقلين فهم أسرى في معتقل بوكا على الحدود بين الكويت والعراق .
أسأل الله تعالى أن يغفر لك ويسامحك ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك / البصراوي