براكين مسافِرة..على ظهر قمر ثائر
![]()
بحيرة من اللافا الداكنة اللون في قمة احد البراكين
حصل علماء الفلك على أفضل صور لقمر آيو التابع لكوكب المشتري، والذي توجد فيه أكثر البراكين نشاطا على مستوى المنظومة الشمسية ويتميز آيو الذي يماثل حجمه حجم القمر التابع للأرض، بسطحه ذي اللون الأصفر المغطى بمادة الكبريت التي تلقي بها براكين عملاقة تقذف بحمم يبلغ ارتفاعها مئات الكيلومترات ويعمل النظام البركاني في آيو نتيجة الطاقة التمددية التي يستقيها من كوكب المشتري.
![]()
وشاح ناري يحيط بإحدى البِرَك المكونة من اللافا
وكان هذا القمر قد دُرِس بالتفصيل عام 1979 من قِبَل مركبة فواياجر في إحدى رحلاتها إلى الفضاء الخارجي وتظهر الصور الحديثة التي التقطتها المركبة جاليليو سطح آيو وقد امتلأ بالفوهات البركانية والسهول والأخاديد كما تعلوه أمواج من مادة اللافا السائلة التي هطلت بكميات هائلة مكونة العديد من البحيرات الحارقة وشاح ناري وقد شوهدت في وسط هذا الجِرْم السماوي فوهة بركان يبلغ علوه 1200 كيلومتر وهي تقذف نحو الفضاء بغازات إلى ارتفاع يصل إلى أربعمئة كيلومتر. وتظهر بحيرة اللافا خلال الليل وكأنها وشاح ناري لامع ويحوي قمر آيو كذلك أكبر بركان تتم مشاهدته إلى حد الآن في المنظومة الشمسية، وقد أُطلِق عليه اسم لوكي باتيرا وتُظهِر الصور أيضا مشاهِد تكشف عن أدلة مفادها أن اللافا تدفقت على سطح آيو بسرعة بلغت مئات الأمتار في الثانية .
![]()
بروميثيوس، البركان المتجول
وتوصل العلماء بعد تحليلهم لِطَيْف اللافا إلى أن قوة ثورات البراكين تتغير من وقت لآخر ويعتقد علماء الفلك أن سطح القمر آيو ما يزال فتيا وأنه يتقوى تدريجيا بمخلفات الكبريت التي تتناثر عليه كما يرجح العلماء أن تكون عدم رؤية أي فوهة ثابتة على سطح آيو دليلا على أن العالم يغير شكله بصفة كاملة في ظرف كل مليون عام براكين تائهة وقد لاحظ علماء الفلك أن أحد البراكين انتقل من مكانه ويظهر من خلال مقارنة بين ما سجلته فواياجر في رحلتها التي قامت بها عام 79 والصور التي التقطتها جاليليو، أن انبعاثات بركان يدعى بروميثيوس قد انتقلت من مكانها وسافرت عبر آيو وعلى النقيض من البراكين الموجودة على الأرض، يبدو بروميثيوس وكأنه انتقل لمسافة تصل إلى تسعين كيلومترا في ظرف لا يتجاوز العقدين من الزمن.
سبحان الله العظيم