-
الولايات المتحدة قد تزيد قواتها في العراق

يقول الجيش الأمريكي إنه قد يرسل مزيدا من القوات للعراق قبل الانتخابات المقرر إجراؤها هناك في يناير/كانون الثاني، استنادا إلى نتيجة الهجوم على الفلوجة.
فقد قال الليوتنانت جنرال لانس سميث خلال مؤتمر صحفي في البنتاجون إن القادة العسكريين الأمريكيين يفكرون فيما إذا كان يتعين تعزيز حجم القوات في العراق بإضافة بضعة آلاف من الجنود.
ووصف الجنرال سميث، وهو نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية في العراق، عملية الفلوجة بأنها ناجحة جدا.
غير أنه قال إنه "مازال من المبكر القول" ما إذا كانت قد قضت على مقاومة المسلحين.
وتتباين تصريحاته مع التصريحات التي أدلى بها القائد البارز بالمارينز في العراق الليوتنانت جنرال جون ساتلر، والذي قال الخميس إن الهجوم على الفلوجة "قصم ظهر حركة التمرد".
ويقول الجنود الأمريكيون في الفلوجة إنهم يأملون القضاء تماما على المسلحين من المدينة في خلال الأيام القليلة المقبلة حتى يمكن بدء عمليات إعادة الإعمار بها.
وقد وقعت اشتباكات السبت بين قوات الأمن العراقية ومسلحين في حي الأعظمية ذي الأغلبية السنية ببغداد.
واندلع القتال بعد أن هاجم المسلحون مركزا للشرطة. وقال شهود عيان إن القوات الأمريكية والعراقية طوقت المنطقة.
وفي وقت سابق صباح السبت هز انفجار ضخم وسط بغداد، غير أنه لم تتوافر تفاصيل عن سبب الانفجار.
"تخويف"
ويهدف الهجوم الذي تزعمته القوات الأمريكية على المدينة السنية، الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة بغداد، إلى إرساء الاستقرار في البلاد قبل الانتخابات.
وقال الجنرال سميث إنه من المرجح أن تجرى الانتخابات في 27 يناير/كانون الثاني وإن البوادر تشير إلى أن العراقيين يتطلعون للإدلاء بأصواتهم، رغم تهديد العنف.
غير أنه قال إنه سيكون من الصعب السيطرة على "حملة التخويف واسعة النطاق" من جانب المسلحين قبل إجراء الانتخابات.
وقال الجنرال سميث إن القادة الأمريكيين قد يقررون دعم قوام القوات في العراق قبل الانتخابات بإضافة لواء - أي ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جندي.
يذكر أنه يوجد نحو 138 ألف جندي أمريكي في العراق. وفي بداية الأمر قد يتم تمديد مدة عمل القوات المتواجدة بالفعل في العراق.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بالفعل عن زيادة مؤقتة بمقدار ثلاثة آلاف جندي.
العصا والجزرة
ولم يضع الجنرال سميث جدولا زمنيا محددا لعودة المدنيين إلى الفلوجة وأشار إلى أن القتال الشرس مازال مستمرا في أجزاء من المدينة.
وقد سقطت قذائف المدفعية والدبابات والقنابل على مناطق بجنوب المدينة، حيث مازالت جيوب من المسلحين تقاتل، فيما استمر دوي المدفعية حتى صباح السبت.
ويقول قائد المارينز إن هؤلاء المسلحين يمثلون الفلول الأخيرة للمقاتلين في الفلوجة غير أنهم متشبثون بمواقعهم.
يذكر أن أغلب سكان المدينة فروا منها قبل بدء الهجوم، غير أن عشرات الآلاف من المدنيين ربما مازالوا فيها حيث يختبئون في منازلهم.
كما قال الجنرال سميث إن المتشدد الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي يعتقد أنه فر من الفلوجة، يحاول الاتصال بزعيم القاعدة أسامة بن لادن.
ويقول المراسلون إن الأسابيع القليلة المقبلة ستظهر ما إذا كان بإمكان العصا المتمثلة في القوة النارية الأمريكية المتفوقة، وجزرة الانتخابات، خفض نشاط المسلحين.
"أزمة إنسانية"
وقد عملت السلطات العراقية والأمريكية، التي استعادت السيطرة على معظم أنحاء الفلوجة، على التقليل من تحذيرات الصليب الأحمر من أزمة إنسانية في المدينة.
غير أن متحدثا بلسان الحكومة العراقية المؤقتة قال الخميس إنه سيتم إعادة الخدمات الصحية للمدينة، بينما سيتم تقييم حاجات الإسكان وإعادة الإعمار
وقال المتحدث إنه سيتم مساعدة النازحين عن المدينة في العودة إليها، وستتلقى كل أسرة تعويضا قيمته 100 دولار.
ويقول الصليب الأحمر إن المدينة محرومة من المياه الجارية والكهرباء وإن الرعاية الطبية غير متوافرة للجرحى بسبب القتال.
وقد أدان الصليب الأحمر ما وصفه بـ"الازدراء المطلق بالإنسانية" من جانب كافة أطراف القتال في العراق.
وذكَّر في بيان انتقادي بشكل غير معتاد كافة الأطراف بأن الانصياع للقانون الإنساني الدولي "مسألة ملزمة وليست اختيارية"، حيث قال إنه من المحظور مطلقا قتل أي شخص لا يشترك بشكل نشط في العمليات القتالية، أو تعذيبه أو إخضاعه لمعاملة غير إنسانية أو مذلة أو مهينة، أو أخذ رهائن.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن بيانه يأتي في أسبوع تردد فيه أن الخاطفين قتلوا عاملة الإغاثة الإنسانية مارجريت حسن، وتردد كذلك أن القوات الأمريكية قتلت مقاتلا جريحا.
يذكر أن الصليب الأحمر سحب موظفيه الأجانب من العراق في أعقاب تفجير مقره في بغداد العام الماضي.
وقد حاول الهلال الأحمر العراقي توصيل مساعدات للفلوجة، غير أنه يطلب ضمانات بأن موظفيه سيكونون بمأمن من المسلحين قبل التوجه للمدينة
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى