أكد أن من قاموا بالأعمال الإجرامية في السعودية «إما أن يكونوا جهالاً أو مجانين»
الأمير عبد الله: قبضنا على أحد الأشخاص كان في طريقه لتنفيذ عمل إرهابي ضد بلد جار
21 November 2004 جدة: «الشرق الأوسط»أعلن الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي أن سلطات الأمن السعودية اعتقلت فجر أمس أحد الأشخاص الذي اعترف لها أنه كان يزمع القيام بعمل إرهابي ضد بلد «جار وشقيق». وقال إن المعتقل أقر بما كان يزمع القيام به، وأنه أتى للمملكة حتى يستشير رفاقه من الفئات الضالة. وتساءل الأمير عبد الله «هل هذا عمل من يريد الإستشارة؟» مؤكدا أنه تم إلقاء القبض عليه الساعة الخامسة صباحا (من يوم أمس). وذكر الأمير عبد الله الذي كان يخاطب عددا من الأمراء والوزراء وكبار موظفي ديوان رئاسة مجلس الوزراء وموظفي الديوان الملكي وجمعاً من المواطنين وقادة وضباط الحرس الملكي استقبلهم أمس في جدة بمناسبة عيد الفطر، أن من قاموا بالأعمال الإجرامية في السعودية «إما أن يكونوا جهالاً أو مجانين أو فقدوا كل شيء». وقال «إن أهم ما لدينا أنهم للأسف أبناؤنا وهو الذي يؤثر فينا، ويحز في أنفسنا». وأضاف القول «ليس هناك شك في أن الأعمال التي إرتكبتها هذه الفئات مشينة، لا يرضاها الله ولا خلقه، غير أن أكبر من هذا تشويه هو سمعة الإسلام في العالم، لقد شوهوا سمعة الإسلام في كل العالم، وأصبحت صورة كل مسلم أو عربي أو سعودي أو غيره في نظر العالم صورة مجرم». وتساءل «نحن أين، والإجرام أين؟» وأضاف»إن هذه الفئة أضلها الشيطان، وهم أعوانه والذين من خلفهم». وتابع »لو قمنا الآن بالبحث لوجدنا من هو الأصل، إن أصلهم الذين يريدون الإساءة لهذا البلد خاصة والإسلام عامة، وأنتم جميعا تعرفونهم، وتعرفون من هم الذين وراءهم، ولكن أبشركم أنهم مدحورون مدحورون إن شاء الله».
وأكد أن طبيعة البلد ومواطنيه التسامح، وقال «إن الله سيثبت هذا البلد إلى يوم الدين لأنكم أجواد ولكم أطفال ومحارم ولم تعتدوا على أحد، حتى إذا أعتدي على أحد منكم يمكن إما يتكلم أو يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ولكن هؤلاء اعتدوا على أطفال ومحارم وعجزة وشيوخ وشباب وارهبوا الناس، ولكن إن شاء الله سيتم القضاء عليهم».
وجدد ولي العهد السعودي التأكيد أن الدولة ستطارد هذه الفئات حتى النهاية، وقال «مثل ما قلت أولا وأعيده الآن، نحن إن شاء الله وراءهم إلى عشرين سنة، وإلى ثلاثين سنة إلى أن تمحي هذه الأفكار السيئة الخبيثة التي ليست في عقيدتكم ولا إيمانكم ولا أخلاقكم ولا شرفكم، كل هذه كلها، ليست من أخلاقكم ولا لأي مسلم، ولكن هؤلاء أغروهم أعداؤكم، بيد أنهم وأعداؤكم سنلقمهم الحصى والأحجار وغيرها».
ومضى الأمير عبد الله قائلاً «إن الله سبحانه طهر الإسلام عن كل شيء، والإسلام ماض إلى الأمام بدءا من أفريقيا وأوروبا وآسيا وأميركا، فهو سائر بإرادة الله والحمد لله».
وعن هجوم وسائل الإعلام الغربية وغيرها على السعودية أكد ولي العهد السعودي «أن حقدها يكمن في أن المملكة رأس الإسلام وأنها تحتضن المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف»، وقال «أنتم هنا يا إخوان، لا صحفهم ولا غيرها تستطيع التأثير عليكم، وهؤلاء إخوانكم العرب كثيرون، وإخوانكم المسلمون أكثر منكم، ولكن لماذا هذا التجني عليكم؟ لأن هذين البيتين ولله الحمد عندكم، مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويعرفون أنكم رؤوس الإسلام، ومن أجل البيتين جاءني، ولن أكشف عن أسماء، جاءني من إخوانكم المسلمين في العالم، وقالوا يا عبد الله الصحف تدعي عليكم بالكذب وغيره وكله أيضا كذب، نحن تحت أمركم، ومستعدون في أي دولة وأي مكان للرد. قلت لا..لا، نحن لا نريد هذه السوالف كلها، إذا كان عندكم معلومات عن هؤلاء أخبرونا عنهم. قالوا: لو كانت معلومات عنهم لقطعناهم بأسناننا قبل أن نأتيكم، لكن جئنا لنراكم ونخبركم، ليس حبا لكم، ولكنه حب لأنفسنا، وثانيا حبا في مكة المكرمة التي هي أساس وهي قبلة المسلمين ومحمد صلى الله عليه وسلم، والمدينة المنورة، ولهذا إذا اهتزيتم فستكون نهايتنا، ولكن أخبرونا إذا كان هناك شيء ونحن مستعدون. قلت: جزاكم الله خيراً، نحن إن شاء الله أقوياء بالله، وهؤلاء فئة ضالة والذي وراءهم أضل».
وتابع الأمير عبد الله «إن الصحف وغيرها لاتهمنا. فلا يهمنا إلا الصدق، ولكن الصحف المغرضة كلها كذب في كذب، من أولها إلى آخرها». وأضاف «إن هؤلاء يتهمونكم الآن ويقولون إن فلان معنا وفلان معنا وفلان معنا، بينما جميعهم هنا، وهم رجال حمايل وأجواد وخيرين ومسلمين». وقال «إن الكذب يذهب، ولن يبقى إلا الصدق. ما قاله أولئك ما هو إلا هراء». وأضاف «لقد عاد بعضهم الآن إلى جادة الصواب لأنه وجدكم مثل الصخرة، وقبلهم أتى أناس أنتم أدرى بهم وأرادوا تفريقكم، ولكنهم وجدوكم مثل الصخرة عندما ضربوا رؤوسهم فيها، ثم عادوا خائبين، وكثير من أمثالهم حاولوا وحاولوا وحاولوا، ولكن هذا البلد إن شاء الله لن يأتيه أو يمسه إلا كل خير، لأنكم مسلمون وعقيدتكم نظيفة، وأجواد لا تضمرون لأحد شر، ومن يضمر لكم الشر سيقع في شر أعماله». وحضر الاستقبال الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير فيصل بن تركي آل سعود، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير عبد الله بن تركي آل سعود، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير بندر بن فهد بن سعد، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار في ديوان ولي العهد، والشيخ ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي.
الرياض - اف ب
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكر
