العودة: أي قيمة ل وطن تقوم علاقة أهله علي التكاذب والوقيعةتاريخ النشر: الأحد21/11/2004,تمام الساعة 12:55 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
الدوحة - الراية :نفي الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة صحةما نشرته صحيفة الوطن السعودية أمس الاول الجمعة، بشأناستنجاده بالمسؤولين السعوديين لمنع ابنه من السفر الي العراقللجهاد.
وتساءل العودة، في بيان نشره علي موقعه الخاص، عن الدوافع التي أملت نشر هذا الخبر الكاذب
وتخصيص العنوان الرئيسي في الصحيفة له، وما إذا كانت الوطن تعترف بالمعايير المهنية والأخلاقية
التي ينبغي تطبيقها عند التعامل مع الأخبار.
كما استغرب من ادعاءات الصحيفة ومخالفتها الواضحة للقواعد المهنية الصحفية المعمول بها في كل
الصحف العالمية، التي تستدعي الدقة في الخبر قبل نشره والتحقق منه وعدم تغليب الإثارة علي
الحقيقة، مبينا أن ما أقدمت عليه الوطن في خبرها الأخير كان عنوانا بارزا لتلك الخروقات.
وفيما يلي نص البيان الذي أصدره الشيخ سلمان العودة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا علي الظالمين.
أحس بثقل القلم حين أحمله لتصحيح الصورة في مسألة شخصية عادية تم تناولها بغير أمانة ولا
مسؤولية، لكن ما حيلتي حين تكتب الأكاذيب بخطوط عريضة مشفوعة بعلامات التعجب والاستفهام
وعبارات السخرية المريرة؟! بعيدا عن مراعاة المهنية والمسؤولية.
وأي قيمة ل وطن تقوم علاقة أهله علي التكاذب والوقيعة والدس والصراع؟ وأي قيمة لإثارة، علي
افتراض ان الهدف الاثارة فحسب، وليس وراء الأكمة ما وراءها، إذا كنت تنهش من سكينة الناس
وهدوئهم ومصداقيتهم؟ يكذب ابن الوطن حين يزعم ان معاذا ترك رسالة في البيت يفيد فيها بالتوجه
الي العراق للمشاركة في الجهاد! هذه اسمها (فرية) وليس بيني وبين ابني وسيط ليتبرع بتلفيق الأكاذيب
وحياكتها، كل ما في الأمر ان معاذا واثنين من أصدقائه استأذنوا لقضاء يومي العيد في صحراء جبة
حيث يحبون الصحراء كغيرهم من الشباب، وقبل دخول المنطقة أرسل لزوجته رسالة بالجوال (حللونا
وأنتم بحل) ودخل الشباب بمنطقة لا بث فيها وبدأت مشاعر الزوجية تتفاعل، ثم اتصلت بمشاعر الأبوة
التي تخيلت هؤلاء الشباب في قبضة العطش في صحراء لا مسعف فيها وربما علقت سيارتهم بالرمال
أو تعرضوا لحادث أو قطع طريق.
وتم تبليغ الدفاع المدني الذي أرسل طائرة بأمر من الأمير محمد بن نايف جزاه الله كل خير لتمشيط
المنطقة، ولم تجد شيئا، وفي هذه الأثناء اتصل معاذ وأصدقاؤه فقد انتهت رحلتهم الممتعة دون ان
يشعروا بشيء ووصلوا الي منطقة الإرسال فأخبرته بماحدث وطلبت أن يذهبوا الي أقرب مركز ليتم رفع
الحالة المتعلقة بهم، وهكذا كان حيث ذهبوا الي مركز شرطة جبة وعرفوا أنفسهم لهم، وبعد ساعة
انتقلوا الي إدارة الأمن الوقائي بحائل ومكثوا فيه حوالي الثلاث ساعات قبل ان ينطلقوا الي أهليهم
بسلام.
ان فرضية الذهاب الي العراق وهم صنعته بعض النفوس المريضة حتي يكون للقضية معني وإلا فكيف
يذهبون للعراق ويتركون جوازاتهم في بيوتهم؟ وكيف يخاطب زوجته ويغفل عن أبويه؟ لكن أي طعم
لهذه القصة إذا سحبت منها هذه الكذبة! إنها سر الرواية وعقدتها، وان العلاقة مع الابناء تقوم علي
الاقناع والفهم المشترك وصناعة التفكير الهاديء المتزن وليس علي المنع والحجر وهذا هو الواقع
بحمد الله.
ان ابني سجل مفتوح ليس بالنسبة إليّ فحسب بل إلي زوجته وأصدقائه وأقاربه وكلهم يعرفون كيف
يفكر وبماذا يفكر وأين يذهب، ولا مكان هنا بحمد الله للمفاجآت أما انني أحث الشباب علي الجهاد في
العراق - ويا زمن العجائب! - فإن موقفي في هذه المسألة واضح الي درجة الإملال فقد أصدرت فيه
فتوي قوية بتاريخ 17/1/1424ه، ثم كررت ذلك في قناة العربية مرات وفي الجزيرة والمجد وفي
موقع الإسلام اليوم، وهو موقف معروف منذ الحرب الأفغانية الأولي فضلا عما بعدها.
ومرفق مع الايضاح جواب لأحد الأخوة كتب بعيد الغزو الأمريكي للعراق يؤكد أننا نحذر الشباب في
البلاد الإسلامية من الذهاب الي العراق وقد استنفدت امكانيتي وقدرتي في الاقناع لصرف الشباب عن
هذا، أما الجهود الشخصية الخاصة فيعلمها الشباب الذين نجلس معهم بالساعات لاقناعهم، أما إذا كان
مقصود المتحدث ان يستكثر علينا ان نقول ان من حق الشعب العراقي ان يقاوم لنيل استقلاله بالطريقة
التي تناسب امكانياته وتحقق مصالحه، فهذا شيء يكاد ان يتفق عليه الجميع وجاءت به الشرائع
السماوية كلها وأقرته مواثيق الأمم المتحدة ولا تزال حركات التحرير الإسلامية من الاستعمار صفحة
بيضاء في تاريخنا الحديث تدرس لأجيالنا لاستنطاق العبرة.
وبين هذا وذاك فرق بين، أشكر كل من تفاعل مع هذه القضية بالنبل والأخلاق الكريمة وهم بحمد الله
الأكثرون، بعيدا عمن يريد ان يجعل من معاناة الآخرين أو مواقفهم الصعبة فرصة للتشفي والتشهير
وحسبنا الله ونعم الوكيل وهو المستعان علي ما يصفون.
سلمان بن فهد العودة
6/10/1425ه
ويذكر ان الشيخ سلمان العودة كان من بين العلماء السعوديين الستة والعشرين الموقعين علي خطاب
مفتوح وجه الي الشعب العراقي، دعوهم فيه الي الوحدة والتآزر ومقاومة المحتلين ووقف الاحتراب
الداخلي، واكدوا في خطابهم علي مشروعية المقاومة كما أفتوا بحرمة التعامل مع المحتلين ضد أعمال
المقاومة.
:shock22: :shock22: :shock22:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة game pro
