يتبع
ملكة البؤس
كان معروف لدى هؤلاء المساكين ان لهم في السنة شهرين يكون عليهم اما الدفع الخوة
- عفوا من الدولة - دفع الضريبه او هدم بيوتهم و ان اول شهر هو كانون الاول و الشهر الثاني هو شهر حزيران .
لماذا هذين الشهرين ؟ لان كانون الاول يكون في جو عاصف و مثلج فيحتارون كيف يدفعون حتى لا ترمى عائلاتهم بالخلاء المصقع
فكم من رجل داس على كرامته و كم من امراءة باعت نفسها و كم من ولد تسول و ذلك من اجل ان يأكل غيره من شقاء روحهم لألى ترمى عائلاتهم بالصقيع و عندما يمر هذا الشهر بخير على بعضهم يطرق شهر حزيران من جديد لتتكرر مأساتهم حتى لا ترمى عائلاتهم تحت اشعة الشمس الحارقة .
و للامانه اذكر ان الدولة اي رجالها يعمل ضميرهم مرة بعد مرة و يعفون هؤلاء المساكين من الضريبة في سنوات غير متتالية و لكن للصدف و ما ادراك بالصدف يكون في هذه السنوات الخيره انتخابات اما بلدية او نيابية .
في احد ايام حزيران تم انشاء لجان جديدة من محصلين الضرائب قسم منهم له خبرة بالتعامل مع من يريد اكل حقوق الدولة و منهم من هو جديد على هذه الساحة و لكن يجب عليهم التعلم بسرعة و الا بقيه في مكانه .
بعد تأليف اللجان اخذت كل لجنة امر سيرها . و كان من بين هذه اللجان لجنة ذهبت الى ضاحية من ضواحي المدينة و التي تعرف بأسم حزام البؤس و ذلك لتحصيل حقوق المجتمع المدني من قرية اكواخ و عليهم ان يتشددوا بتنفيذ القوانين .
لدى وصول هذه اللجنة المؤلفة من محتسب و معاون له و كوكبة من رجال الشرطة و جرافة صغيرة لاعفاء الناس من بعض الضرائب وجدوا على اول المجمع اولاد يلعبون بالتراب بأسمالهم البالية كانوا نحوى ستة اولاد قد لوحت اشعة الشمس وجوههم الى سمرة غلب عليها اللون الاحمر , و لا استطيع ان اصف لكم الوان الثياب التي يالبسونها لانها ليس لها لون واحد . و لكن كان هناك فتاة ذات السبع سنوات ترتدي ثوبا احمر اللون و تضع على عنقها سلسلة ذهبية اللون لفتت نظر رجل من رجال القانون .
نظرة هذا الشرطي الساهر على خدمة الناس بكل امانة حتى يطهر المجتمع من المجرمين الذين يهددون السلم الاهلي الى زميل له و قال : هذه احدى بنات سارقي البيوت .
قال زميله : كيف عرفت هل لان ثوبها هو الوحيد بين اطرابها تعرفت الى لونه الا ترى البؤس على
وجهها
.
قال الاول : انظر الى عنقها هل ترى قلادة ذهبية اللون برغم ان معظم هؤلاء لا يسددون ما عليهم الا
بشق الانفس
قال الثاني و على ما يبدوا انه جديد على هذه اللجنة : و لكن هناك ما يسدد ما عليه بسهوله فأترك هذه
الفتاة فعملنا هنا ان ننتظر آوامر المحتسب و حراسة الاموال
.
قال الاول : لن ارتاح الا اذا علمت من اين اتت هذه القلادة و لمعت عينه كعين الذئب الذي رآة و على مرمه الحجر طريدة لا تستطيع الهرب و هذه الطريدة هي ترقية من مسؤوليه .
في هذا الوقت كان المحتسب و معاونه قد شرعوا بأختيار البيت المضيف و يجب ان يقوم صاحب السعادة بجميع الضيافة اللازمة ليكونوا في راحة تامة و اعداد القوائم التي بين يديهم لتبدأ عملية التحصيل ليأتي كل شخص بقطعة من روحة و الا زهقت هذه الروح .
و المعروف ان اللجنة التي تحصل في شهر حزيران عليها ان تكون محمية اكثر من قبل رجال الشرطة لانها سوف يكون امامها معترضين لا يخافون على اولادهم من البرد القارص , كما يخافونه ايام الشتاء لذلك يكون معظم العمل للجرافة الصغيرة التي تمحوا الضريبة بمحويها البيت . لذلك يحاولون و بشتى الوسائل ان يجبروا العائلات من تسديدها حتى و لو بالتهديد .
لذلك ترى المحتسب بعد ان جهزة نفسه لاستقبال الناس و الذي تدعوهم وزارة المال بالمكلفين اي مكلفون بدفع الضرائب . قال لرجال الشرطة بكل عنفوان : نحن نريد ان نأخذ حق الدولة بكل لطافة و لكن يجب ان نستعمل القوة مع من يريد الهروب من دفع الحق لذلك مهما تكن الظروف لن تستعمل الجرافة الا اذا كان المكلف قد صمم على عدم دفع ما يتوجب عليه .
بهذه العبارة قد اعطى آمره للرجال الشرطة بأستعمال جميع الوسائل لتمنع الجرافة من العمل و في قرارت نفسه يقول حتى لا تنخفض نسبة عمولتي من التحصيل , علما ان كل المحتسبين يأخذون نسبة على تحصيلهم الضرائب و ذلك زيادة عن راتبهم و ذلك لتشجيع على العمل .
بدأت عملية تحصيل الضريبة من الفقير لتدخل الى جيوب الاغنياء من السياسين و الموظفين الفاسدين .
بدأ تحصيل الضريبة و كان اول المكلفين الذي ارسل بطلبهم هم اصحاب ما ندعوه قصور ابتدأ بهم المحتسب اولا ليس لان العدل يقول ان الضريبة يجب ان توضع على المقتدرين بل لان هذه الطبقة من مجتمع البؤس يكونوا قد احتاطوا للامر و الاغلبية تدفع و الذي لا يملك كامل مبلغ الضريبة على الاقل يملك الرشوة التي تسد بها جوع الجرافة و لو لفترة مؤقت تحت عذر شرعي من اختراع المحتسب و يكون قد آجل بذلك دينه ليوم اخر بعيد نسبيا اي بعد ستة اشهر و الصيف جالب الارزاق .
هنا يجب ان لا ننسى صاحبنا الشرطي و هو ما زال ينظر الى الفتاة التي تحمل قلادة و كان بهذا الوقت قد تضاعف عدد الاولاد كثيرا ليتفرجوا على حماة القانون كيف يحصلون اموال الساسة من دم اهلهم و عرقهم .
كان قد لمحة الفتاة عند قدوم عدد من الرجال الى ساحة الحق المسلوب قد ذهبت و وقفت بينهم فعرفة بفطنته ان والد الفتاة بين هؤلاء الرجال و قد لاحظة ان الفتاة تكلمت مع احدهم و طبع هذا الرجل قبلة على وجنتها الملتخة بالوحل و عادت الى رفاقها الاولاد فذهب اليها و نداها قائلا : ما اسمك .
الفتاة و هي خائفة : هاجر
الشرطي : ابنة من انت
هنا تفجرت الدموع من عيون الفتاة الخائفة من هذا الشرطي و كأن ينبوع عذب تفجر من بين الصخور فحركة قلوب الناس جميعهم الا حامي القانون هذا .
تقدم احد الاولاد و كان بسن العاشرة و قال للشرطي بكل ثقة : انها لا تملك بيتا ليكون لك عمل معها اتركها الان و اذهب الى اسيادك .
فلم يكن من الشرطي الا ان صفع هذا الولد براحة كفه صفعة دوه لها صوت قوي كان كفيل للوصول الى المحتسب الذي ناداه ليسأله ماذا حصل و لكن الشرطي لم يهتم و سأل الاولاد من ابو هذه الفتاة و من هي . فأتا الجواب من صبي خائف : انها هاجر بنت العم ابو علي و هي ملكتنا .
قال الشرطي : ملكة , ماذا تعني هل ابوها مؤسس مملكة و نحن لا نعلم . و اخذ يقهقه بصوته الراعد .
تتبع