الألوان زينة العيون وبهجة النفوس، لقد أبدع الخالق جل وعلا الكونبألوان مختلفة زاهية، فالجبال والأشجار والثمار والأزهار والطيور والأنعام تختلفألوانها وأشكالها {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاًألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدوابوالأنعام مختلف ألوانه كذلك... } فاطر.
ولا تشترط الألوان لمن يقرؤها معرفة أيلغة أو لسان، بل هي بذاتها لغة سهلة يفهمها الجميع المتعلم والأمي. والكون بمايحويه من ألوان بديعة هو مدرستها ومنها نتعلم.
وتؤثر الخلفية الحضارية والبيئةالتي يعيش فيها الإنسان والسن والجنس على استحسان بعض الألوان، إلا أن هنالك قدراًمشتركاً من الألوان تلقى الاستحسان في كل الأماكن. ولوسائل الاتصال الحديثة دوركبير في اتساع دائرة الألوان المستحسنة من غيرها. كما تؤثر عوامل أخرى كالموضةوالفصول الأربعة وغيرها في عملية تفضيل الألوان كذلك.
ولاشك أن الألوان التيتحاكي الطبيعة هي في الغالب أجمل ما تكون، كألوان الورد أو ألوان الأزهار أوالثمار.
والناس اليوم، وفي شؤون حياتهم كلها يتعاملون مع الألوان، ويقفون وقفاتقبل اختيار اللون، لون اللباس- لون الأثاث والفرش- لون حوائط وأرضيات وسقف المنزل- لون السيارة وحتى لون الدفاتر والقلم.
إن من السهولة بمكان أن نجعل المكان الذينسكنه ذا لون واحد فقط، ولكننا عندما نصبغه بهذا الشكل يكون أبكم لا تحدثك حوائطهوزواياه عن الألوان ولغتها.
ونجد أن البعض يسارع في الهروب إلى لون أو لونينكالأبيض والبيج، ليكون في مأمن من الانتقاد حينما يخفق في اختياره لتلك الألوانداخل المسكن وخارجه، لكن هل اختيار لغة الألوان مهمة صعبة.
إن لغة الألوان لغةسهلة بمفرداتها الأساسية الثلاثة الأزرق والأحمر والأصفر والتي تنبثق منها ملايينالألوان، غير أنها تتطلب خيالاً وخبرة في تناسب بعضها مع البعض، ولذا فإن من الأفضلقبل الإقدام على تلوين المسكن استشارة مختص- مهندس ديكور- في هذا المجال حتى تتكونلدينا الجرأة على اختيار الألوان ويصبح للمسكن لغة تحدثك زواياه وأركانه.