القدس (رويترز) - قتل مسلحان فلسطينيان ثلاثة جنود اسرائيليين وأصابوا سبعة آخرين بجروح بعد اأن هاجما قاعدتهم القريبة من مستوطنة يهودية في غزة يوم السبت في هجوم من أجرأ الهجمات في الانتفاضة الفلسطينية التي تفجرت قبل 11 شهرا.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي "قتل ثلاثة جنود في غزة صباح اليوم بنيران ارهابيين دخلا قاعدة الجنود وفتحا النيران والقيا عدة قنابل. وقتل احد الارهابيين بينما فر الاخر قبل ان يقتله جنود في وقت لاحق."
وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المسؤولية عن الهجوم.
وقالت الجبهة ومقرها دمشق في بيان "هذه العملية البطولية تأتي ردا على الحرب العدوانية البشعة التي تشنها حكومة المجرم شارون على شعبنا كما تأتي ردا على سياسة الاغتيالات واقتحام المدن."
وأخلت الشرطة والفصائل الفلسطينية جميع المكاتب في قطاع غزة تحسبا لانتقام اسرائيلي.
وقال افي بازنر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية لرويترز "هذا الهجوم خطير لانهما تسللا الى قاعدة اسرائيلية ... وعليه فان اسرائيل سترد."
وقالت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان أنها تنتظر نتيجة تحقيق يجريه الجيش بشأن اطلاق النار الذي وصفته بأنه مثال لضلوع السلطة الفلسطينية في "دعم وممارسة انشطة ارهابية".
وفي عنف تفجر يوم السبت ذكر شهود ان قصفا اسرائيليا وقع قرب قلندية وان اشتباكات حدثت في الخليل. وقال الجيش الاسرائيلي ان قواته تعرضت لنيران فلسطينية في المدينة المقسمة بالضفة الغربية وفي عدة اماكن في غزة.
وتقع قاعدة مارجانيت العسكرية في جنوب غزة قرب مستوطنة النبي دقاليم وهى اكبر مستوطنة في القطاع وتقيم بها نحو 3500 اسرة يهودية. ويعيش نحو ستة الاف يهودي في جيوب محصنة في غزة وسط ما يزيد عن مليون فلسطيني.
وسقط نحو 700 قتيل بينهم اكثر من 530 فلسطينيا واكثر من 150 اسرائيليا في الانتفاضة الفلطسينية التي تفجرت اواخر سبتمبر ايلول.
واعلن الجيش اسمي اثنين من الجنود القتلى الثلاثة وقال انهما الميجر جيل عوز (30 عاما) والسارجنت نير كوبي (21 عاما). ولم تعلن هوية الجندي الثالث لحين إبلاغ أسرته.
وسلم الجيش بأن الحادث كشف عن "ضعف" عسكري.
وقالت القيادة الجنوبية المسؤولة عن المنطقة ان المهاجمين اقتحما الموقع بعد ان وصلا اليه مستخدمين طريقا خفيا. واطلقا ما بين 20 الى 40 رصاصة والقيا ما يصل الى عشر قنابل يدوية في معركة مسلحة استغرقت ما بين ثماني الى عشر دقائق.
وقال اعضاء بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان الرجلين هما امين ابو حطب (26 عاما) وهشام ابو جاموس (24 عاما) من مدينة رفح الواقعة جنوبي غزة. وكلاهما من اعضاء جهاز المخابرات العسكري الفلسطيني.
ونفى مسؤول الجبهة الديمقراطية صلاح زيدان رواية اسرائيل القائلة بان ابو جاموس قتل بالرصاص اثناء فراره قائلا انه قبض عليه حيا و"تعرض لتعذيب وحشي قبل ان يقتله الجنود". وقالت مصادر بمستشفى فلسطيني ان الجثمان به كدمات واثار حروق.
وهذا الهجوم الجريء هو اول هجوم كبير تنفذه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ تفجر الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وتعارض الجبهة اتفاقات اوسلو للسلام لعام 1993 بدعوى انها لا تحقق الامال الفلسطينية لاقامة دولة.
وسار موظفو أمن بالسلطة الفلسطينية واعضاء من عدة فصائل سياسية وعسكرية ضمن عشرة الاف شخص على الاقل شيعوا جثماني ابو حطب وابو جاموس الملفوفين في العلم الفلسطيني في شوارع مدينة رفح.
واطلق المشيعون النار من اكثر من 100 بندقية كلاشنيكوف في الهواء وهم يرددون هتافات منها "الموت لشارون" و"الموت للمستوطنين" وتعهدوا بضرب مزيد من الاهداف الاسرائيلية.
والهجوم على القاعدة العسكرية كان واحدا من بين عدد من حوادث العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة التي وقعت مساء يوم الجمعة وكان بينها تبادل مكثف لاطلاق النار بين القوات الاسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في بلدة بيت ساحور بالضفة الغربية.
