هذه بعض المقالات وضعتها مرتبطة بمشروع صناع الحياة أرجو أن تستفيدوا منها ...
________
ضياع الشباب في الرقص
الحل الوحيد لمشاكلنا أن نغير ما بأنفسنا دون أن ننتظر معجزة تغيرنا ..
أن يتحول الشباب إلي طاقة منتجة مفيدة بدلا من إهدارها في الرقص والمجون ، وأن يتحرروا أيضا من قيود السلبية وفقر المعلومات وعدم وجود هدف لحياتهم. هذا هو أساس مشروع أو برنامج عمرو خالد الجديد "صناع الحياة" الذي يقوم ، كما يؤكد في حواره الأسبوعي ، على منهج القرآن والسنة وعلى النماذج التى تمثل النجاح والإرادة في صدر الإسلام وخبرات المعاصرين وحتى بين علماء الغرب .
" صناع الحياة " كما يقول عمرو خالد ، مشروع لاحياء بلادنا وإنقاذ شبابنا ، وإيقاظ أمتنا .. وهو ليس أفكارا نظرية في كتاب نعرض لها ، إنما هو مشروع يحتاج لخبرات حياة ، وتجارب الآخرين الذين نجحوا في أن يصنعوا الحياة .. وذلك حتى يكونوا بلده بدلا من إهدارها في الرقص !
لابد أن نعرف ما المفاتيح التى استخدموها لصناعة الحياة .. كيف استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحيى جيلا كاملا ؟ وكيف استطاعت أمة لا تملك من الخبرات سوى رعى الغنم ، أن تكون خلال 20 عاما أمة ترعى الأمم ؟! كيف صنعوا الحياة ؟.. وهل من الممكن لنا أيضا أن نصنع الحياة ؟ هذا ليس بمستحيل من المستحيلات .
" معا .. نصنع الحياة
*هل يعتمد مشروعك هذا على الوعظ والدعوة ؟
لا .. هذا برنامج عملي . صحيح أن الركيزة التى يعتمد عليها هي قال الله وقال الرسول ، ونماذج الصحابة ، لكننا نفعل ذلك ، لنتخذ منها منارات لاعادة صنع الحياة.
نحن أعددنا لهذا المشروع ، من خلال فريق عمل ، لاعداد أبحاث في أوساط الشباب : ماذا يريدون ، وما هي اهتماماتهم وأحلامهم . وفرنا الكتب والمراجع . ذهبنا إلى الغرب لنرى كيف يفكر الآخر؟ . درسنا النموذج النبوي دراسة عميقة ، لنقدم هذا المشروع الذي هو خليط من أشياء كثيرة جدا ، أوجدت لنا فكرة "صناع الحياة" ، وجعلت شعارنا : معا نصنع الحياة .
" إنسان له دور "
*ما الهدف الذي تسعى إليه من وراء هذا المشروع ؟
خلق جيل من الرجال والنساء . الشباب والبنات . الأطفال والكبار. لهم دور مؤثر وفعال ومفيد لخدمة بلادهم ومجتمعاتهم في كل المجالات : زراعة - صناعة - طب - هندسة - فنون - عمارة .
ليس شرطيا أن يكونوا جميعا مبدعين وعباقرة ، لكن لابد أن يكون لهم دور مؤثر ومفيد . من هنا تصنع الحياة من جديد .
وأنا أتخيل من خلال هذا المشروع أن نسبة البطالة تقل لأنه سينتج شابا يرفض أن يكون عالة على الآخرين ، وسيتوكلون على الله في ذلك . كل شارع فيه شاب أو فتاة لديه فكرة يريد أن يحققها لمصلحة بلده ومجتمعه . سوف يتحرك بقوة لتحقيقها. وسنرى أبطالا رياضين ، لا يقبلون بأقل من الميداليات الذهبية أو الفضية في تحقيق البطولات الدولية سوف يفجر المشروع طاقات بداخل الشباب تقول له . أنت تستطيع أن تنجح . أنت لا يمكن أن تظل عالة . أنت لست أقل من هؤلاء الذين نجحوا في أوروبا وأمريكا . أنت لا ينقصك شيء بالعكس .. أنت لديك كل أسباب النجاح . لديك أعظم منهج في الوجود ، وهو القرآن . ولديك أعظم تاريخ ، ولديك الإمكانات المادية والطاقات البشرية .
" شحن الإرادة "
*ماذا ينقصنا إذن لكي ننجح في العالم العربي ؟!
تنقصنا الإرادة .. وأسلوب لبرمجة العقل العربي ، وطريقة تفكير جديدة . ومشروعنا "صناع الحياة" يهدف إلى شجن الإرادة . أنت تستطيع أن تنجح . ويعطى للشباب طرق تفكير جديدة هي مفاتيح النجاح .
وسوف ترى نتاج هذا المشروع شبابا ناجحا فى كل ميادين الحياة . من يبدع في الطب والهندسة والفنون ، ومن يكنس الشارع لينظف البيئة ومن يزرع الأرض بطرق مبتكرة ، ومن يقدم أفكار التطوير الشركة أو النادي .
وسوف نرى من يخرج من صفوف شباب هذا المشروع ، شابا مثل . فبداية محمد الفاتح كانت حلما صغيرا. كان معلمه يروى على أسماعه حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم .
يقول :"لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها . ولنعم الجيش جيشها".
وكان المعلم يقول له : لماذا لا تكون أنت هذا الآمير الذى تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وبدأ الطفل اليافع يأخذ فرسه كل يوم ويقف على شاطئ البحر ، ويتطلع إلى أسوار القسطنطينية . ويدخل بلا فرس إلى البحر حتى يصل الماء إلى لجام الفرس. وهو ينظر إلي الأسوار ويقول : أنا يا رسول الله . ثم يعود ليتعلم ، فأتقن ست لغات ، ودرس فنون الادارة . وتعلم الهندسة . وأتقن فنون القتال . واكتسب الخبرات . وهدفه أمام عينية لا يحيد عنه . وعندما صار عمره 21 سنة فتح القسطنطينية التى فشل في فتحها الصحابة والقادة العظام . وأصبح محمد الفاتح.
" سر أحمد زويل "
*هذا النموذج لماذا لا يتكرر من شباب اليوم ؟
إنني أرى نموذجا أخر لأحد الشباب ، يشبه في قدراته العلمية د.أحمد زويل ، وسيحصل على الجائزة مثل د.زويل. فالدكتور أحمد . أمه هي التى صنعته ، حين وضعت على باب غرفته وعمره ثماني سنوات لافته كتبت عليها: هذه حجرة الدكتور أحمد زويل . فأصبح أحمد زويل .
المشروع بدأ بلافتة صغيرة على باب غرفة ، اقتنع بها الطفل أحمد زويل، فشحن إرادته وبدأ العمل .
" عبقرية البخاري "
*دعنا نقلب في صفحات التاريخ الإسلامي عن نموذج مضيء أخر ؟
الإمام البخاري..
فقد رأى وعمره 21 عاما حلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم، يضع قدمه على الأرض والبخاري من ورائه ، كلما رفع النبي قدمه من مكانها . وضع محمد بن إسماعيل قدمه الصغيرة مكانها . وظل يكرر ذلك إلى أن استيقظ من نومه وتساءل عن معنى ذلك . وسمع معلمه فى الحلقة الدراسية يقول: ليت عندنا عالم يستطيع فصل الأحاديث النبوية القوية من الضعيفة ، فيقدم للإسلام خدمة عظيمة ، ويكون قد مشى على خطى النبى .
ففهم محمد بن إسماعيل البخاري تفسير الحلم ، وقال: أنا: ومنذ أن قالها، أصبح البخاري الذي حفظ مليون حديث، يرددها بأسماء الرواة .
البخاري الذي أنشأ علما جديدا لم يكن موجودا في تاريخ البشرية : علم التحقيق من مصداقية القول .
لم يكن لدينا قبل البخاري منهج صحيح للبحث العلمي يؤكد صدق الأحاديث لكنه وجد ذلك المنهج في السنة النبوية . البخاري وضع منهجا علميا دقيقا اسمه " منهج علم الرجال ". كيف يقبل حديث ذلك ويرفض حديث ذاك ؟
حفظ مليون حديث ، لكنه لم يضع في صحيح البخاري غير سبعة آلاف فقط .
سبعة آلاف حديث أخضعها للمنهج العلمي الدقيق . وأصبح البخاري أعظم عبقري في التاريخ في علم استخراج معادن الرجال وكيفية تدوين العلوم .
تخيل أن عدد الرحلات التى طافها البخاري في التاريخ توازى محيط الكرة الأرضية مرتين ، وقابل أربعة آلاف عالم أخذ عن ألسنتهم العلم . وكان يسهر طوال الليل على أضواء الشموع يقرأ ويكتب وحين ينام ، يصحو خلال النوم 20 مرة لتدوين أفكار جديدة فاجأته .
وذهب البخاري إلى بغداد ، فحسده علماؤها وأرادوا الانتقام منه ، فدبروا له مكيدة.
اختاروا مائة حديث نبوي عن فلان عن فلان عن فلان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . كذا كذا .
وركبوا الأحاديث بطريقة خاطئة إلى مصادر غير مصادرها . بحيث كانت الأحاديث صحيحة ، لكنها مستقاة عن مصادر غير مصادرها الحقيقية .
ودخل البخاري مسجد بغداد ، قهض عشرة من الشباب ، كل منهم ردد عشرة أحاديث مغلوطة مصادرها .
وكلما استمع البخاري إلى حديث قال : لا أعرفه . حتى انتهى الشبان من رواية مائة حديث ، علق عليها جميعا بعبارة : لا أعرفه فقال علماء بغداد : انظروا .. انه لا يعرف شيئا البتة . فقال لهم البخاري : انتظروا .. أما الآول فقال أن حديث النبي عن فلان عن فلان وصحيحه أنه عن فلان وعن فلان ثم تابع تصحيح مصادر المائة حديث بعد أن يسرد المصادر المغلوطة ثم يصححها بالمصادر الصحيحة .هذه كانت عبقرية البخاري الفذة .
أعتقد أيضا أن مشروعنا سيخرج عالما مثل أديسون .
أديسون الذي أخترع المصباح الكهربي ، لديه 1093 براءة اختراع . ألا يوجد من شباب المسلمين من يكون مثله ؟ .. أن شاء الله يكون . لدى أديسون ( 1093 ) اختراعا ، توصل إليها في 15 سنة فقط ، وهذا أكبر تسجيل لبراءات الاختراع في تاريخ البشرية من رجل واحد .
سألوه يوما : كيف صرت عبقريا هكذا ؟
قال : أنا لم أكن عبقريا ، بل كنت بليدا في مدرستي ، لكنني امتلكت 1% ذكاء و 99% جهدا ومثابرة . لهذا صرت هكذا .
" للشباب والكبار "
مشروعنا سيخرج سيدة أو فتاة ليست بأقل من أسماء بنت أبى بكر في حيويتها . كانت حاملا في سبعة أشهر وتحمل الطعام يوميا من مكة إلى غار ثور للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبيها ، لهذا كانت في قمة الجرأة والقوة . ضربها أبو جهل على وجهها وأسال دمها فلم تجبن ، وحمت الإسلام والمسلمين .
نحن لا نستهدف إيقاظ الشباب فقط ، لكن لدينا نموذج لرجل مسن اسمه يوسف بن تشفين ، الذي جاء بعد حكم المسلمين للأندلس لمدة 500 سنة ، ثم بدأ طرد المسلمين من الأندلس .
جاء وعمره 90 سنة راكبا صهوة جواده ، الأندلس من السقوط . وتمكن من الحفاظ على الأندلس - بفضل جهوده - مدة ثلاثمائة سنة أخرى في أيدي المسلمين بعد موته . كان عمره 90 سنة وهو يمتطى صهوة جواده ، بينما شبابنا الذي عمره 20 سنة ينام في تكاسل عن العمل .
" إنقاذ اسطنبول من هتلر " نموذج أخر ..
سنان .. المهندس المعماري في الدولة العثمانية ، الذي بدأ ينتج بعد سن الخمسين ، ومات وعمره 85 عاما . وأنشأ خلال 30 عاما 364 تحفة معمارية ضخمة . كل علماء عصر النهضة في إيطاليا تعلموا من سنان العالم المعماري المسلم . وبسبب تحفه الفريدة نجت اسطنبول من التدمير على أيدي قوات ألمانيا النازية . فقد خشي هتلر وقواده على سمعة ألمانيا إذا هي دمرت تحف سنان المعمارية . ونجت اسطنبول من الدمار بسبب مبدع مسلم .
وعندما كان سنان يحتضر قال : اللهم إني أشهدك أنى ما فعلت إلا ابتغاء وجهك الكريم . اللهم اجعل ما فعلته من جمال في العمارة لوجهك أدخل به الجنة يوم القيامة . كان يفهم الإسلام فهما صحيحا . لم يكن طويل العبادة ، لكنه فهم أن من يضع الحياة ويبدعها فنا ، هو المستحق لدخول الجنة .
" توظف طاقة الإيمان "
*هل المسألة طموح شخصي أم انتماء للأوطان والعقيدة ؟
مثلما هنا بر الوالدين ، هناك أيضا بر الأوطان . أن تبر بلدك مصر ولبنان والسعودية والمغرب . بر الأوطان التى أعطتك الحياة على أرضها وسقتك من مائها .
لماذا تترك طاقتك الإيمانية تتسرب وتضيع دون نفع تحققه لنفسك ولوطنك ولامتك؟..
ونحولها إلى طاقة إيجابية مفيدة للوطن . لماذا نترك طاقة الشباب تضيع فى الحرام ؟
لماذا يضيعها الشباب في الرقص والمجون ؟
نريد أن نحول طاقة الشباب إلى طاقة منتجة ومفيدة . ونحن نفعل ذلك لآننا نحب بلادنا . وليست المسألة حلالا وحراما فقط . نحن نرفض أن يفرغ الشباب طاقته في رقصة . ونريدها أن تفرغ في اكتشاف علمي أو طبي أو إنجاز هندسي يفيد الآمة ويلحقها بركب الحضارة .
إنني أرى شبابنا اليوم كرؤيتي لشاب يجلس في غرفة مظلمة .. بجواره سجادة الصلاة . يصلى ويصوم . لكنه يحبس نفسه داخل جدران الغرفة المظلمة ، وحوله خارج الجدران نور وحياة . ندعوة إلى الخروج إلي النور فيرفض . لان يديه ورجليه مقيدة بطريقة تفكيره العقيمة . فى يده قيد اسمه السلبية .
وقيد في قدمه اسمه : لا قيمة للوقت . وقيد ثالث اسمه : افتقر للمعلومات . وقيد في عنقه اسمه : ليس لدى هدف للحياة . نحن ندعوه الآن إلى نزع القيود قيدا بعد الآخر ، ليحرك يديه وقدميه وجسمه ، ليصبح إيجابيا ، ليصبح لديه هدف في الحياة وارادة .. عندها .. سيخرج للنور .
نحن نشجعه ونأخذ بيده ونعلمه . وهو يتقدم خطوة إلى الحياة والعمل . مسلح بالإيمان والإرادة على صنع النجاح .