• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 1 إلى 15 من 22

    الموضوع: " بلا أثر " Reinvigoration

    1. #1
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      " بلا أثر " Reinvigoration

      السلام عليكم .. هذه قصة خيالية .. كتبتها خلال الأشهر الماضية .. اتمنى ان تحوز على اعجابكم .. وشكراً .









      - بسمة -





      عاد مالك من البلدة بعد ان باع حصيلته من الحطب .. ومعه بعض الأطعمة ..


      الى الكوخ المنعزل وسط الغابة .. وضع فأسه والأطعمة بجانب الباب


      ومن ثم دخل الى الغرفة .. ووجد بسمة مستلقية على فراشها ..


      فجلس بجانبها .. وربت على رأسها بيده ..


      وهو ينظر اليها بقلق ..


      بدا الشحوب واضحاً على محياها


      وهي تقول مبتسمة : لا تقلق .. سأكون بخير .. احتاج الى الوقت فقط ..


      اجابها مالك .. وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعرها الأسود الجميل :


      أتمنى ذلك .. لإنك تزدادين شحوباً كل يوم .. هل هذه أعراض حمل طبيعية ؟


      واجابت بإبتسامتها الحنونة المعتادة :


      نعم يا قرّة عيني .. اني احتاج الى الراحة


      ووجودك بجانبي فقط ..


      وضم مالك يديها الناعمتين .. وقبلها


      وقام ليحضر لها الطعام ..


      ومضت الليلة بهدوء .. ومالك يعتني بفأسه وبسمة في فراشها .. نائمة ..


      وإذا بالباب يطرق .. وقام مالك ليفتح الباب


      وهو يفكر .. ما سبب هذه الزيارة الغريبة .. في هذا الوقت المتأخر


      وأمسك مالك بفأسه قبل ان يفتح الباب ..


      وقال : من هناك ؟


      اجابه صوت رجل مسن : انا احمد يا مالك ..


      وتنهد مالك بإرتياح .. وهو يفتح الباب


      وقال : مرحباً بالشيخ أحمد .. يا ترى مالذي يحضرك في هذا الوقت المتأخر


      إبتسم الشيخ احمد وهو يقول : مجرد زيارة عابرة .. اطمئن فيها عليكم ..


      وألقى الشيخ احمد .. نظرة على الغرفة ولمح بسمة نائمة ..


      فقال : لم تقل لي يا مالك .. كيف حالها .. ؟


      قال مالك .. وهو يعتدل في جلسته :


      لا اخفي عليك .. مدى قلقي عليها ..


      فهي تزداد شحوباً كل يوم .. لا أعلم إن كان هذا الوهن الذي اصابها شيء طبيعي ..


      أم لا ..


      وطمئنه الشيخ احمد .. بإنها اعراض طبيعية للحمل .. وألقى نظرة أخرى


      على الغرفة .. وبدا وكأن الشيخ يرتاب شيئاً .. ولكن سرعان ما التفت على مالك


      وأستأذن منه معتذراً عن هذا التوقيت .. و أصر مالك على مرافقته الى بيته


      رافقه الى هناك .. وعاد وهو يفكر .. عن مايشغل بال الشيخ ..


      وان اي زيارة عادية .. يقوم بها الناس في الصبح..


      كانت هذه التساؤلات تدور في رأس مالك ..


      حاول ان يقنع نفسه بإنها مجرد زيارة عابرة .




      - صباح الموت -








      إنهمك الشيخ احمد في قراءة ذلك الكتاب القديم بعد صلاة الفجر..


      يقلب في صفحاته بإهتمام كبير..


      وأخذ يفكر بعمق ..


      بعد ان توقف امام رسمة غريبة..لشخص خائف تحت المطر


      مرت ساعة وهو يقلب في الكتاب .. وألقى نظرة على النافذة ..


      وشد انتباهه منظر السماء .. حيث بدت ملبدة بالغيوم ..


      ولم تلبث دقائق .. إلا و الأمطارتنهمر بشدة على البلدة ..


      ولسبب ما .. بدا الشيخ احمد .. خائفاً ..


      وسمع صوت باب غرفته يفتح .. وإلتفت ..


      وإتسعت عيناه من الذعر ..


      وهو يقول : .. مستحيل .. !


      في نفس الوقت .. في الغابة .. قريباً من الكوخ


      كان مالك قد خرج من بعد صلاة الفجر ليحتطب في الغابة ..


      وعندما هطلت الأمطار .. عاد متجهاً الى الكوخ ..


      عندما دخل .. نادى زوجته .. ولم تجب ..


      فألقى نظرة على الغرفة .. ولم يجدها ..


      وبحث في الكوخ .. ولم يجد لها أثر ..


      جنّ جنون مالك .. وأمسك بفأسه وخرج الى الغابة وهو يصرخ بإسمها..


      وإتجه الى البلدة .. وهو يركض .. وأثناء ذلك .. توقف المطر ..


      ولا تزال الغيوم تحجب ضوء الشمس ..


      وأقترب من مدخل البلدة .. وهناك .. تسّمر مالك في مكانه .. من هول المنظر ..


      حيث علق على بوابة البلدة .. جثث لأناس علقوا من كواحلهم .. وكانت رؤوسهم مقطوعة بشكل شبه كامل


      ماعدا الجزء الخلفي .. وكانت الوان اجسادهم تميل الى البياض ..


      وقد ميّز مالك .. بعض من الجثث .. وكانت لبعض سكان أهل البلدة ..


      وتقدم مالك ببطئ .. الى الداخل ..


      وإزداد عدد الجثث البيضاء .. المترامية


      في أنحاء المدينة مما أثار قلق مالك ..


      وأخذ يجوب البلدة كلها .. ولم تكن هناك نبضة حياة .. في اي جزء منها ..


      جميع أهل البلدة أموات .. وجميعهم يتسمون بصفة معينة .. البياض الشديد لجثثهم ..


      ولم يجد أثر لبسمة .. وتوجه الى بيت الشيخ احمد .. وفتح الباب ..


      ودخل إلى غرفته .. ووجده مثل بقية الجثث ..


      كانت الغرفة .. قد قلبت رأساً على عقب .. وكأن الذي دخلها ..


      كان يبحث عن شيء ..


      وعندما هم مالك بالخروج من الغرفة ..


      سمع صوت حركة خفيفة بالخارج ..


      خرج مالك بسرعة .. ولم يجد احد ..


      توجه نحو منتصف البلدة .. وفي الساحة هناك ..


      وقفت بسمة .. مرتدية وشاح أحمر .. تنظر الى الأرض ..


      ومالك ينظر اليها .. بتساؤل .. يقول لها : بسمة ..؟؟


      ورفعت رأسها ببطئ .. والدماء تقطر من شفتيها ..


      ونظرت إليه .. نظرة فارغة


      وهو يقترب .. ويقول : بسمة .. ماذا يحدث في البلدة .. وماذا تفعلين هنا ..


      من فعل هذا .. اخبريني ..؟


      لم تجبه بشيء .. بل إستمرت تنظر إليه ..


      حاول أن يقترب منها اكثر .. وقطع طريقه .. رجل


      يرتدي زياً عسكرياً ..



      وقال له : تراجع لا أريد ان اؤذيك ..


      ورد مالك بغضب .. : لن أدعك تأخذها ..


      فإنقض مالك عليه .. ولكن بإشارة واحدة من الرجل ..


      إعترض طريق مالك خمسة حراس مشهرين سيوفهم ..


      وتردد مالك قليلاً ..


      أمسك الرجل بيد بسمة .. وحملها الى حصانه الأسود ..


      وصرخ مالك في الرجل بالتوقف ..


      ولكن .. غادر الرجل بسرعة .. حاملاً معه بسمة ..


      التي بدأت .. بلعق ماتبقى من الدماء حول شفتيها ..


      حاول مالك اللحاق بها .. لكن الحراس كانوا بالمرصاد ..


      وبسمة ..تبتعد ..مختفية في أفق من الغموض ..
      التعديل الأخير تم بواسطة king_kubaj ; 26-02-2005 الساعة 07:54 AM

    2. #2
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration






      - بلا أثر -




      إقتاد الحراس الخمسة مالك الى السجن الخاص في قصر الحاكم سيف الدين


      وأخذ مالك .. يضرب القضبان .. وهو يصرخ ..


      اين زوجتي .. أين بسمة ..


      أخبروني .. مالذي حدث لأهل البلدة ..


      ولم يهتم لصراخه احد ..



      في نفس الوقت في غرفة الإجتماعات الخاصة



      .. إجتمع سيف الدين بمستشاريه .. وقادته العسكريين ..


      وقال : هل تم التعرف على هويتها .. ؟


      اجاب احد المستشارين : نعم .. هي وبلا شك " حاملة الوباء "


      واكمل الحاكم : الجميع يعلم خطورة الموقف .. وأن اي تهاون في تنفيذ الخطة ..


      سيؤدي الى كارثة عظيمة .


      وإذا كانت هناك مشاكل في الإستعدادت يفضل ان تذكر الآن قبل لحظة الصفر ..


      قام احد قادة الجيش .. وأكد على إستقرار الوضع .. وبدأ بشرح الخطة


      على لوحة كبيرة .. رسم عليها خريطة مكان محدد


      وأضاف : أفضل لحظة للهجوم هي بعد غروب الشمس بلحظات ..


      حيث تكون اجسادهم خاملة .. ويحتاجون الى ساعة من التجول تحت ضوء القمر ..


      ليحصلوا على طاقتهم الكاملة ..


      وبهذا يعتبرون صيداً سهلاً .. يا سيدي الحاكم .. انا اتقدم بطلب البدء في التنفيذ


      اليوم .. مع غروب الشمس .. ولنضربهم بأكبر قوة ممكنة ..


      وأجاب الحاكم : حسناً .. ولكن .. التزموا بالحذر .. والدقة ..


      اريدها ضربة كاملة .. أريد ان أمسحهم من الوجود ..



      وبعد ساعة من الإجتماع



      خلف قصر الحاكم .. قبل تنفيذ العملية.. إجتمع القادة بجنودهم


      وأملوا عليهم الخطة .. وتم تقسيم ألفي جندي على فرقتين ..


      فريق يتحلق حول الوكر .. ويطلق أسهم نارية حارقة .. لتدفع بالأهداف الى الخروج ..


      ويتكفل بهم الفريق الآخر المجهز بالرماح النحاسية الحادة ..


      وإستعدت الكتائب للمضي نحو المقبرة ..


      وخرج الحاكم ليراقبهم .. والشمس تدنو بجانبهم ..نحو مصيرها ..


      وغربت الشمس .. ولم تمضي دقائق قليلة حتى خيم الليل بظلامه .. وسكونه ..


      إتخذت الفرقة الأولى مراكزها حول الوكر .. بعد غروب الشمس بقليل ..


      إنزوت الفرقة الثانية خلف الأشجار إستعداداً للهجوم ..


      ومرت الدقائق كأنها ساعات .. وحانت اللحظة ..


      وأطلقت السهام .. وتعالت الصرخات ..


      التي بدت .. أكثر براءة مما يجب ..



      في نفس الوقت .. في قصر الحاكم ..



      بينما كان الحاكم سيف الدين ينتظر خبر نجاح العملية .. على أحر من الجمر ..


      دخل احد الحراس عليه وهو يقول :


      سيدي الحاكم .. لدي أخبار سيئة ..


      فهناك مجموعة من سكان المدينة .. تم إختفائهم في ظروف غامضة ..


      ولم يرهم احد منذ الليلة الماضية ..


      شعر الحاكم بالقلق .. فالأمر يبدو مريباً ..


      وأمر بإرسال فريق بحث ليتحرى عن الأمر ..





      - جيش الظلام -




      كاد مالك ان يفقد الأمل في سماع صوت آدمي .. يرد على صرخاته ..


      حين سمع صوت همهمة .. قريبة .. من الزنزانة المجاورة ..


      إقترب مالك من الحائط .. وسمع صوت عجوز ..


      تقول : .. النهاية قادمة ..


      المنبوذون .. قادمون ..


      هي لهم .. وهم لها ..


      لقد كتب هذا الرجل نهايته .. واول فصل لنهايتنا جميعاً ..


      حينما .. إرتكب الخطيئة .. وهرب بالثمرة ..


      قطع نصف الأرض وأبتعد .. ظن انه نجى .. ولكن .. لا احد ينجو ..


      قال مالك بإهتمام واضح : .. من انتِ .. ؟ وعن من تتحدثين .. ؟


      سادت فترة من الصمت .. قبل ان ترد ..


      وقالت : .. أنا .. من ترى القبح خلف قناع الجمال ..


      أرى النور خلف الظلام .. اعلم بالعقارب .. تحت الرمال


      ولكن .. لم يعجبهم هذا .. واتهموني بالجنون ..


      لإن .. رؤيتي صافية لدرجة .. اخافتهم ..


      .. اعلم ماذا حدث لك يا مالك ..


      وأعلم ماحدث لأهل البلدة ..


      إنهم المنبوذون .. لا يعلم بأمرهم إلا القليل في هذا العالم ..


      ولهذا تم إختلاق حادثة الوباء التي أدت الى حرق البلدة ..


      لمسح أي أثر لهم .. وانت تعلم ماذا اقصد يا مالك .. الجثث البيضاء ..


      وقاطعها مالك : .. ماذا تقصدين بالمنبوذون ؟


      وقالت : .. قبل مئات السنين .. كانوا بشر مثلنا ..


      وهم ليسوا من هذه البلاد ..


      عاشوا في مملكة بعيدة ..يحكمها رجل يدعى..


      .. أليتوس .. غريب الأطوار ..


      كان يحب تعذيب المساجين .. بطرق مبتكرة ..


      و يحتفظ بدمائهم ..إعتقاداً منه بإن هناك وسيلة ما .. للخلود ..


      وضاق الشعب به ذرعاً .. وكذلك وزراءه ..


      وتم نفيه .. هو وعائلته .. إلى احدى الجزر القريبة من هنا ..


      والبعيدة عن مملكته .. وأقسم اليتوس بإنه سينتقم يوماً..


      وعاد بعد سنة واحدة من نفيه .. وتسلل الى القلعة ..


      من إحدى الممرات السرية ..


      ونجح في شق طريقه نحو غرفة الملك الجديد ..


      وفتك به .. هو وزوجته


      وتم حصار أليتوس .. في منزل احد الوزراء ..


      وقاتل الحراس بشراسة .. وطعن في قلبه .. وإستمر في القتال ..


      وأخذ يضحك بشكل جنوني .. وهو يقول : أنا لا أقهر .. لن يستطيع احد قتلي ..


      أصيب بسهم في رقبته .. وتفجرت الدماء بشكل مخيف ..


      وإتسعت عيناه .. غير مصدقاً لما حدث ..


      هوى على الأرض.. وقال كلمته الأخيرة .. بصوت مختنق ..


      فلورا ..


      قال مالك : وما علاقة بسمة بكل ماحدث ..؟


      قالت العجوز : .. بسمة ..


      قاطع حديثها .. صوت هزة قوية ..


      وإذا بالحراس يتدافعون الى الخارج


      والجدار يهتز


      ومالك يحاول ان يخرج .. ليسأل العجوز .. عن بسمة ..


      هوى جدار السجن متأثراً بضربة من الخارج ..


      وقضى على العجوز الغامضة ..


      حاول مالك الهرب .. لكن جزء من الجدار هوى عليه وأفقده الوعي


      فتراكمت الحجارة فوقه حتى أصبح محاصراً تحت الأنقاض ..


      توالت الضربات .. والصيحات ..


      والجثث تتساقط .. والدماء تختلط بالطين ..



      في مكان مجهول .. على مشارف المدينة ..



      في قاعة مظلمة .. جلس رجل طويل القامة .. حليق الرأس ..


      يرتدي وشاح أحمر .. عليه قلادة ذهبية على شكل رأس اسد ..


      ممسكاً .. بكأس يرتشف منه ببطئ ..


      لم تمر دقائق .. حتى دخل احد المعاونين .. وقال :


      بدأت عملية الغروب


      هز الرجل رأسه وأمر معاونه بالإنصراف ..


      ورفع كأسه عالياً .. محدقاً فيه ببرود .

    3. #3
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration






      - الهجوم المباغت -



      بعد السقوط المفاجئ للمدينة تحت سيطرة جيش الظلام ..



      وإنهيار جدار السجن بسبب المنجنيق العملاق



      علم الحاكم سيف الدين بإن سقوط القصر امر محتوم ..



      وأمر جميع القادة والجند بالإستعداد للقتال وقال احد الجنود :



      سيدي لم يتبقى لدينا وقت كثير تم توجيه المنجنيق العملاق نحو البوابة الرئيسية..



      وقال الحاكم سيف الدين : حسناً .. سوف نقاتلهم حتى النهاية ..



      وبإذن الله لن يحصلوا على مرادهم ..



      وإبتعد الحاكم من الساحة .. ودخل الى إحدى الغرف المجاورة ..



      وكان في إنتظاره فرقة صغيرة .. وقال لهم :



      سوف نحاول تعطيلهم بأقصى درجة ممكنة .. وأشار على بسمة .. التي بدت مرهقة .. شاحبة ..



      وأكمل : مهمتكم إيصالها الى حاكم المدينة الوسطى .. وإياكم والتهاون .. إنها مسألة حياة أو موت ..



      وأجابه قائد الفرقة بثقة : لا تقلق سيدي الحاكم .. لن نخسرها لأحد بإذن الله ..



      وصافح الحاكم سيف الدين قائد الفرقة قائلاً له : توكلت على الله ثم عليك ..



      وأهتز القصر إثر ضربة مدوية .. من المنجنيق العملاق ..



      وأزاح سيف الدين صندوقاً كبيراً بمساعدة قائد الفرقة .. وفتح الغطاء ليظهر من تحته



      سلماً يقود الى كهف سري تحت القصر .. ونزلوا منه بسرعة حاملين بسمة



      ومن ثم أغلق سيف الدين الفتحة وبعد ذلك خرج من الغرفة بسرعة ..



      وأمر الجنود بهدم الغرفة بالمنجنيق وتم تدمير الغرفة خلال دقائق ..



      وبين تدمير الغرفة .. والضربات المتواصلة على البوابة التي شارفت على الإنهيار ..



      وقف الحاكم سيف الدين .. يترقب البوابة وهي تتلقى الضربة تلو الأخرى ..



      ..وهو يفكر في طريقة لمواجهة جيش الظلام ..



      وأجتمع بقادة الجيش .. وأمرهم بمواجهة الحديد بالحديد ..



      حيث طلب بتوجيه المنجنيق تجاه المنجنيق العملاق ..



      وأعترض احد القادة على هذا الإقتراح مبرراً رأيه بإننا لا نعلم اين مكانه بالضبط ..



      خصوصاً وانه محاط بأشجار كثيفة ..



      وطمئن الحاكم سيف الدين القادة .. بإنه يعلم هذا .. ولذلك تم تجهيز أحجار ملفوفة في قماش قديم



      وبداخل هذا القماش كمية لا بأس بها من القش .. مما يتيح إشعال النار فيها ..



      وقال احد المخططين العسكريين :



      على الرغم من قوة وضخامة هذا المنجنيق لديهم ..



      إلا انه يحتاج الى خمسة دقائق بين كل ضربة والأخرى ..



      ونستطيع انا نتفوق عليهم بإستخدامنا لهذا المنجنيق المتواضع



      والخفيف .. حيث سيمكننا من إطلاق قذيفتين مقابل قذيفة لديهم ..



      وليس بالضرورة ان نصيب المنجنيق العملاق .. بقدر حاجتنا لكسب الوقت



      وتشتيت تركيزهم اذا أشعلنا النيران في الأشجار ..ومتى ما حانت اللحظة المناسبة



      نفتح البوابة .. ونباغتهم ..ولم يتبق لدينا الكثير من الوقت سيدي الحاكم



      يجب ان نبدأ التنفيذ الآن ..



      أومأ الحاكم سيف الدين برأسه وأمر الجميع ببدء العمل ..



      وبدأت المعركة ..



      وأطلقت أول قذيفة نارية .. فأصابت الأشجار المحيطة بالمنجنيق



      وإشتعلت النيران فيها .. ولم تتوقف هجمات جيش الظلام ..



      وأستمرت القذائف .. والحاكم سيف الدين يترقب الموقف ..



      منتظراً اللحظة الحاسمة .. وقبضته تزداد تمسكاً بسيفه ..



      وصاح احد الجنود قائلاً : لقد اصبنا المنجنيق العملاق بضربة مباشرة



      ونصح المخطط العسكري بإستمرار القذائف مع الإستعداد للهجوم المباغت ..



      ومرت خمسة دقائق ..ولم يطلق المنجنيق العملاق ..



      وأشار المخطط العسكري الى سيف الدين بالبدء بالهجوم ..



      وصرخ سيف الدين : الآن !!



      فتحت البوابة .. وإنطلق الجنود ومن خلفهم الحاكم سيف الدين ..



      وإرتفعت صيحات الجنود القتالية .. بمرورهم مع البوابة ..



      وتقدموا نحو المنجنيق العملاق .. وبدا متأثراً بشكل كبير من الضربة الأخيرة ..



      وقد احترقت بعض الأشجار من حوله ..



      ولم يكن هناك أثر لجيش الظلام ..



      وهنا توقف الحاكم سيف الدين ..وقسّم الجيش الى قسمين ..



      قسم يتجه نحو المدينة والتأكد من سلامة اهلها و خلوها من أي تواجد للعدو



      وقسم يقوده سيف الدين في الغابة التي تفصل بين القصر والمدينة



      وبعد عدة دقائق .. كان سيف الدين يقود جيشه داخل الغابة ..



      واذا بهم في مساحة واسعة داخل الغابة .. دمرت اشجارها وعلى اطرافها حروق ..



      وتعجب سيف الدين .. كيف لمنجنيق متواضع ان يصل الى هنا ..



      وتناهى الى مسامعه .. صوت ضحكة أنثوية .. عابثة ..



      وخرجت من بين الأشجار .. مخلوقة غريبة ..



      إمرأة نصفها السفلي جسد حرباء .. والعلوي بشري مغطى بالأفاعي ..ماعدا



      وجهها الذي بدا جميلاً .. وعليه مسحة باهتة ..



      وقالت بنبرة ساخرة : آه .. ضيوف .. للأسف ليس لدي ما اقدمه لكم ..



      تناولت الغداء لتوي .. ولكن لدي هدية قد ترضيكم ..



      وإرتفع ذيلها الأملس .. وأطلقت غاز كثيف أخضر اللون .. وحاول الجنود الهرب



      ولكن المنافذ أغلقت بأشجار كثيفة .. وحاول سيف الدين ان يهجم عليها ولكن الرؤية لم تكن واضحة..



      وتساقط الجنود .. متأثرين بالغاز السام .. وإستمرت المخلوقة الغريبة .. بنفث سمها في الهواء ..



      والجنود يتساقطون .. وسالت الدماء من افواههم .. وأعينهم ..



      فتخضبت الساحة بدمائهم .. والضحكات العابثة يتردد صداها في الغابة ..



      وساد الصمت قليلاً .. وإنطلقت صرخة مدوية لرجل يتألم..



      معلنة قدوم شخص جديد ..ضيف آخر .. في عالم الظلام .




    4. #4
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      بقايا ذاكرة



      إستمرت المخلوقة الغريبة .. بالضحك والسخرية ..

      بينما كان الحاكم سيف الدين جاثياً على ركبتيه .. والدماء تنزف منه ..

      وجسده يرتعش .. أمسك برأسه مطلقاً الصرخة المدوية وهو ينظر الى الأرض ..

      ومع إزدياد الألم في رأسه ..

      إنتفض جسده بقوة .. وإنقلبت عيناه الى اللون الأبيض ..

      تراجعت المخلوقة الى الخلف قليلاً .. وهي تقول بنبرة متوترة :

      لا عجب بإنك قائدهم .. قوي حتى في إحتضارك .. لقد تجاوزت حدود تحمل اي إنسان شاهدته من قبل

      رفع رأسه ببطء .. وهو ينظر الى يديه .. التي بدت شديدة البياض ..

      وإنتابه إحساس بالعطش الشديد ..ونظر الى المخلوقة التي تسمرت في مكانها من الخوف ..

      وقال وهو يلهث : .. إنسان .. ؟

      وحاولت المخلوقة عبثاً .. ان تطلق غازها السام مرة أخرى ..

      ولكن سيف الدين إنقض عليها .. وأمسك بشعرها بقوة .. وهو يريها جثث الجنود ..

      قائلاً لها : ماذنب هؤلاء .. لقد دفعوا حياتهم دفاعاً عن مدينتهم وأهاليهم .. وعني أنا

      وصرخ فيها وهو يقول : ماذنبهم .. أخبريني ..

      وبدت المخلوقة كطفلة صغيرة .. على الرغم من بشاعة مظهرها .. إلا ان عيناها

      لمعت وكأنها تحاول البكاء .. وأخرج سيف الدين خنجره .. وغرزه في عينها الأولى وإقتلعها وتفجرت منها الدماء

      التي امتزجت بالسم الذي يجري فيها ..و قال لها وهي تصرخ طلباً للرحمة :

      أين سخريتك الآن ؟

      وإرتجف جسد سيف الدين ..وزاد شعوره بالعطش الشديد وعيناه البيضاوان تزداد تألقاً ..

      وأرخى يده .. وألقى الخنجر .. وتنفست المخلوقة الصعداء ..

      إبتعدت عنه متخبطة في طريقها .. ولم تستطع الخروج .. فكل المخارج قد أغلقت ..

      ولا تملك القدرة على إعادة فتحها مرة أخرى فهي بالكاد تستطيع المشي ..

      بينما كانت المخلوقة تحاول الهرب

      إزدادت نبضات قلب سيف الدين .. وعاوده الألم مرة أخرى ..فأمسك برأسه وهو يصرخ ..والدماء تسيل من فمه ..

      واخذ يردد بصوت واهن : .. لا .. لا .. ليس مرة أخرى .. لااا

      وشعر بأنيابه تتمدد ..والدماء تنزف بشدة من فمه ..

      وإلتفت الى المخلوقة .. وقال بصوت غليظ .. : أين تظنين نفسك ذاهبة .. ؟

      وإنقض عليها .. بقفزة هائلة .. وأنشب انيابه في عنقها ..

      وإفترست الضحية .. صائدها ..

      سقطت .. قطرة .. تسابقها أخرى .. من السماء ..التي بدت وكأنها تتمزق ألماً ..

      محاولة إخفاء وجهها الصافي .. بكتلة من الغيوم .. التي لم تتحمل هذا القدر من الدموع ..

      فإنهمرت قطرات المطر النقية .. على الأرض الجريحة ..

      رفع سيف الدين رأسه فجأة .. وألقى بجثة المخلوقة أرضاً ..

      وتذكر تلك الليلة .. التي غيرت كل شيء في حياته ..

      فهوى جاثياً على ركبتيه ..وإختلطت دموعه بالمطر .




      - المهمة -



      أدرك قائد الفرقة خطورة المهمة منذ اللحظة التي علم فيها بإن الحاكم سيف الدين كلفه بها بشكل شخصي

      وهو مالم يعتاده في المهمات السابقة ..وقد امضوا من عند الممر السري نحو الكهف .. الى ان انتهى بهم المطاف

      في نفق ضيق .. الذي بدا .. وكأن لا نهاية له ..

      وتعثرت الفرقة اكثر من مرة بسبب الظلام الدامس ..

      وعند اقترابهم من المخرج .. بدأت بسمة تهذي .. بصوت خافت ..

      مالك .. اين انت .. اغلق الباب .. الجو بارد ..

      وصل القائد الى الباب السري القديم .. واستطاع فتحه بعد عناء شديد ..

      وكان المخرج يؤدي الى الجهة الجنوبية للقصر .. حيث يفصل بين القصر والضفة الأخرى

      جسر حجري طويل فوق النهر العظيم .. وطلب القائد من الفرقة التريث قليلاً ..ريثما تشرق الشمس

      لتجنب مواجهة احد افراد جيش الظلام ..

      وبينما هم جلوس امام المخرج ..خطرت للقائد فكرة ..فأمر اثنين من مساعديه

      بالتسلل نحو الحظيرة التي لا تبعد كثيراً .. علهم يجدون بضعة خيول سليمة ..

      تعينهم في رحلتهم الطويلة نحو المدينة الوسطى ..

      وبعد فترة ليست بقصيرة .. شعر القائد .. بإن مساعديه أستغرقوا وقتاً طويلاً لمعرفة اذا ماكانت هناك خيول

      سليمة .. أم لا ..فالحظيرة قريبة ..والليل يسحب وشاحه السرمدي ببطئ نحو مهجعه ..

      فقام وأمر بقية الجنود بالإلتفاف حول بسمة ..وأن لا يبرحوا مكانهم حتى يعود ..

      وأمضى القائد في طريقه ..وعندما إقترب من الحظيرة ..

      شاهد .. الخيول متكومة .. امام الحظيرة .. وقد فاحت منها رائحة منتنة ..

      وتناهى الى مسامعه .. صوت حركة مريبة .. داخل الحظيرة ..

      فنظر القائد حوله بقلق .. وبدأ يتحسس مقبض سيفه ..

      ودلف الى الحظيرة ..وإذا بمزيد من الخيول المتكدسة .. والرائحة تزداد قوة ..

      وشاهد .. ضوءاً خافتاً .. في نهاية الحظيرة ..

      وأخرج سيفه .. متقدماً .. نحو مصدر الضوء ببطء ..

      وعندما إقترب بما فيه الكفاية .. سرت رعشة في جسد القائد ..

      حينما شاهد جثة احد مساعديه ..راقدة على بقعة كبيرة من الدم .. وقد وضع في فمه شمعة قديمة ..

      وإذا بصوت شخص مجهول من خلف القائد .. يقول :

      " مثل الحشرة البائسة .. التي تتبع الضوء ..طلباً للأمان .."

      وأطلق بعدها ضحكة مجلجلة ..

      إلتفت القائد بسرعة ..تجاه الشخص المجهول ..

      وإذا بذلك الرجل العملاق ..ذو شعر طويل أجعد ..حاملاً رأس مساعده الثاني ..

      وقال : مرحباً ايها القائد .. عماذا تبحث .. هذا ؟ مشيراً بعينه نحو يده ..

      وقد إرتسمت على وجهه إبتسامة عريضة ..

      وأحتقن وجه القائد غضباً .. وهو يجيب :

      لوغارو .. ايها الخائن اللعين .. لقد قدمت الى حتفك هذه المرة ..

      وأنقض القائد عليه بسيفه وأخرج لوغارو سيفه الضخم ..وتراجع الى الخلف ..

      وصد ضربة القائد الأولى .. الذي لم يتوانى في هجومه ..

      وأتبعها بضربات سريعة .. أنهكت لوغارو في صدها ..الذي أستمر في التراجع

      وهم بالهجوم على القائد .. وهوى بسيفه بقوة .. وتفاداها القائد بسهولة ..

      وكشف لوغارو بهجمته الفاشلة نفسه للقائد .. الذي إستغل الثغرة وطعن لوغارو في بطنه ..

      الذي هوى بدوره على ظهره أرضاً .. وهو يصرخ متألماً ..

      ورفع القائد سيفه عالياً .. وهو يقول :

      لقد أنقذتك في ذلك اليوم .. وندمت ألف مرة على ذلك ..

      لكن .. لن تفلت مني اليوم .. سأنهي حياتك الرخيصة هنا ..

      وضرب القائد بسيفه عنق لوغارو الذي اتسعت عيناه من الألم ..

      وسالت الدماء من عنقه وهو يتلوى في مكانه ممسكاً بعنقه ..

      ولم تمر لحظات قليلة .. حتى أطلق لوغارو .. حشرجة الموت ..

      نظر القائد قليلاً .. الى جثة لوغارو .. وأدخل سيفه في غمده ..

      وفجأة .. كممت يد ناعمة فم القائد ..وحاول القائد ان يمد يده نحو سيفه ..

      ولكن شعر بإن أطرافه شلت بكاملها ..وهمست الفتاة المجهولة في أذن القائد ..

      " .. كيف وقعت في هذه الغلطة .. أنسيت هذا الدرس وانت من علمني اياه .. ؟ "

      إنقلبت سحنة القائد ..وهو يتمتم بذهول : اوث .. اوثولينا .. ؟!

      وهمست في إذنه مجدداً .. وهي تقول : " .. لقد إفتقدتك يا فارس كثيراً ..

      لماذا تركتني .. أنسيت وعدك لي فوق ذلك الجسر .. ؟

      وتهدج صوت فارس وهو يقول :

      ولكن ..أخبروني بإنك غرقتي هنا في هذا النهر .. وان النهر جرفك بعيداً ..

      لقد بحثت عنك في كل مكان .. يا اوثولينا ..

      وصمت لوهلة .. وأكمل : .. أين كنتي يا اوثولينا ..

      لقد مضى وقت طويل على إختفائك .. اين ذهبتي ..

      ومالذي تفعلينه هنا .. لماذا لا أستطيع الحراك .. ؟

      وأجابت اوثولينا : .. لم اعهدك كثير الأسئلة يا فارس ..

      وألقت فارس على ظهره .. مما اتاح له رؤيتها ..

      وقد بدت اوثولينا ..رائعة الجمال .. بجسدها المتناسق .. وشعرها الذهبي المنسدل ..

      والذي تناثر بعضه على جبينها .. وهي ترشق فارس .. بنظرات باردة ..

      وأخرجت سهماً من كنانتها .. وإستعدت لرمي فارس بقوسها الذهبي ..

      وقال فارس بذهول : .. اوثولينا .. مالذي تفعلينه ..هل جننتي ؟

      وترددت اوثولينا قليلاً .. وهي تنظر الى عيني فارس وأرخت قوسها ..

      وخرجت بسرعة ..وصرخات فارس تلاحقها ..

      وأخرجت بسمة .. من بين جثث الحراس الذين تساقطوا من حولها ..وحملتها

      تجاه حصانها الأبيض ..وأطلقت العنان له

      تاركة خلفها .. فارس صاحب القلب المكلوم ..

      الذي فقد وعيه وهو يصرخ بإسمها..

      وأشرقت الشمس .. وتبددت الغيوم ..

      وأفاق أهل المدينة الذين لم يصابوا بسوء ..متسائلين عن سبب تواجد عدد كبير من الجنود حول المدينة ..

      وسبب تجمع الكثير منهم عند البوابة ..

      وقد تجمع الكثير من الجنود لمعاونة الحاكم سيف الدين .. الذي سقط عند البوابة ..

      وقد أثخن جسده بالجروح ..بعد ان عاد وحيداً من الغابة ..
      حمله الجنود تجاه القصر .. وهو ينظر الى السماء ..

      نظرة خاوية .. بلا معنى ..

    5. #5
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      الحرب ..خدعة !

      إجتمع سيف الدين مع المخطط العسكري في غرفة الحاكم الخاصة ..

      وقال سيف الدين :

      لقد خدعنا .. لم يكن هناك جيش للظلام ..

      وعملية المقبرة .. لم يكن هناك فيها اي فرد منهم ..

      لقد كانوا أبرياء .. من أهل المدينة .. جميعهم .. أبرياء ..

      وضم سيف الدين قبضته .. وضرب بها المنضدة .. بغضب ..

      وأندهش المخطط العسكري من كلام سيف الدين .. وقال :

      .. إستنتاجك يبدو منطقياً .. لقد إستغلوا عامل الظلام ..

      وأوهمونا بالمنجنيق العملاق .. وعند عملية البحث ..

      كان هناك طريقين ..ومهما كان إختيارك سيدي الحاكم ..

      فالذي وضع الكمين أدرك انك قادم للغابة لا محالة ..

      لو ذهبت الى المدينة ووصلتك أخبار بإن القسم الذي ذهب للغابة قد قضي عليه بأكمله ..

      لغادرت فوراً نحو الغابة .. ولو إخترت الذهاب اولاً الى الغابة ونجحت المخلوقة في الإنتصار عليك

      سيكون خبر وفاتك ..مدمراً لبقية الجيش وأهل المدينة .. وهذا كافي بكل تأكيد للعدو ..

      وهز سيف الدين رأسه بالإيجاب .. وقال :

      ولهذا ..يتحتم علينا ..القضاء على سيدهم .. والعقل المدبر ..

      أوستريـل ..


      الكتاب القديم و أرض الأحلام

      اين انا .. ماهذا المكان ..أرض قاحلة .. متشققة ..

      وكأنها مقبرة الطبيعة .. لا وجود لأي كائن حي ..

      أسمع صوتاً مألوفاً .. ينادي .. من بعيد .. يهمس بإسمي ..

      اتقدم .. نحو مصدر الصوت ..وبانت لي شجرة كبيرة .. شامخة .. رغم موتها ..

      وامامها .. صخرة سوداء ..فرش عليه بساط ذهبي ..وقد إعتلى هذا البساط ..

      كتاب قديم .. وعاد الصوت من جديد ..

      مالك ..

      آه ..الشيخ أحمد .. ؟

      نعم .. انا مالك .. مالذي حصل في البلدة .. وأين بسمة .. أخبرني ارجوك ..

      ولم يكن هناك أي رد ..

      وإقتربت من الكتاب ..وفتحت الصفحة الأولى .. وإذا بكلمات كتبت بلغة غير مفهومة ..

      تنمحي بسرعة .. وكأنها تخشى ان تقع عيني البائسة عليها ..

      ونفس الشيء حدث مع باقي الصفحات .. فتحت الكتاب من المنتصف ..

      وإذا بكلمة واحدة قد كتبت ..وهي .. " لا تنصت إلى الصوت" .

      وتلاشت الكلمة بسرعة ..وهوت مكانها .. قطرة دم .. وتلتها أخرى ..

      نظرت الى الأعلى ..فكانت الصدمة ..

      حيث كانت بسمة ..على جذع الشجرة ..تنظر إلي بوجه حزين .. وهي تذرف الدماء .

      أفاق مالك .. بجانب فارس في غرفة بداخل القصر .. وألتفت من حوله ..

      وشاهد العديد من المصابين بعضهم يأن تحت وطأة الألم .. والآخر غارق في سبات عميق ..

      وكان فارس ييتقلب في فراشه ..وهو يهمهم .. بصوت منخفض ..

      وبعدما علم سيف الدين بإن فارس فقد بسمة وان الفرقة بأكملها قد قضي عليها ..

      أرسل في طلبه هو ومالك .. الذي طالب بمعرفة مالذي يحدث من حوله ..

      وإجتمع سيف الدين بفارس ومالك في غرفته ..

      ونظر الى مالك بإهتمام .. الذي رد عليه بنظرة غاضبة ..

      وقال مالك : أريد أن أعرف لماذا إختطفتم زوجتي بسمة ..

      ومالذي حدث في البلدة بالضبط .. ومنهم هؤلاء المنبوذون ..

      وأجاب سيف الدين :

      أرى بإنك تحدثت مع العجوز ..إنها قصة طويلة يا مالك .. سأخبرك بما يهمك فقط ..

      منذ زمن بعيد جداً .. كانت أرضنا هذه خاصة بنا نحن ..

      ولكن بعد مرور بضعة عقود .. خرج منها أفراد ..لأسباب عديدة ..طلباً للعلم او الرزق او الدواء ..

      ولهذا .. أصبح بعضهم يعود وقد تزوج من بلاد الغرباء .. او لا يعود أبداً ..

      وبعد موجة من الفقر والأوبئة التي إجتاحت بلاد الغرباء .. بدأت بعض العوائل هناك تنزح إلى هذه الأرض ..

      ولإن بعضهم تقوده جذوره الى هنا مباشرة .. حتى وإن تغير لونه وشكله ..

      ومن هنا إختلطنا معهم .. وإمتزجت عروقنا فإختلطت دمائنا وأسمائنا ..

      وأثناء الأزمة الطاحنة التي مرت بهم هناك .. إنتشرت إشاعات كثيرة .. حول حوادث غريبة بعد منتصف الليل

      حيوانات وقد مزقت بشكل بشع .. أناس تحولت جثثهم الى بياض تام ..

      وتجددت إسطورة المنبوذين ..وانهم يكونون جيشاً .. لقب بجيش الظلام ..

      وقد إنتشر كتاب بينهم .. توارثوه منذ القدم .. عن نبؤة ما .. حول القائد المنتظر ..

      وتقول النبؤة .. هي حاملة البذور .. وجدت له .. ووجد لنا ..بحياتها سوف تحميه..

      حمام الدم .. أولى علامات ظهوره ..ظهور المنقذ .. وأملنا ..

      ولذلك يا مالك .. عند ظهور أول هذه العلامات في البلدة .. حينما ضحت بسمة بهؤلاء الأبرياء كلهم ..

      أدركنا ماهو حمام الدم .. وأنه أول علامات قدومه الى هذا العالم ..

      وبدا مالك .. مصعوقاً .. وهو يردد كلمة مستحيل ..

      وأكمل سيف الدين ..وقال :

      مالك .. أعلم بإن الأمر يصعب تصديقه .. ولكن انت شاهدت بعينك .. الجثث البيضاء .. وشاهدت بسمة

      بنفسك .. لقد رأيتها وقطرات الدماء على شفتيها ..

      وهنا .. إنفجر مالك بغضب ..قائلاً :

      أعلم مارأيت .. ماذا تريدني أن افعل .. أقتل زوجتي بيدي هاتين ؟؟

      هل هذا ماتريده ؟ هل تعتقد بإني سأسمح لك أو لأي كائن غيرك بمس شعرة منها ؟

      هل كنت تظن بإني سأقف متفرجاً وانا اشاهد بسمة تموت .. ؟

      وتهدج صوت مالك .. وهو يقول ..

      هل لديك أي فكرة عن الألم والحسرة التي أشعر بها الآن ..؟

      سادت لحظة صمت قصيرة ..وقد بدا فارس شارد الذهن ..

      أمسك سيف الدين بيد مالك .. وقال له .. لا أعلم اذا كنت ستصدقني أم لا ..

      ولكن .. أنا أعلم مدى الألم الذي تشعر به ..

      ولم تعطني فرصة لأكمل حديثي يا مالك ..

      نحن لن نمس بسمة بسوء .. ولكن .. الجنين هو مرادنا .. وهدفنا ..

      وهنا .. خيل لمالك بإنه سمع صوت شخص يقول

      " لا تنصت إلى الصوت"

      وشعر مالك .. بألم شديد في رأسه .. وسرعان ماتبخر ذلك الألم ..

      وقال مالك ..مبتسماً .. وكأنه تحول الى شخص آخر :

      حسناً يا سيف الدين .. إذا كان الجنين هو مرادك فقط ..

      ولكن لدي شرط واحد .. أن أرافقكم الى مكانها ..

      وإستغرب سيف الدين هذا التحول الغريب ..وأومأ برأسه موافقاً على شرط مالك ..

      وألتفت الى فارس .. الذي لازال في عالم آخر ..

      وقال : فارس ..هل لديك معلومات عن وجهة أوثولينا ..

      ولم يجب فارس ..

      وأمسك به سيف الدين مكرراً سؤاله .. :

      فارس .. أجبني .. هل لديك معلومات عن وجهة أوثولينا المحتملة ..

      رفع فارس رأسه ببطء .. والحزن مرتسم على وجهه ..

      وقال بصوت خافت .. : كان هناك مكان .. أطلقنا عليه لقب أرض الأحلام ..

      لقد كان هذا منذ زمن طويل .. كنا سنعيش هناك بعد الزواج ..

      وأبدى سيف الدين إهتماماً ملحوظاً بإجابة فارس .. حين قال :

      أرض الأحلام .. ؟ أين تكون هذه يا فارس ؟؟

      إلتفت فارس ناحية النافذة التي تطل على جبل كبير وقال :

      هناك ..


      سيد الظلام .. أوستريل .

      في مكان مجهول .. على مشارف المدينة

      .. دلف أحد الحراس الى تلك القاعة المظلمة ..

      وقال : .. سيدي أوستريل .. أني آسف لإخبارك بإن عملية الغروب قد باءت بالفشل ..

      اجابه أوستريل بهدوء : ماذا عن الحصيلة ..؟

      أجاب الحارس بسرعة وتوتر شديدين : .. خسائر فادحة في جيش سيف الدين ..

      ومقتل لاميا في الغابة .. على يد سيف الدين .

      ولوغارو وجد ميتاً ..داخل إسطبل الخيول بجانب القصر ..

      وقال أوستريل بنبرة غاضبة : .. الأحمق لوغارو .. كنت أعلم بإنه سيفسد شيء يوماً ما ..

      وماذا عن مكانها هي .. ؟

      أطرق الحارس برأسه .. وقال :

      لا نعلم يا سيدي .. فقد أختفت ..ولم نجد لها أثر ..

      وكأن نيران الجحيم إشتعلت فجأة في عيني أوستريل ..

      وقبض على الكأس بشدة .. إلى أن تهشم في يده ..

      وسالت دماء سيد الظلام .

    6. #6
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      أرواح تائهة

      أستيقظ مالك في منتصف الليل .. عاقداً العزم على أن يغادر للجبل لوحده ..

      وتسلل الى خارج القصر حاملاً معه فأس قديم .. كان قد وجده في احد مخازن القصر ..

      وكانت الليلة هادئة .. هائمة بذلك القمر الذي يتوسط سمائها ..

      وأمضى مالك في طريقه .. إلى أن وصل لنقطة يتفرق فيها الطريق ..

      نحو ثلاثة إتجاهات .. وتوقف لوهلة .. وأخذ يتمعن في الأرض ..

      والآثار التي إختلطت ببعضها .. وإحتار مالك .. بأي طريق يسلكه ..

      وهو يدرك بأن ليس لديه الكثير من الوقت .. فهو لا يعلم ماذا يحدث لبسمة الآن ..

      ولا يدري .. متى سيكتشف سيف الدين وجنوده .. أمر إختفاءه ..

      فقرر أن يسلك الطريق الأيمن .. وإستمر في المشي .. بلا هدى ..

      يمنّي نفسه بأن تكون بسمة .. في نهاية ذلك الطريق الموحش ..

      وفي منتصف الطريق .. توقف مالك .. حيث تراءى له شبح رجل واقف على صخرة ..

      تقدم مالك .. ليتضح له من ذلك الشخص الغريب ..

      فإذا .. برجل غامض .. يرتدي رداء أبيض قديم .. حافي القدمين ..

      وخط الشيب في شعره الطويل .. ولم تمض ثوانٍ حتى إلتفت نحو مالك .. ونظر إليه ..

      بعين متفحصة .. وقال له :

      " .. هل لديك شيء .. تعين به روح تائهة في هذا الكون الحزين .. "

      صمت مالك قليلاً .. وقال :

      من أنت .. ومالذي تريده مني .. ؟

      وإلتفت الرجل الغامض .. نحو السماء .. فقال .. :

      " أنا المتأمل .. في طبيعة هذه الأرض .. ومخلوقاتها .. والطرق التي تنهجها ..

      شهدت مع التاريخ .. مذابح وحروب .. ومحافل ..

      رأيت حضارات تولد وتموت .. قبل أن تدرك لماذا ولدت .. وكيف قتلت ..

      تفحصت الإنسان عن كثب .. في خبايا نفسه .. وقلبه وعقله وكل ما ينشده خلف قناع من ذهب ..

      ثم صمت قليلاً .. وقال لمالك الذي بدأ ينظر نحو الطريق متحيناً للفرصة التي يمضي فيها :

      يبدو أنك لا تملك الكثير من الوقت .. أعلم أن الألم ينهش جسدك ..

      ولكن .. كل ما أريده .. منك أن لا تستمع .. الى ذلك الصوت ..

      وإنتفض مالك .. لسماعه هذه العبارة .. وإلتفت نحو الرجل الغامض ..

      ولم يجده .. تلفت مالك من حوله بسرعة .. ولكنه أختفى .. وكأن شيئاً لم يكن ..

      إنتهى الطريق بمالك .. عند مغارة .. تناثرت الدماء على مدخلها ..

      تقدم مالك بحذر .. الى داخل المغارة .. وسمع صوت بكاء خافت ..

      في نفس الوقت في غرفة سيف الدين ..

      نظر سيف الدين .. نحو النافذة .. الى القمر .. وهو يفكر ..

      فتح باب الغرفة ببطء .. ودخل فارس بهدوء .. وهمس قائلاً .. :

      سيدي .. سيف الدين .. أريدك في أمر عاجل ..

      إلتفت سيف الدين بسرعة ..وقال وهو يستغرب قدوم فارس في هذه الساعة من الليل :

      ماذا هناك يا فارس .. ؟

      تأكد فارس من خلو الممر خارج الغرفة وقال :

      أريد أن أخبرك بشيء مهم للغاية ..

      أغلق فارس الباب وإقترب من سيف الدين وأكمل :

      لقد سرت إشاعة خطيرة بين الجنود مفادها .. بإنك كنت مدركاً

      بإن ما كان ينتظرك انت وبقية الجنود في الغابة .. لا يستطيع القضاء عليه سواك ..

      وأنك تعمدت التضحية بهم .. لسبب يجهلونه ..

      أعتقد يا سيف الدين .. بإنهم يخططون لشيء ضدك في الصباح الباكر ..

      قطب سيف الدين حاجبيه .. وقال بنبرة غاضبة : .. أوستريل ..

      ثم نظر الى فارس وأكمل : اذا كنت تعتقد بإن أوثولينا غادرت الى ذلك المكان ..

      فمن المحتمل أن نجد أوستريل .. أو احد اتباعه هناك ..

      ليس لدينا الكثير من الوقت يا فارس .. لنغادر الآن ..

      هز فارس رأسه بالإيجاب .. وقال :

      حسناً .. لقد جهزت لك حصانك .. وسأرافقك

      لا تقلق .. لقد أخبرت حارس هذه البوابة بإن يخلد الى الراحة ..

      نجح فارس وسيف الدين بالهرب من القصر بدون أن يلحظهم احد ..

      وغادروا نحو الجبل .. وعندما وصلوا لمفترق الطرق ..

      توقف سيف الدين قليلاً .. وقال : أي طريق نسلكه يا فارس .. ؟

      اجاب فارس وهو يمضي نحو الطريق الأيسر : من هنا .. انا متأكد ..

      وبينما هم في منتصف الطريق .. دوت صرخة فتاة في أرجاء الجبل ..

      وإنقبض قلب فارس .. وهو يقول لسيف الدين :

      أتعلم من أين أتت هذه الصرخة .. لم أستطع تحديد مصدرها..

      توقف سيف الدين .. وقال :

      أكمل طريقك من هنا يا فارس .. وسأعود الى مفترق الطرق وأسلك الطريق الأوسط ..

      وإذا لم تجد شيئاً عد بسرعة الى مفترق الطرق .. كذلك سأفعل أنا ..

      واذا لم أجدك فهذا يعني بإنك وجدت احدهم .. وسألحق بك .. وكذلك ستفعل انت ..

      غادر فارس نحو طريقه .. وعاد سيف الدين الى مفترق الطرق وسلك الطريق الأوسط ..

      قطع سيف الدين مسافة طويلة ولاحظ بإن طريقه ينخفض بشكل تدريجي .. مما أثار إستغرابه ..

      حيث أعتقد بإنه يصعد الجبل .. لا أن يخترقه نزولاً ..

      توقف سيف الدين قليلاً .. حينما شعر بألم في رأسه ..وفجأة .. تعالت أصوات الحيوانات في الجبل ..

      وكأنها تستنكر شيئاً ما .. وإزداد ألم سيف الدين .. وأمسك برأسه .. وهو يتألم ..

      وجثى سيف الدين على ركبتيه .. وهو يصرخ من شدة الألم ..

      وبعد لحظات .. تبخر هذا الألم .. و تلاشى ضجيج الحيوانات .. وفتح سيف الدين عينيه ..

      وإذا به .. في مكان أشبه بالأحلام .. حديقة خضراء .. مليئة بالورود والفراشات والطيور ..

      ورذاذ خفيف من المطر يستقبله بلطف ..

      وتناهى الى مسامعه .. صوت خرير ماء قادم من خلف شجرة كبيرة امامه ..

      نظر سيف الدين غير مصدقاً .. من حوله ..وتقدم نحو مصدر خرير الماء ..متجاوزاً الشجرة الكبيرة ..

      فشاهد بحيرة صغيرة .. في نهايتها شلال غزير ..

      وتوسط هذه البحيرة .. عرش جليدي ..جلست عليه .. فتاة نائمة.. لفت جسدها برداء أبيض رقيق ..

      إقترب سيف الدين نحوها ببطئ .. غير مصدق لما يرى ..

      وتسارعت نبضات قلبه .. بإقترابه منها ..فتوقف امامها .. وإتسعت عيناه .. محدقاً فيها ..

      فقال .. بصوت متردد يخنقه الألم :

      سارة ..؟

      مد سيف الدين يده .. محاولاً .. أن يلمس وجهها ..

      فإنتفضت سارة .. وشهقت.. وقالت وهي ترتجف :

      لماذا .. يا سيف .. لماذا ؟

      فإنهمرت الدموع من عينيها .. وتجمدت قبل أن تغادر وجنتيها ..

      بدأ وجهها بالتشقق والتجمد .. وعرشها يغوص الى الأسفل .. مدت يدها نحو سيف الدين ..

      الذي أخذ يردد كلمة .. " لا " .. بجنون .

    7. #7
      التسجيل
      09-09-2003
      الدولة
      مكة المكرمة - Medical Student
      المشاركات
      18,300
      المواضيع
      643
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      إبداع وروعة ما شاء الله عليك ..
      بس ياخي موضوعك يستحق المميزة .. والمراقبين لهم تقدير لموضوعاتهم ..
      وليس فقط الأعضاء ..
      على كل حال الله يوفقك .. بس ما تزعلش لأننا نقلناه ..
      لأن الصراحة القصة تستاهل المميزة ..
      لكن مدام هذا طلبك وانت المراقب الأول هنا ما نقدر نقول لك شي ....
      .



      للإيميل الرسمي رسالة على الخاص ..
      Out of order since 2005 ..
      Dr. Mustafa, MBBS Intern.

    8. #8
      التسجيل
      29-12-2003
      الدولة
      K.S.A
      المشاركات
      533
      المواضيع
      9
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...


      باختصار ...القصة جدا جميلة ...واستطعت ان تضفي على القصة عنصر التشويق اللامتناهي ...فأحسست وأنا أقرأ القصة ..كأنني أقرأ احد تلك القصص الخيالية الجميلة ...المليئة بالسحر و والجمال...
      اسلوب السرد جدا رائع ...وفي الحقيقة لاأعلم ماهي الكلمة المناسبة لوصف هذي القطعة الفنية الرائعة ....


      واكثر مالفت انتباهي هي أسماء الشخصيات






      لكن مصطفى الله يخليه نقل الموضوع لقسم المواضيع المميزة بدون إستشارتي


      فحاولت أني أمسح واحد من الموضوعين وأترك الثاني وطارت كلها

      التواضع جميل ...ولكن بحدود...فالموضوع بالفعل يستحق المميزة ^_^


      في النهاية اتمنى فعلا ان تقوم بتكملتها بالقريب العاجل ...

      وسلمت اخي على ماخطتة يداك


    9. #9
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      مصطفى .. الله يخليك .. انا مازعلت ابداً .. بس جالس أوضح .. وشكراً على ردك عزيزي .

      little angel .. الله يسلمك أختي .. وانا ما يسعدني الا إن كتاباتي تجد قبول لدى الجميع ..أشكرك على إطرائك

      ومرورك .

    10. #10
      التسجيل
      31-10-2001
      الدولة
      Village of Morons
      المشاركات
      7,400
      المواضيع
      151
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      Thank you for indulging us with such a masterpiece ..

    11. #11
      التسجيل
      23-06-2001
      المشاركات
      1,885
      المواضيع
      120
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration


      ".........."

      لا أعرف ماذا أقول لك بصراحة ..

      أكمل أكمل رعاك الله..


    12. #12
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      Angel

      العفو .. وشكراً على ردك ..

      lucky guy

      لا تقول شي .. ردك يكفي يا مصقع

    13. #13
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration




      تحت سماء الألم إنكسر القمر


























      تلاشى كل شيء من امامه .. في نبضة ..إنتفض سيف الدين بقوة وهو يلتقط انفاسه بصعوبة ..


      إزداد ألم سيف الدين .. وهو يزحف الى الإمام بلا هدى ..


      والصور تتراكم في ذاكرته .. مختلطة بأصوات كثيرة ..


      " .. نعم .. أعدك بذلك يا سارة .. "


      صوت ضحكات بريئة .. ترددت ..ألوان رائعة .. إمتزجت مع تلك الصور..


      وعند تلك الصورة توقف سيف ..في تلك الليلة الممطرة ..


      المناسبة السنوية المعتادة .. مواجهة شريفة بين أقوى أقوياء المدينة ..


      حينما تنازل الخصمان ..من أجلها .. أمام صاحب الشأن والدها ..


      تمرغ وجه سيف الدين في الوحل .. بعد أن ألحق به خصمه ضربة قاصمة ..


      الكل صفق للمنتصر.. وسخر من الخاسر ..بما فيهم والدها ..


      .. عدا سارة .. التي إنقبض قلبها ..


      غادر الجميع .. تبخروا.. بإنتهاء المناسبة ..وبقي سيف الدين مذلولاً .. ملطخاً بالوحل ..


      الذي فشلت في إزالته كتائب المطر الشديدة ..


      مضت الدقائق كالساعات .. وسيف الدين في حالة ضياع تام ..


      الى أن قطع صمته السرمدي ..صوت تلك الخطوات البطيئة ..


      توقف صاحب الخطوات البطيئة بجانب سيف الدين .. الذي رفع رأسه بدوره ..


      ونطق بصوت كسير واهن :


      " .. من .. ؟ "


      وأجاب الرجل الغريب ذو الوشاح الطويل :


      " ..أنا عابر سبيل ..لا تخشى شيئاً يا بني .. "


      نظر سيف الدين الى القمر وقال :


      " .. أنا لا أخشى شيئاً .. ليس بعد اليوم .. "


      برقت عينا الرجل الغريب فقال :


      " .. لماذا اليأس .. في سن الأمل ..يابني.."


      هز سيف الدين رأسه بأسى وقال :


      " .. أي أمل تتحدث عنه .. لقد خسرت كل شيء اليوم .. كرامتي .. رجولتي ..
      أمامها .. وبجانب والدها .. تلاشى كل شيء .."


      إبتسم الرجل الغريب..وأخرج قنينة صغيرة .. بداخلها سائل شفاف ..


      وقال :


      " ..لا حياة مع اليأس يا بني ..هل تريد أن تستعيد كل شيء سلب منك في هذه الليلة .. ؟ "


      إنتفض سيف الدين وقال بتوتر شديد :


      " ..أرجوك أن لا تسخر مني .. لقد خسرت كل شيء الليلة .. "


      وأعاد عليه الرجل الغريب الكلام بنبرة أكثر جدية :


      " هل تريد أن تستعيد كل شيء ..بل دعني أقولها هكذا ..هل تريد كل شيء .."؟


      بدت الحيرة واضحة على وجه سيف الدين المبتل حينما قال :


      " .. كل شيء ..ماذا تقصد .. ؟ "


      اجابه الرجل الغريب قائلاً :


      " .. القوة .. الكرامة .. الإحترام ..السعادة الأبدية .. هل تريدها ؟ .. "


      وكان لوقع هذه الكلمات تأثيراً ساحراً على سيف الدين .. بعد أن هز رأسه بالإيجاب لا شعورياً ..


      مد له الرجل الغريب ..القنينة.. وأمسك بها سيف الدين ..محدقاً بها ..


      وقال الرجل الغريب لسيف الدين :


      غداً .. إذهب الى منتصف الساحة بالمدينة .. وأعلن بإنك تريد منازلة خصمك في قتال حتى الموت ..


      في نفس هذا المكان .. وعند غروب الشمس .. إشرب هذه القنينة كاملة ..


      لن تندم على ذلك يا بني .. أبداً .


      غادر الرجل الغريب .. بخطواته البطيئة .. وإختفى وسط الظلام ..


      قبل الغروب بلحظات .. فكر سيف الدين بما حصل له في الليلة الماضية ..


      وإذا ما كان قراره صحيحاً أم لا بسماع نصيحة ذلك الرجل الغريب ..


      وأمسك بالقنينة .. ورفعها نحو النافذة وتموجت صورة الغروب الجميلة مع محتواها الشفاف ..


      " نعم .. لن أخسر شيئاً .."


      حضر الجميع ..وشهدت المدينة بأكملها .. سيف الدين .. وهو يسحق خصمه بكل سهولة الذي هوى أرضاً


      فتناثرت الدماء من حوله .. رفع سيف الدين يديه بقوة .. مطلقاً صرخة الإنتصار ..


      فحيته المدينة بكاملها .. وإلتمعت عيناه بشكل جنوني ..


      لم يراود سارة شعور مثل هذا من قبل .. حينما صفقت ودموع السعادة تتفجر من عينيها ..


      وشعور بالقلق يتغلغل في قلبها .. من تلك النظرة المجنونة .


      توالت الأيام والليالي ..وسيف الدين يزداد قوة وبأساً ..


      وصدى الخطوات البطيئة يتردد في منتصف كل ليلة ..


      وأصبح لإسم سيف الدين.. " معنى " لدى الجميع ..


      إنضم الى الجيش بعد فترة قصيرة .. وقفز من مركز الى آخر ..


      وعجلة الأيام تدور ..وعين سيف الدين حاكماً على المدينة ..


      ومن شرفة القصر .. وقف سيف الدين .. مطلاً على أهل المدينة وهم يحتفلون به ..


      فتذكر تلك الكلمات .." .. القوة .. الكرامة .. الإحترام ..السعادة الأبدية .. هل تريدها ؟ .. "


      " .. السعادة الأبدية .. "


      نظر الى السماء ولاح له طيفها ..


      وإحتفلت المدينة بزواج الحاكم سيف الدين من سارة ..


      " .. السعادة الأبدية .."


      توالت الصور في ذاكرة سيف الدين ..همسات وقبلات..على نيران الشموع الخجولة ..


      واذا بصرخة حادة مروعة .. تمزق كل الصور .. ماعدا صورة واحدة ..


      تردد صراخ سارة .. في أرجاء القصر وهي تركض خارجة من إحدى الغرف في الدور الأرضي ..


      وأسرعت باكية تصعد الدرج بلا هدى .. هرباً مما رأته في الغرفة ..


      وبعد لحظات قليلة .. لحقها ذلك الشخص وقد غطى نفسه بوشاح أسود ..


      حاولت سارة ان تغلق الباب المؤدي الى سطح القصر عبثاً .. لكن الشخص دفع الباب بقوة رمت بسارة أرضاً ..


      أوصد الشخص الباب بإحكام .. وتقدم نحو سارة التي تحاول الوقوف فقالت وهي ترتجف :


      " .. إبتعد .. لا تقترب مني أرجوك .. "


      حاول الشخص المتوشح بالسواد .. أن ينطق ولكن شيء ما كان يمنعه .. فأشار بيده إليها أن تهدأ ..


      لم تكن سارة في حالة تسمح لها بالهدوء .. حيث نجحت في الوقوف .. وتراجعت الى الخلف لتفكر بطريقة للهروب ..


      " .. سـ .. ســــ....ا ر .. ة .. "


      نطقها بشكل متقطع وخافت .. لم يكن ماقاله واضح لسارة .. التي إستمرت في التراجع الى الخلف ..فقالت بعد أن إستجمعت القليل من الشجاعة :


      " .. أنا زوجة الحاكم سيف الدين .. هل تعلم ماذا سي . . . " توقفت سارة عن الحديث مطلقة شهقة قوية


      بعد أن رمى ذلك الشخص الوشاح الذي كان يتغطى به ..وفي نفس الوقت .. تعثرت بحافة السطح ..


      وقالت وهي تفقد توازنها :


      " سيف " !؟


      حاول سيف الدين أن يمسك بيدها ولكن سيف الوقت سبقه ..


      فهوت سارة .. وتمزقت الصورة الأخيرة ..


      وصدى الخطوات البطيئة .. يتردد من جديد ..


      إمتزجت بأصوات النياح وكلمات العزاء ..


      ورياح باردة .. تخترق جسد سيف الدين وتخمد تلك الشمعة البائسة ..


      وصدى صوت بعيـــد ....صوت لرجل يصرخ من الفزع ..


      " .. هذا ليس بإبني .. إنه إبن الشيطان .. أخرجوه من هنا .. لا أريد رؤيته مرة أخرى .. "


      . . .


      إعتصر سيف الدين التراب بيديه ..وهو يبكي من شدة الأسى ..


      رفع سيف الدين رأسه الى الأمام ..وراوده ألم شديد ..في جميع أجزاء جسده ..


      وأمسك بطنه وهو يصرخ من حدة الألم .. كأن خناجر مسمومة تمزق أمعاءه ..


      فتدفقت دماء غزيرة من فمه ..وصدى الأصوات يتعالى في رأسه ..


      إنهار باكياً .. وهو يضرب الأرض .. بيديه ..


      وبعد أن هدأ قليلاً .. تأمل في الأرض الملطخة بالدماء ..


      فإنفجر ضاحكاً .. بشكل جنوني .. وهو يقول :


      " سعادة أبدية ..أي سعادة تلك بدونك يا سارة .. "


      ثم إنتفض بعد ان ذكر إسم سارة .. فأخذ يتلفت بقلق من حوله ..قائلاً :


      " سارة ..؟ سارة ؟! .. أين ذهبتي يا سارة ؟ "


      إسترسل سيف الدين في السؤال عن سارة وهو يزحف ..


      وقطع صوت تساؤلاته .. خطوات بطيئة .. قادمة من خلفه ..


      فإلتفت نحو مصدرها .. إذا به شيخ .. يمشي ببطئ مستعيناً بعصا خشبية ..


      فنظر إليه سيف الدين بقلق .. ثم سأله عن سارة بطريقة أثارت الشفقة في نفس ذلك الرجل ألذي أجاب :


      " إذاً فقد تذكرت كل شيء .. أيها المسكين .. يبدو أني قدمت متأخراً هذه المرة ..تعال معي يا بني .. لا تخف هيا ..سآخذك الى مكان رائع "


      بدا سيف الدين فرحاً بشكل طفولي وهو يسأله :


      " .. وهل ستكون سارة هناك .. ؟ "


      إبتسم الشيخ بحنان وهو يقاوم دموع الحزن :


      " بكل تأكيد يا بني ..والآن .. هيا بنا .. لنرحل عن هذا المكان الموحش "


      مد الشيخ يده تجاه سيف الدين الذي أمسك بيده .. وغادروا سوية .. الى ذلك المكان الرائع .


















      يتبع في الجزء الثامن والأخير

    14. #14
      التسجيل
      10-02-2001
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      5,379
      المواضيع
      266
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      مكرر . . .
      التعديل الأخير تم بواسطة king_kubaj ; 22-12-2004 الساعة 12:31 PM

    15. #15
      التسجيل
      13-09-2003
      الدولة
      الحجاز
      المشاركات
      1,958
      المواضيع
      28
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: " بلا أثر " Reinvigoration

      مبدع كعادتك اخوي خوباج

      بصراحه رووعه والله وانتظر منك الجزء الاخير والله لايحرمنا من ابداعاتك
      عش وَاقعك ولاتَسَرح مع الخيال.. وإقبال دنياك كماهي..فسوف لايصفو لك فيها صاحب,ولايكمل لك فيها أمر,لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها. من ذا الذي نال في دنياه غايته؟! من ذا الذي عاش فيها ناعم البال؟! وتذكر أنه إذا أشتد الحبل أنقطع,وإذا أظلم الليل أنقشع,وإذا ضاق الأمر إتسع,ولن يغلب عسر يسرين.

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •