نعم أنصحك بالتبرج
جلست أتأمل في قول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – لجابر بن عبد الله: هلا بكراًتلاعبها وتلاعبك وفي رواية تداعبها وتداعبك، ولعل اللفظ الأول وهو(تلاعبها) لميستوقفني لأن الرجل من طبيعته المبادرة والتجديد في المعاشرة الزوجية ولكن الذياستوقفني هو كلمة (تلاعبك) أي بنفس مستوى الرجل من الإقبال والتشويقوالإغراء،
ولعل هذا النص يتعارض مع واقعنا المعاصر وما نعيشه من تخلف فيثقافة المعاشرة الزوجية، ومما دفع كثيراً من الأزواج وأحياناً الزوجات من منطلق (العيب والحياء المزيف ) إلى الخيانة الزوجية.
ولهذا حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – أمته من ذلك فقد روىالطبراني عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله: اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركمواستاكوا وتزينوا وتنظفوا، فإن بنى إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساءهم.
أحببت أن أكتب هذه المقدمة وأنا أدعو الزوجات إلى (التبرج الزوجي) وهو يختلف عن تبرج الجاهلية الأولى والذي حذرنا الله منه، ولكن أريد أن ( تتبرجالزوجة لزوجها، وتستخدم كافة قدراتها الأنثوية من أجل الاستمتاع في الحياة الزوجيةحتى يشبع كل واحد منهما الآخر.
اكتب هذه الكلمات بعد أن انهالت عليَّ رسائل كثيرة عبر البريدالاليكتروني عن شكوى الأزواج والزوجات في علاقتهما الخاصة مع بعضهما البعض، وبعضالمسائل أجيب عليها وأكثرها أحيلها لصديق متخصص في المسائل الجنسية ليجيبهم عليها،ولكن ما لفت نظري في هذه الرسائل شبه ثقافة موجودة عند الرجال بعدم تزين الرجللزوجته والتجمل لها وإشباع رغبتها، بحجة أن هذا يقلل من هيبته، وثقافة تقليدية أخرىمماثلة لديهم هي أنهم عندما تقرب زوجة الرجل إليه وتبدع في ذلك بلباسها وزينتهافإنه يسألها: من أين تعلمت هذه التصرفات؟!
ويشك فيها ويفتح معها ملف تحقيق فتنقلب لحظات السعادة والمتعة إلىشقاء وعذاب، ونسي هذا الرجل أن النبي – صلى الله عليه وسلم – وصف ورغب في من تمتلكصفة وتداعبك وتلاعبك.
فأي جاهلية جنسية نعيشها اليوم وهي البعيدة عن هدي الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم –، وأقول كذلك مما لاحظته من الرسائل ذلك الحياء المزيف عندالمرأة في عدم تبرجها لزوجها والتفنن في إشباع حواسه، بينما هي تتبرج في الخارجتبرج الجاهلية الأولى من غير حياء، فأي تناقض هذا الذي تعيشه غرف نومنا؟، ولهذانلاحظ أسراً مفككة ومهلهلة بسبب عدم الاستقرار الجنسي بين الزوجين.
بعض الرسائل تأتيني من أزواج يطلبون من زوجاتهم أن يتحدثوا معهمبكلام غزلي فيرفضن، والبعض يطلب من زوجته أن ترقص له فترفض، وآخر يطلب منها أن تلبسله لباسا معينا فترفض، وإذا خرج من منزله وقعت عيناه على كل ساقطة ولاقطة ثم نشتكيمن كثرة الخيانة!
وبعض الزوجات يشتكين من روائح أزواجهن الكريهة، والبعض يعاملهازوجها وكأن المعاشرة الزوجية واجب لابد أن يتخلص منه، فتعيش الأسرة في معاناةوالواقع اليوم لا يرحم، كما صرحت بذلك الكاتبة البريطانية ( فيكس وارد ) في تحقيقصحفي كشف التحالفات بين مجلات المرأة ومجلات الجنس بشكل واضح.
كما أن القنوات الفضائية تزيد من شعلة الإثارة وفي مقابل هذا كله ( لا يوجد تبرج زوجي) ولهذا نلاحظ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يبعث عندعودته من السفر من يخبر أهل المدينة بقدومهم ( حتى تمتشط الشعثاء وتستعد المغيبة)،ولقد كان الرسول يوصي أصحابه ألا يدخلوا على أهليهم بليل حتى لا يروهم إلا في أحسنهيئة ومظهر.
كل هذا الفقه العظيم الذي عندنا في التأكيد على ( التبرج الزوجي) بحاجة اليوم إلى أن يظهر من جديد بدءاً من ( تلاعبها وتلاعبك) وانتهاءاً بتلكالنصوص التي ذكرناها، يقول الله تعالى: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن على اعتبار أناللذة مشتركة بين الطرفين.
والغريب في الموضوع كما ذكر د. أحمد الأبيض أن أوروبا لم تكتشف أنالمرأة تلقى لذة إلا في القرن التاسع عشر من قبل دعاة التطوير ( ذكرتها شرادركيلبرت) في كتابها الثورة الثقافية للمرأة.
وأقول ختاماً إن الإسلام هو السباق دائما حتى في الثقافة الجنسية،وأقول للأزواج وللزوجات نعم أنصحك بالتبرج، وأنصح زوجك بالتبرج لك.
مجلة الفرحة - العدد 69 - ص 66





























