ثالثاً : قول السلف :
أيها المسلمون : ومن الآثار التي تدل على تحريم الغناء ما قاله بن مسعود رضي الله عنه : " الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب " [ رواه أبو داود وهو أثر صحيح ] .
وقال بن عمر لقوم مروا به وهم محرمون وفيهم رجل يتغنى : " ألا لا سمع الله لكم ، ألا لا سمع الله لكم " ، وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عمر بن الوليد كتاباً فيه : . . وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام ، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك جمة سوء " [ أخرجه النسائي وأبو نعيم بسند صحيح ] ، وسئل القاسم بن محمد عن الغناء فقال للسائل : " أنهاك عنه وأكرهه لك " قال : أحرام هو ؟ قال : أنظر يا بن أخي إذا ميز الله الحق من الباطل ففي أيهما يجعل الغناء ؟ ، وقال الشعبي : " لُعن المغني والمغنى له " وقال الضحاك : " الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب " ، وقال يزيد بن الوليد : " يا بني أمية ! إياكم والغناء ، فإنه يزيد الشهوة ، ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السَّكَر ، وقال أبو الطيب الطبري : كان أبو حنيفة يكره الغناء ، ويجعل سماعه من الذنوب ، وقال أبو يوسف من الحنفية : " يمنعون من المزامير وضرب العيدان والغناء والصنوج ـ وهو ضرب النحاس بعضه ببعض ـ والطبول . . " وقال في الهداية : " ويمنع من يغني الناس لأنه يجمعهم على كبيرة " ، وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الغناء فقال : " إنما يفعله عندنا الفساق " ، وقال الشافعي رحمه الله : " تركت بالعراق شيئاً أحدثه الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به عن القرآن " والتغبير : هو عبارة عن الضرب بقضيب أو نحوه على جلد يابس ، وإنشاد أشعار ربانية مرققة للقلوب كما يفعله الصوفية ، ومع ذلك وصفهم بالزنادقة ، فكيف لو رأى ما أحدثه الناس في زماننا من الاستماع للغناء الفاحش المصاحب للموسيقى ، والرقص على الدفوف ، والربابات وغيرها من آلات الصد عن ذكر الله وعن القرآن ، بل وحتى عن أعظم أركان الإسلام ألا وهو الصلاة ، كيف لو اطلع رحمه الله على شباب اليوم وهم في غفلة عن الدين وإعراض عن سنة النبي الكريم ، بل واستهزاء بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وإعراض عن ذكر الله ، وسخرية بكلام الله ، وقد كفر الله فاعل ذلك فقال تعالى : " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " وقال الإمام أحمد رحمه الله : " الغناء بدعة ، وكرهه ونهى عنه " وقال : " الغناء ينبت النفاق في القلب " ، وذهب بعض أصحاب الإمام أحمد أن الغناء حرام .
نعم إن الغناء حرام لمن فعله ومن سمعه ومن أعان على سماعه ونشره وبيعه وشرائه ، كيف لو رأى رحمه الله حال كثير من المسلمين اليوم وهم يتراقصون ويترنمون ، فيتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، ويختلط الحابل بالنابل ويتصنعون أعمال هوجاء ، وأفكار غوغاء ، ورقصات غربية وشرقية ، ليست من الدين في شيء ، يستمعون فيها لكل ناعق وناهق ، وينصتون فيها لكلام غير لائق ، يتلذذون على أصوات الفاسقين والفاسقات الذين يصدون عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام الصالحين والعلماء المهديين ، قال بن كثير رحمه الله : " استعمال آلات الطرب والاستماع إليها حرام كما دلت على ذلك الأحاديث النبوية " ، وقال رحمه الله : " وأما اتخاذ الطرب قربة وطريقة ومسلكاً يتوصل به إلى نيل الثواب ، فهو بدعة شنعاء لم يقله أحد من الأنبياء ولا نزل به كتاب من السماء ، وفيه مشابهة بالذين قال الله فيهم : " وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا " ، وقال رحمه الله : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الجرس مزمار الشيطان " [ رواه مسلم ] فإذا كان هذا في الجرس فما ظنك بالدف المصلصل الربابات المتنوعة الأشكال والأصوات ، والعود والكمان والطبل ، وقال أبو بكر الطرطوشي : " وهذا السماع الشيطاني المضاد للسماع الرحماني له في الشرع بضعة عشر اسماً فمنها : اللهو ، واللغو ، والباطل ، والزور ، والمكاء ، والتصدية ، ورقية الشيطان ، وقرآن الشيطان ، ومنبت النفاق في القلب ، والصوت الأحمق ، والصوت الفاجر ، وصوت الشيطان ، ومزمور الشيطان ، والسمود ، قال الشاعر :
أسماؤه دلت على أوصافه *** تباً لذي الأسماء والأوصاف
وقال آخر :
فدع صاحب المزمار والغناء *** وما اختاره عن طاعة الله مذهباً
ودعه يعش في غيه وضلاله *** على تنتنا يحيا ويبعث أشيباً
قال الفضيل بن عياض : الغناء رقية الزنا .
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس : " اعلم أن سماع الغناء يجمع شيئين :
الأول : أن يلهي القلب عن التفكر في عظمة الله سبحانه ، والقيام بخدمته .
الثاني : أنه يميله إلى اللذات العاجلة التي تدعو إلى استيفائها من جميع الشهوات الحسية ، ومعظمها النكاح وليس تمام لذته إلا في المتجددات ، ولا سبيل إلى كثرة المتجددات من الحِلّ ، فلذلك يحث على الزنا ، فبين الزنا والغناء تناسب من جهة أن الغناء لذة الروح ، والزنا أكبر لذات النفس . بل لقد نقل بعض العلماء إجماع أهل العلم على تحريم الغناء .
معاشر المسلمين : ولا يضر من خالف في ذلك من إباحة الغناء والموسيقى الهادئة وما شابه ذلك ، فهم قوم قد ضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل ، فمنهم من اشتبه عليه الأمر ، فعاد بعدما حاد ، فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه بمنه وكرمه ، ومنهم من أباحوا الغناء ، فأطالوا فيه من الغثاء ، فعظم منهم البلاء ، وتبعهم كثير من السفهاء ، مداهنة للحكام ، ورغبة في الحرام ، وحباً في الهيام والغرام ، وقد قال ابن الجوزي : " وإنما رخص في ذلك من قل علمه ، وغلبه هواه " ، وقال سفيان بن عيينه في مثل أولئك العلماء الضُلاَّل : " احذروا فتنة العالم الفاجر ، والعابد الجاهل ، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون " ، وقيل في الأمثال : " إذا زل العالِم زل بزلته عالَم " ، فنسأل الله أن يردهم إلى صوابهم ، وأن يعيدهم إليه عوداً حميداً ، وأن يردهم إليه رداً جميلاً ، فالحق أحق أن يتبع ، والعبرة بما جاء في كتاب ربنا تبارك وتعالى ، وما صح من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وما جاء عن الصحابة والتابعين وأهل العلم العاملين الذين لا يخافون في الله لومة لائم في إحقاق الحق وإبطال الباطل ، قال الطبري : أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء ـ أي تحريمه ـ والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري ، فعليكم معاشر المسلمين بالسواد الأعظم ، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية ، وما أباحه إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري من الغناء ليس هو كالغناء المعهود الآن المثير للنفوس والباعث على الشوق والغرام الملهب لها من وصف الخد والعينين ورشاقة الشفتين ، والتغزل في بنات المسلمين ، فحاشا هذين المذكورين أن يبيحا مثل هذا الغناء الذي هو في غاية الانحطاط ومنتهى الرذيلة ، ويجر إلى العار والفضيحة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً وله عذاب مهين " .
أيها المسلمون : سماع الغناء يصد القلوب عن القرآن ، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان ، فهو قرآن الشيطان ، والحجاب الكثيف عن الرحمن ، وهو رقية اللواط والزنا ، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى ، كاد به الشيطان النفوس المبطلة ، وحسنه لها مكراً منه وغروراً ، وأوحى إليها الشبه الباطلة ، واتخذت لأجله القرآن مهجوراً ، فلو رأيتهم عند سماع الغناء وقد خشعت منهم الأصوات ، وهدأت منهم الحركات ، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه ، وانصبت انصبابة واحدة إليه ، فتمايلوا له كتمايل النشوان ، وتكسروا في حركاتهم كالنسوان ، ويحق لهم ذلك ، فللشيطان قلوب هناك تمزق ، وأثواب تشقق ، وأموال لغير الله تنفق ، حتى إذا عمل فيهم السكر عمله ، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله ، واستفزهم بصوته وحيله ، وأجلب عليهم برجله وخيله ، وخَزَ في صدورهم وخْزَاً ، وأزهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزاً ، فطوراً يجعلهم كالحمير حول المدار ، وتارة كالذباب ترقص حول الأقذار .
فياحسرة على العباد ، تاهوا في كل واد ، والدود لهم بالمرصاد ، وينتظرهم يوم التناد ، فماذا جنى المسلمون من الغناء وعفنه ؟ والرقص وسخفه ؟ يا شماتة أعداء الإسلام بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام ، قضوا حياتهم لذة وطربا ، واتخذوها لهواً ولعباً ، سبحان الله العظيم كيف ترق القلوب لغير ذكر الله ؟ كيف تدمع العيون لغير الخوف من الله ؟ لقد تاهت العقول في زخم الحياة الدنيا ، وضاقت الصدور في خضم الماديات ، وحب الشكليات ، ومشاهدة الفضائيات ، فقل الوازع الديني في القلوب ، وضعف اليقين عند الناس ، فأصبحوا لا يعرفون الحق من الباطل ، ولكن كما قال الله تعالى : " إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " ، لقد صدق فيهم إبليس ظنه فاتبعوه ، وأما طريق الحق فقد ضلوه ، فافتتن بالغناء كثير من المسلمين ، فلم يعودوا لمعرفة الحق قادرين ، ورضوا بالشيطان لهم قرين ، ويوم القيامة يقول لهم : " إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم " ويقول لهم : " إني بريء منكم إني أرى مالا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب " ، ويحذر الله عباده من اتخاذ الشيطان ولياً أو ناصحاً من دون الله فيقول أرحم الراحمين : " أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً "
ولقد أحسن القائل :
تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة *** لكنه إطراق ساه لاه
وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا *** والله ما رقصوا لأجل الله
دف ومزمار ونغمة شادن *** فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثَقُل الكتاب عليهم لما رأوا *** تقييده بأوامر ونواهي
سمعوا له رعداً وبرقاً إذا حوى *** زجراً وتخويفاً بفعل مناهي
عباد الله : المال من وسائل السعادة إذا استغله المسلم في طاعة ربه تبارك وتعالى ، وأنفقه في مرضاته سبحانه ، أما من تخبط في المال ، ولم يهتم به من أي طريق كان ، وفي أي طريق يصرف ، فهذا مستدرج من قبل ربه ، يمهل له ، حتى إذا أخذه لم يفلته ، لأنه ظالم جهول ، ما عرف أن لله في ماله حقاً " وآتوهم من مال الذي آتاكم " فالمال لله ، وهو مستخلفكم فيه ، فينظر كيف تعملون ، وقد توعد الله من أضاع ماله ، في المعصية أو منع منه من يستحقه ، أو صرفه في معصيته سبحانه ، قال تعالى : " يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم " ولما سئل عيسى عليه السلام عن المال قال : [ لاخير فيه ، قيل : ولم يانبي الله ، قال: لأنه يُجمع من غير حِل ، قيل : فإن جُمع من حِل ، قال : لايُؤدي حقه ، قيل: فإن أدى حقه قال : لايسلم صاحبه من الكبر والخُيلاء ، قيل : فإن سلِم ، قال: يُشغله عن ذكر الله ، قيل : فإن لم يُشغله ، قال : يُطيل عليه الحساب يوم القيامة ] ، فتأمل هذه العقبات الخمس وقليل من يتجاوزها سالماً ، وقال صلى الله عليه وسلم : " كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به " [ رواه البخاري ]، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام " [ رواه الترمذي ] ، فأولئك سيسألون عن هذه الأموال من أين اكتسبوها وفيما أنفقوها ، فاحذروا أيها المسلمون من المال الحرام فهو سبب للهلاك والدمار وعدم إجابة الدعاء ، فقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام : " الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنا يستجاب لذلك " [ رواه مسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " [ رواه البخاري ] . ومن وسائل المال الحرام ، من يؤجر محلاً تباع فيه أشرطة الغناء أو أشرطة الفيديو التي تحوي على الغناء ورؤية الراقصين والراقصات ، ومن يبيع آلات الغناء ، ومن يهدي لأحد شريط غناء ، ومن يؤجر مسرحاً أو يبنيه لغرض الغناء أو الرقص . قال ابن عبدالبر : " من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشوة وأخذ الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله " ، ومن استأجر المطربين والمطربات أو أهل الموسيقى كالعود والكمان والربابة وما شابهها فعمله هذا محرم والأجرة التي تأتي من وراء ذلك سحت حرام ، والمال الذي يدفع فيها حرام ، وصاحبه مشترك في الإثم والوزر ، ومتعاون على الإثم والعدوان ، قال ابن المنذر : " أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال النائحة والمغنية ، ولا تجوز الإجارة على شيء من الغناء والنوح " ، واعلم أيها المسلم أن المال الذي دفع فيهم سيسأل عنه صاحبه إذا وضع في حفرته بلا مال ولا جاه ولا ولد ، عند ذلك يأتيه من الله ما كان يستعجله في الدنيا قال صلى الله عليه وسلم : " لن تزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه . . " فياصاحب الغناء أعد لذلك السؤال جواباً ، واحرص على أن يكون الجواب صواباً ، ووالله لن تستطيع إلى ذلك سبيلاً ، لأن الله يقول : "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " فهل أنت من الذين آمنوا ، الذين اتبعوا كلام الله ، واهتدوا بهدي رسول الله ، أم أنت ممن اتبع هواه ، فقذف به في النار على قفاه ، فهي حسبه وغضب عليه مولاه . فأفق من غفلتك ، واستيقظ من رقدتك ، قبل أن يداهمك الموت ويفجأك ، فالله يمهل ولا يهمل .
ومن دعي إلى وليمة أو احتفال وكان هناك أغاني في تلفاز أوغيره ، فحرام عليه أن يجلس في مثل تلك المجالس لأنها مجالس محرمة ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا محاباة في دين الله تعالى ، ولا حياء من طاعة الله سبحانه ، بل الجبن والغبن أن يجلس المسلم في مكان يعصى الله فيه علانية وسراً . فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أنها دقائق وساعات ، وأيام وسنوات ، ثم تقبلون على رب الأرض والسموات ، ووالله إنه سيسألكم عن أموالكم من أين اكتسبتموها ، وفيما أنفقتموها .
أيها المسلمون : الموسيقى أشد تحريماً من الغناء الذي لا يصاحبه موسيقى ، فإن صاحبه موسيقى زاد تحريه ، واشتد تغليظه ، قال ابن تيمية :" مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ، والمعازف هي الملاهي كما ذكر أهل اللغة وهي جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها أي يصوت بها ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً " [ مجموع الفتاوى 11\576 ] ، المعازف هي آلات اللهو كلها ، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك ، ولوكانت حلالاً لما ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم على استحلالها بقوله : ليكونن من أمتى قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " وعلى ذلك فالموسيقى بكل أنواعها وأشكالها ومسمياتها محرمة ولذلك قرنها صلى الله عليه وسلم بالخمر التي هي أم الخبائث وأساس كل شر ، قال صلى الله عليه وسلم : " ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير " [ رواه ابن ماجة وصحح إسناده ابن قيم الجوزية رحمه الله ] [ إغاثة اللهفان 1 \ 277 ] ، كم يسعى المرجفون في الأرض والمنافقون والكفار ، للإطاحة بشباب الإسلام ، ووضع الطعم لهم حتى يقعوا في شباك الأعداء ، ومن أعظم ذلك ما أدخلوه على المسلمين في عقر دراهم ، وفي بيوتهم ، من أسباب سخط الله تعالى ، إنها الموسيقى ، لقد عجزوا من إدخالها إلى بيوت الله تعالى ، لما للمساجد من حرمة عظيمة ، ومكانة كبيرة في قلوب المسلمين ، كيف لا وهي بيوت الله ، والناس جميعاً فيها ضيوف على الرحمن ، فوصل الحال بالأعداء إلى أن يدخلوا الموسيقى إلى بيوت الله ، وبأيدي المسلمين أنفسهم وذلك بتسجيل نغمات موسيقية غنائية في هواتفهم المحمولة أو الجوالة ، وقد جاءت فتوى هيئة كبار العلماء مواكبة للحدث ، فأصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة فتوى بتحريم جميع النغمات الموسيقية الصادرة من الهواتف الجوالة وغيرها ، لما تسببه من بعد عن الله ، وإعراض عن الصلاة ، وإشغال لعباد الله ، وطاعة لأعداء الله ، فاتقوا الله رحمكم الله واعملوا لدار عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .
لاتنسونا من خالص الدعاء