بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت إحدى الفتيات لمجلة الأسرة العدد 97
أنا فتاة أردنية في الربيع السابع عشر من عمري..
أحببت أن أشارك في مجلتكم برسالتي هذه..
والتي أسطر فيها بعض أحوالنا المختلفة عنكم..
معشر دول الخليج ، وما أردت بذلك..
إلا أن تسجدوا لله شكراً على ماحباكم من نعمة..
وأن تطلعوا على حالنا وأمورنا نحن معشر دول الشام..
فإن كثيراً من الناس لا تهمه الخفايا..
بقدر ما تلفت انتباهه السطوح .
قبل أن أبدأ أحب أن أنوه أنني قضيت الأربعة عشر عاماً..
الأولى في المملكة العربية السعودية..
عرفت فيها نماذج مختلفة من الفتيات..
كانت بعضهن نماذج غير منتشرة ولله الحمد..
وإليهن أود أن تصل رسالتي..
كنت في الصف الثالث المتوسط..
عندما كن يقلن لي : أأنت من الأردن ؟
فأجيب : نعم..فيقلن لي : يا لحسن حظك !
الدراسة الجامعية عندكم مختلطة !! ..
كنت حينئذ أجيب أن الدراسة المختلطة..
ليست بالصورة التي يرسمنها في أذهانهن..
بل هي سيئة إلى حد لا يمكنني معه..
إيجاد شبيه له لكي أقربه إلى أذهانهن .
لكن هذه القلة القليلة العابثة لم تكن لتهتم .
وها أنا الآن أتذكرها بعد أن دخلت عامي الأول الجامعي..
في أشهر جامعة في الأردن ( الجامعة الأردنية ) .
وتعلمت في بداياتها أشياء أحب أن أسطرها لكم لعلي أفيد غيري فيما سطرت :
بداية أقول إن من أهم مساوئ الدراسة المختلطة..
هو التنافس بين الفتيات والشباب.. كل منهم يريد..
أن يبرز مهارته ونبوغه للآخر.. فإن لم يستطع..
يستعمل سلاح التعليقات الجارحة التي..
يرتد أمامه كل خجول ومهذب..
لم يعتد على هاتيك الكلمات من الجنس الآخر..
ولذا انخفض مستوى علاماتي بشدة..
فقد كنت أخشى المشاركة أو المناقشة..
أثناء المحاضرة لئلا تطولني ألسنة الشباب خاصة .
وبعد فترة وجدت أنني سوف أكون الخاسرة الوحيدة..
إذا ظللت على هذا المنوال.. فضربت بكلامهم عرض الحائط..
قدر استطاعتي أسوة بالفتيات الآخريات..
ممن وقفن حائرات أمام هذا الوضع الجديد .
إنهم لا يفرقون بيم متبرجة ومحجبة فماذا أفعل لهم إذن ؟
-- وبعد أيام قليلة من دوامي في الجامعة..
اكتشفت أن الشباب لا يكنون ذرة احترام..
لأي فتاة تتنازل وتتحدث معهم .. والفتاة المخدوعة..
تعتقد أنها سلبت لب صديقها بجمالها ورشاقتها..
بينما يضحك هو سراً عليها وعلى غفلتها..
وحمقها كما نعرف جميعاً .
يتبع..