عبر اللاعبون الطرقات متوجهين إلى غرفة تبديل الملابس وإذا بهم يتراجعون عن الدخول الواحد تلو الآخر، وبالنظر في عيني كل منهم اكتشفنا بالإيحاء أن السبب هو الدولاب رقم
(25) الخاص بالدوسري والذي يحفظ بداخله ملابسه الرياضية وأشياء أخرى.. الجميع يتخيل وجوده على نفس المقعد أمام الدولاب الخاص به وراح كل لاعب يتذكر حكاياته وضحكاته التي كانت تجلجل في أرجاء الغرفة.
مع أذان العشاء وفي نفس الغرفة.. قبل أن يخرج اللاعبون من حالة الحزن والصمت راح الجميع بصوت عال يترحم على روحه، والسبب أن الدوسري كان حريصاً على أن يؤم الفريق والجهاز في صلاة العشاء قبل كل تدريب.
تحامل الجميع وخرجوا في اتجاه الملعب لخوض التدريب وعندما وقفوا على حافة الملعب لقراءة الفاتحة على روح زميلهم الدوسري الذي انقطع عن التدريب معهم للأبد راح اللاعب أحمد الدوخي في غيبوبة عقب بكاء شديد الأمر الذي جعل الجهاز الطبي يحمله بعيداً عن الملعب ليتحامل اللاعبون ويبدأوا التدريب بعد محاضرة الجهاز الإداري التي ركزت على الإيمان والتسليم بقضاء الله عز وجل.
* مع نهاية التدريب سألنا إداري الفريق خالد الحبيشي عن الجو الحزين فقال: "إيماننا بالله وقدره سوف يجعل هذا المناخ يتضاءل ويبقى ألم الفراق والذكريات مع كل فرد.
* أما المهاجم الدولي عبدالله الجمعان فقال: "إن هذا التدريب هو الأثقل على نفسي طوال حياتي الكروية فكل جانب من جنبات النادي تذكرني بسعد رحمه الله".
* على مقعد بعيد.. جلس مدرب الفريق باكيتا في صمت عقب التدريب، سألناه عن شعوره فقال: "سعد كان اللاعب المفضل والمقرب إلى نفسي خاصة في الفترة الأخيرة وستبقى صورته كلاعب مبدع وإنسان خلوق عالقة في ذهني طوال عمري".
منقول
