أختنا سامية "وَانْ"
أنا كتبت قصيدة عنونتها "آه يا شعر العرب" حول هذا الموضوع بالذات، أخاطب فيها الشعر العربي وألومه لأنه أصبح "طلاسم" في بعض الأحيان، وتقليدا أعمى للغرب في البعض الآخر... بدعوى الحداثة والتجديد.
وقد أدرجت هذه القصيدة في مشاركة لي وهاأنا أعيدها إدراجها هنا وأرجو أن تقرئيها وتعطي انطباعك فإني والله لا أظن أبدا أنك لا "تفهمي" ما حوت...
آه يا شعر العرب
أيُّها الشعْرُ أَجِبْنِي، ما دَهاكْ !؟
لِمَ غيَّرتَ خُطاكْ ؟
ولماذا صرتَ تَعْدُو
لاهِثًا خلفَ سوَانَا ؟
ولماذا صِرتَ تَلْغُو
خلْفَ أصداءِ سواكْ ؟
أتُرانا، لمْ نعُدْ نملكُ دمْعًا !؟
أم ترانا، لمْ نعد نمْشِي على سقْطِ لِواكْ ؟
نحن بايعنا على شَطْرَيْكَ فرسان السماءِ
وعشقنا في مدى عيْنَيْكَ درب الأنبياءِ
واعْتَنَقْنا وجَعَ العمْرِ لكي نلقى رؤاكْ
فلماذا صرتَ لا تسكنُنا؟
ولماذا صرتَ لا تبزغُ فينا
فلقا حتى نراكْ؟
كنتَ للقلب جناحًا
بأمانينا على الآلام تسمو
كنتَ تشدو مثلما شاء هواكْ
كنتَ إنْ صلَّيتَ يومًا
تُسمعُ الصمَّ دُعاكْ
كنْتَ صُبحًا تَتجلَّى
فيَرَى الأعمى سناكْ
طلع البدرُ عليْنَا
منْ ثنيَّاتِ هُداكْ
آهِ لوْ عُدتَ بِقَلبي
لِبَرَاءَاتِ صِباكْ
قسمًا بالصمتِ في عَيْنَيْكَ أرْقَى
مِنْ مِنَصَّاتِ سِواكْ
لغمستُ العصرَ في ضوءِ ضُحاكْ
وكسوْتُ الأرضَ لونًا مُحْدَثًا
مِنْ مُسيقى غزلتها شفتاكْ
ولهيأتُ مزاميري أغنِّي
ولدوَّخْتُ العفاريتَ بلحْنِي
ولفجَّرتُ لِفنِّي
اِثْنتَيْ عَشْرة عينًا بِعصاكْ
ولأخرجتُ يدِي مُشْرقةً منْ غيرِ سُوءٍ
تتلقَّاهَا يداكْ
آهِ لو تَمنحنِي بعضَ رِضاكْ
آهِ لو تَحْضنُ شكوَايَ وَحُزني مقلتاكْ
آهِ لو تَزرعني
عَبَقًا ملأ ثراكْ