الدين الإسلامي لم يعد صالحا لهذا الزمن..ولا لطبيعة هذا العصر
إن مجرد النظر إلى طبيعة أحكام الشريعة الإسلامية تجعلنا ندرك بأنها شريعة لا يمكن أن تحقق التقدم والازدهار والرقي لأبنائها.. فهي شريعة جامدة لا تقبل التغيير أو التطوير في أحكامها، وهي كذلك ترفض التعايش مع بقية الشعوب والأمم تعايشا سلميا يقوم على المحبة والاحترام المتبادل والتسامح الديني والطائفي.. وبالنظر إلى فتاوى وأحكام السادة رجال وشيوخ الدين، فإننا نستطيع أن نتأكد من صحة ذلك. فأنا شخصيا لست عالم دين أو مفتيا شرعيا حتى أتدخل في تلك الفتاوى والمصادر التي اعتمدت عليها.. لذلك فأنا لا أجد أمامي غير النظر إلى الفتاوى المتاحة لنا من شيوخ الدين المعاصرين.
وبالنظر إلى العقيدة الإسلامية كعقيدة حياتية شاملة للإنسان- على حد زعم رجال الدين- نستطيع أن نستنتج عدم صلاحيتها للعصر الحالي، وعدم قدرتها على جعل الإنسان المسلم إنسانا مقبولا لدى الأمم الأخرى.. ويجب أن نؤكد بأن رجل الدين هو المسئول الأول والأخير عن ذلك الخلل الذي أدى إلى عدم صلاحية هذه الشريعة لهذا الزمن، وذلك من خلال الفتاوى المتطرفة التي جعلت الإنسان المسلم منبوذا لدى الأمم الأخرى بسبب العقلية الرجعية المتزمتة لشيوخ الدين الذين يصرون في كل مناسبة على إظهار هذا الدين على أساس أنه دين يبيح قتل المنتمين إلى الأديان الأخرى واحتقارهم ونبذهم.
وفيما يلي بعض الأمثلة التي تثبت عدم صلاحية الدين الإسلامي لهذا العصر، وعدم إمكانية تطبيقه حسب الرؤية الخاصة بالسادة رجال الدين:
1- الدعوة إلى فرض نظام الجزية على غير المسلمين في الدول الإسلامية، رغم أن الدول الكافرة –حسب وجهة نظر رجل الدين– لا تطلب من المسلمين المقيمين فيها دفع الجزية.
2- عدم الاعتراف بالحكومات الإسلامية الحالية بحجة أنها حكومات لا تقيم نظام الخلافة الراشدة ولا تعمل بمبدأ الشورى، وأنها حكومات موالية للغرب الكافر.
3- الدعوة إلى قتل المرتدين عن الدين الإسلامي وتطبيق حد الردة عليهم.. وهذا الأمر تنفرد به الشريعة الإسلامية دون بقية الشرائع الدينية الأخرى.
4- الدعوة إلى مقاطعة الغرب عسكريا واقتصاديا، رغم أن الدول الغربية هي أساس النهضة المدنية والصناعية الحديثة.. وتلك النهضة يعتمد عليها المسلمون اليوم في شتى المجالات العسكرية والاقتصادية والعلمية والتربوية.
5- الدعوة إلى محاربة الحياة المدنية وكل ما فيها من فنون وموسيقى وسينما ووسائل الترفيه الأخرى التي تعبر عن حضارة الأمم.. وكذلك دعوتهم إلى تحطيم التماثيل والأصنام التابعة للحضارات القديمة بحجة أن التماثيل محرمة في الإسلام.
وبسبب العوامل الخمسة السابقة، فإن الدين الإسلامي يكون غير صالح لهذا الزمن الذي نعيشه.. ولا يصلح أيضا لأن يكون عقيدة دينية حضارية للبشر.. فهو دين هدام ومدمر ووحشي.. ولا يجب القبول به أو تشجيع الناس على اعتناقه أو القيام بدعاية من أجله.. ولا أعتقد أن شخصا حضاريا يمكن أن يقبل بدين من هذا النوع.
المهمة التي تواجه السادة شيوخ الدين:
هناك مهمة يجب على رجل الدين أن يقوم بها في الوقت الراهن، ألا وهي محاولة تطوير الدين الإسلامي وتحديثه لكي يصبح صالحا للتأقلم مع طبيعة هذا العصر وطبيعة الحياة المدنية والحضارية للإنسان، وذلك على افتراض بأن الدين الحالي هو فعلا الدين الإسلامي الصحيح الذي شاء الخالق أن يجعله آخر الأديان السماوية.. وليس دينا محرفا بسبب العقلية المتخلفة والرجعية والمتزمتة للسادة رجال الدين وأهل العلم الشرعي الذين أصدروا الفتاوى الخاصة بالنقاط الخمس السابقة التي جعلت هذا الدين غير صالح لهذا العصر.
وهناك خياران لا ثالث لهما أمام رجل الدين المعاصر:
1- أن يقبل بفكرة تطوير الدين وإزالة فتاوى العقليات الرجعية المتزمتة.
2- أن يرفض الفكرة السابقة رفضا قاطعا.
الحالة التي يجب محاربة الدين فيها:
إذا قبل رجل الدين بالخيار الأول (تطوير الدين)، فلا توجد مشكلة.. ولكن.. إذا وقع اختياره على الخيار الثاني (الرفض)، ففي هذه الحال يجب محاربة الدين لأنه سيكون عدوا للحضارة الإنسانية والحياة المدنية بشكل عام.. ويجب على أفراد المجتمع رفض هذا الدين الذي يرفض شيوخه التطوير لكي يتناسب مع طبيعة هذا العصر.. فالدفاع عن الحضارة المدنية للإنسان أهم ألف مرة من الأديان.. وأهم من الالتزام بفتاوى القوى الرجعية المتطرفة والمتزمتة التي ستتسبب في هلاك الكثيرين وتدمير مستقبل الأمة وجعلها أمة منبوذة لدى بقية الأمم. إن مهمة تحديث الدين هي مسئولية عظيمة تقع على عاتق السادة رجال الدين المعاصرين.. ولا بد لهم من القيام بهذه المهمة بالشكل السليم قبل فوات الأوان.. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد.. والسلام ختام.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة هامة:
إذا قمتم بحذف هذا الموضوع.. فذلك يعني أنكم عاجزون عن الرد عليه.. مع السلامة![]()