أولا: هي انتخابات تجري وفق قانون صنعه المحتل (قانون إدارة
الدولة الموقت)، أي انتخابات وفق قانون لا علاقة لأهل البلد به
إلا أن بعض من ينتسب للبلد وقع عليه مكرها مرغما.
ثانيا: انتخابات يتنازع مشروعيتها طرفان الأول يؤيدها في حين
ينفي المشروعية طرف آخر، والذي يرجح كفة الطرف الأول رمزان
اثنان رمز سياسي (بوش) ورمز ديني (السيستاني) والفريد أنهما
ليسا من أهل العراق، وعلاقتهما بالعراق علاقة منفعة (الأول محتلا)، (والثاني مقيما يجني الخمس).
ثالثا: إنها انتخابات لا يشترط فيها نصاب قانوني، أي لو اشترك
عشرة بالمائة - أو أقل - من عدد الناخبين فهي انتخابات صحيحة
ديمقراطية جدا.
رابعا: وهذه الانتخابات غير مقتصرة علي سكان البلد، بل يحق
التصويت فيها لكل من سكن العراق في زمن ما، حتي الذين نزعت
عنهم الجنسية العراقية وفق القانون العراقي - الذي لا يزال
ساريا حتي يتم إلغاؤه من قبل دولة شرعية ـ، بل يحق لليهود
والإيرانيين المشاركة لأنهم في زمن ما كانوا يقيمون في العراق،
ويحق لمن اكتسب الجنسية الأوروبية والأمريكية وغيرها ممن سبق له حمل الجنسية العراقية المشاركة بل هؤلاء لهم الأولوية في
التصويت، كيف لا وقد اكتسبوا خبرة من خلال التصويت لبوش وبلير ووو، ولا يستبعد أن يشمل حق التصويت كل اليهود لأنهم سبق أن سكن أجدادهم العراق أيام السبي البابلي، والأتراك كونهم كانوا يحكمون العراق أيام الدولة العثمانية، والإيرانيون لحكم
الصفويين للعراق، والبريطانيين لاحتلالهم العراق مطلع القرن
الماضي.
خامسا: بل هي الانتخابات الوحيدة في العالم التي تجري
بالمقلوب ـ وربما انتخابات العالم هي المقلوبة ـــــ، ففي
العالم أولا يتم القيام بالحملة الانتخابية وهي الإعلان عن
المرشحين، وثانيا يتم الاقتراع، وثالثا يتم إعلان النتائج ثم
أخيرا يتم الاعتراف الدولي بها. أما انتخابات العراق فهي: أولا
الاعتراف الدولي بنتائجها (مؤتمر شرم الشيخ ومؤتمرات دول
الجوار) وثانيا تم إعلان النتائج (كما تسربت عن تخصيص المقاعد
لفلان وفلان) ـ وقد نشر الكاتب سمير عبيد مقالا بهذا ـ، وثالثا
سيتم التصويت والذي سيجري وسط حمامات دم كما يتوقع، ورابعا
وأخيرا سيتم الإعلان عن المرشحين وبيان دعاياتهم الانتخابية.
وبين نقطة وأخري مما تقدم سيستنبط القارئ أمورا أخري فريدة
أتركها ليتمتع باكتشافها فلا أثقل المقال بها، وجميع ذلك يدلل
من غير شك أن الانتخابات العراقية الجديدة فريدة من نوعها،
تجري وفق ديمقراطية جديدة مختلفة عن الديمقراطية القديمة في
العالم والتي يبدو أن تلك الديمقراطية أثبتت فشلها فكان لابد
من التجديد فيها والتغيير، وهل يليق بهذا التجديد والتغيير
غير العراق؟!
كاتب من العراق
------------------