اقرأ القصة واسمعها أيضا بصوت الشيخ عمر عبدالكافي حفظه الله وقد أرفقت ملف الصوت بالمرفقات
كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره وكان يحفظ ما يسمع من أول مرة ، وله غلام يحفظ القصيدة من مرتين، وجارية تحفظ القصيدة من ثلاث .. فكان الشاعر يكتب قصيدة طويلة ، يدبجها طول ليلة وليلتين وثلاث فيقول له الخليفة: إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا، وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا فيوافق الشاعرالمسكين ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة .. فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها له، ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم ينادي على الجارية التي قد فتقولها كاملة .. فيشك الشاعر في نفسه ..وهكذا مع كل الشعراء .. فبينما هم كذلك إذا بالأصمعي يقدم عليهم فيشكون إليه حالهم .. فقال: دعوا الأمر لي .. فكتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات .. وتنكر بزي أعرابي وأتى الخليفة ليسمعه شعره، فقال الخليفة: أتعرف الشروط؟ قال: نعم .. قال: قل القصيدة .. فقال :
صوت صفير البلبل هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معا مع زهر لحظ المقلوانت يا سيد لي وسيدي ومولي ليفكم فكم تيمني غزيل عقيقليقطفته من وجنة من لثم ورد الخجلفقال لا لا لا لا لا وقد غدا مهرولوالخوذ مالت طربا من فعل هذا الرجلفولولت وولولت ولي ولي يا ويل ليفقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ ليقالت له حين كذا انهض وجد بالنقلوفتية سقونني قهوة كالعسل ليشممتها بانفي ازكى من القرنفلفي وسط بستان حلي بالزهر والسرور ليوالعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب ليطب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب طب ليوالسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب ليشوى شوى وشاهش على ورق سفرجلوغرد القمري يصيح ملل في مللولو تراني راكبا على حمار اهزليمشي على ثلاثة كمشية العرنجلوالناس ترجم جملي في السوق بالقلقللوالكل كعكع كعكع خلفي ومن حويلليلكن مشيت هاربا من خشية العقنقليالى لقاء ملك معظم مبجليأمر لي بخلعة حمراء كالدم دملياجر فيها ماشيا مبغددا للذيلانا الاديب الالمعي من حي ارض الموصلنظمت قطعا زخرفت يعجز عنها الادب لياقول في مطلعها صوت صفير البلبلفبهت الخليفة .. ولم يستطيع أن يحفظها ،فاستنجد بالغلام فلم يستطع شيئا، فنادى الجارية فعجزت .. عندئذ قال الخليفة أحضر ما كتبته عليها لنعطيك وزنه ذهبا، قال الأصمعي ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود .. فانهار الخليفة وجئ بالعمود فوزن كل ما في الخزنة ... وعندما أراد الخروج .. قال الوزير: يا مولاي إني أشك في أنه الأصمعي. فأوقفه الخليفة، وأمره بإماطة اللثام عن وجهه فإذا هو الأصمعي، فقال له: أعد الأموال يا أصمعي. فقال: لا يا مولاي إلا أن تعاهدني على عدم السخرية من الشعراء .. فقال الخليفة: لك ما أردت. واتفق معه أن يعطي الشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم.
منتظر الردود![]()
![]()