في مدينة ميلانوأثار النحات الايطالي"ماوريسيو كاوتيلا" موجة من السخط والاستهجان بما يصل الي حد الهلع
ما حدث هو أن الفنان المشهور قدم عملا فنيا علي شكل تماثيل أطفال ثلاثة معلقة الي جذوع أشجار
في طريق عام.. ثار السكان وحاولوا جاهدين تفكيك العمل وانزال التماثيل
أصيب أحد الايطاليين بجروح بالغة حين سقط من أعلي الشجرة وهو يحاول ازالة
أحد التماثيل.. وأردفت وكالة الأنباء التي أذاعت الخبر.. أن بلدية المدينة تدخلت لتهدئة ثورة السكان
وازاحة العمل الذي اعترضوا عليه لأن فيه عدم احترام لمشاعر الطفل!
لقد شعرت بالزهو وأنا أسمع الخبر لأنني أعيش علي نفس الكوكب الذي يضم أبناء ايطاليا الكرام
أبناء الغرب عموما كبريطانيا والولايات المتحدة مثلا لا يعلمون عن هذه المشاعر
الرقيقة تجاه بني البشر.. الحنان والعطف حتي علي التماثيل!!
كما شاركت الاخوة مواطني ميلانو الشقيقة سخطهم علي ذلك الفنان وعلي تعذيب التماثيل
بتعليقها كالذبائح علي فروع الأشجار.. فالتماثيل حتي وان كانت من الحجارة أو المعدن أو الخشب أو الطين لها احترامها وجلالها
أليس كذلك أيها الهمج؟
وأعتقد أن سكان بولندا وكوريا الجنوبية واليابان وحتي كوستاريكا يشاركوني نفس المشاعر
اعجابا بآدمية الطلاينة وسكان ميلانو
لكن هاجسا يزعجني فلقد تذكرت أن أولئك السكان وأبناء 32 دولة لهم اخوة وأبناء في العراق
وهو بلد به أيضا أطفال وأشجار
وقد يحدث أن يقوم فنان من الضيوف بتعليق تماثيل حية من لحم ودم.. تماثيل عربية..اناثا وذكورا
.. علي فروع وأسلاك مكهربة..
ويزعجني جدا أن ذلك التعليق قد يؤلم ويمس مشاعر الاخوة الضيوف.. اذ أنهم من أبناء هذه البلاد
صاحبة المشاعر والأحاسيس المرهفة
وتضايقت لأننا نحن العرب قد نكون سببا في جرح أحاسيس الجنود الضيوف
ولي رجاء أن نحترم مشاعر الاخوة المرتزقة.. ونشجعهم علي انزال التماثيل في ميلانو وتعليق البشر في بغداد
وأن نشيد بتلك الرقة المتناهية في سلوكهم المشاعري الجميل.. وأن نرفع لهم القبعات عندما يخلعون لنا الأحذية
(عذرا علي الكلمة)
م ن ق و ل
