بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمر بن الخطاب
سيرته الذاتيه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله
بن قرط القرشي العدوي ، ، لقب بالفاروق لأن الله فرق به
بين الحق والباطل ، ويروى عن أيوب بن موسى أنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه "
. رواه الترمذي وغيره باسناد صحيح . وكنيته
"أبو حفص" والحفص : الأسد ،
كناه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر
كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم :
عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض،
وست من الإناث وهن : حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .
ولد بمكة المكرمة حوالي سنة (40) قبل الهجرة،
ويلتقي نسبه مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في كعب .
اسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة .
قال عمر رضي الله عنه : (خرجت أتعرض لرسول الله ،
فوجدته سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ،
فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن ،
فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش ، قال :
فقرأ { إنَّهٍ لّقّوًلٍ رّسٍولُ كّرٌيمُ <40>
ومّا هٍوّ بٌقّوًلٌ شّاعٌرُ قّلٌيلاْ مَّا تٍؤًمٌنٍونّ } الحاقة ،
فقلت : كاهن ، فقرأ الرسول { ولا بٌقّوًلٌ كّاهٌنُ قّلٌيلاْ مَّا تّذّكَّرٍونّ }
الحاقة 42 ، حتى ختم السورة ،
قال : (فوقع الإسلام في قلبي كل وقع ) . رواه أحمد .
وكان المسلمون مستضعفين فعزوا به، وجاهروا بإسلامهم.
صفاته
كان عمر رضي الله عنه طويلاً جسيماً،
وكان ابيض محمر الشدقين
ثم صار اسمر حنطي اللون بعد عام الرمادة
وكان أصلعا يصبغ بالحناء الأحمر
طويل الشاربين من الجانبين واذا المّه
شي او فكر في شئ بشكل جدّي
أخذ يفتل شاربيه .. قوياً في دينه،
ذا هيبة ظاهرة، شديد الورع، واسع العلم،
طاهر اليد، وكان نقش خاتمه: (كفى بالموت واعظاً يا عمر).
وله من الفضائل والمناقب الشيء الكثير:
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان يَفْرَقُ من عمر) أخرجه أحمد.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر:
((... فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان
سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)). أخرجه البخاري.
بيعة عمر
رغب ابو بكر الصديق رضي الله عنه في شخصية قوية
قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه
نحو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستشار في ذلك
عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا
ومما قاله عثمان بن عفان رضي الله عنه :
( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ،
وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة
وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم،
أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ،
وأوضح سبب اختياره قائلا : (اللهم اني لم أرد
بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت
فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا
فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ).
ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا
: (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟
فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ،
واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا)
فرد المسلمون : (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 هـ ).
قصص عن حياته
وذات مرة وهو سائر وجد الأطفال يلعبون
وكانوا عندما يجدون عمر يقول فتل منهم
أأبكي لكم أمير المؤمنين؟
فيقول يا أمير المؤمنين فيقول
نعم يا بني فيقول له أتق الله فيقول فقهها الصبي ويبكي
وذات مرة وهو عائد الى بيته إذا بامرأة حامل
رأت عمر أمامها من رهبته وخشيته أجهضت ما
في بطنها فبلغ عمر فصعد على المنبر وقال
أيها الناس بينما أنا سائر في الطريق أجهضت
امرأة عندما رأتني هل على غرة؟ قال بعض
الناس يا أمير المؤمنين امرأة تخاف فيسقط
ما في بطنها لا ذنب لك ..لكن عليا يقول
يا أمير المؤمنين إن كانوا قد نصحوك فقد
غشوك ويوم القيامة لن ينفعوك عليك
غرة فدفعها عمر رضي الله عنه وكذلك القتل الخطأ
عليه غرة أو دية
وكان يطرق على زوجات الجنود المتواجدين
في الحرب فيسألهم هل ..
تريدون شيئا من السوق فيجيبوه نعم يا أمير
المؤمنين كذا وكذا فيكتب ويحضره حاملا
على كتفه وظهره وكان يقول أنا أبو العيال حتى يعود
وفي عام 18هـ ـ وهو عام وقع فيه القحط والمجاعة،
وكان يسمى عام الرمادة ـ كان لا يأكل إلا الخبز
والزيت حتى اسود جلده، وهو يقول:
بئس الوالي أنا إذا شبعت وجاع الناس.
مره في عام المجاعه شعر بان امعاءه تضطرب
فخاطب بطنه قائلا
((قرقر ايها البطن او لا تقرقر فوالله لن تذوق
اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين))
ما أروع عدلك يا عمر
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وكان في المجلس
وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر: ما هذا ؟
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال : أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه
حجراً ، وقع على رأسه فمات ...
قال عمر : القصاص
الإعدام .. قرار لم يكتب ..
وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر
عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من
قبيلة شريفة هل هو من أسرة قوية
ما مركزه في المجتمع كل هذا لا يهم عمر
- رضي الله عنه - لأنه لا يحابي
أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله ،
ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض
أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ،
فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ،
ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ
فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ،
ولا خيمته ، ولا داره ، ولا قبيلته
ولا منزله ، فكيف يكفلونه ،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ، ولا على
أرض ، ولا على ناقة ،
إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ومن يشفع عنده ومن
يمكن أن يُفكر في وساطة لديه فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه
وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر
رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس !!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال :
يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل
قال : ولو كان قتلا
قال : أتعرفه
قال : ما أعرفه
قال : كيف تكفله
قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء الله
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !
قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين ..
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه ، ويُودع أطفاله
وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر نادى
في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر
وجلس أمام عمر
قال عمر: أين الرجل
قال : ما أدري يا أمير المؤمنين
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت
الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله ..
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ،
ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ،
وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان ...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون معه ،
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك
قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!
ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل ..
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ
يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك
الفتوحات الإسلامية
وفي المدينة شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغزوات كلها،
وقاد بعض السرايا أميراً عليها، وكان هو وأبو بكر رضي الله
عنهما وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر
وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان
وبنيت في عهده البصرة والكوفة.
وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية الى الشام.
شجاعته
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ،
ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على
لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ،
وكان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ،
قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
" يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا
فجا قط الا سلك فجا غير فجك "000ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن
على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ،
وقال متحديا من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته
فليلقني وراء هذا الوادي 0فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه
انجازاته
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من
الانجازات المهمة000فقد تم للمسلمين فتح العراق
وفارس والشام ومصر ، وانتشر الاسلام
خارج شبه الجزيرةالعربية000 ونظم الخراج
و ديوان الجند واهتم بالقضاء والقضاة000
وهو أول من كتب التاريخ من الهجرة النبوية
000وأول من سمي بأمير المؤمنين
000ولهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال
كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ،
وكانت امامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن
نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم
عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)000
و .وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري ،
وأمر ببناء البصرة والكوفة ، وهو أول من دون الدواوين في الاسلام ،
وهو أول من وسع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأول من اتخذ بيت المال للمسلمين، وأول من جمع الناس
على صلاة التراويح في المسجد النبوي الشريف،
وأول من أنشأ الدواوين وفرض الأعطيات، وغيرها.
وكان رضي الله عنه أول إنسان في التاريخ يعمل السجلات العسكرية
وفاته
توفي عمر رضي الله عنه سنة 23هـ في المدينة المنورة،
بطعنة من أبي لؤلؤة المجوسي في خاصرته، غلام المغيرة بن شعبة الثقفي،
وهو يصلي الفجر فحمل إلى داره وظل ثلاثة أيام،
ثم توفي بعدها ودفن في البقيع،
كان عمر رضي الله عنه يتمنى الشهادة في سبيل الله
ويدعو ربه لينال شرفها :
( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)...
وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد
طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة الثقفي )
عدة طعنات في ظهره أدت الى مماته ليلة الأربعاء لثلاث ليال
بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة...
ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه مجوسي
حمد الله تعالى أن لم يقتله مسلم... ودفن الى
جوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق
في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة
الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة.
رضي الله عنه وأرضاه جعل الخلافة بعده شورى إلى ستة هم:
علي ، عثمان طلحة ، الزبير ، سعد ، عبد الرحمن بن عوف الثقفي .
المراجع
كتاب الاحكام السلطانيه للماوردي
كتاب الاحكام السلطانيه لابي يعلي
تاريخ الإسلام ـ الذهبي 2/253.
الإصابة في تمييز الصحابة ـ ابن حجر 2/518.
تاريخ الخلفاء ـ السيوطي 123
أخوكم
Soe_Lover