الخميس غرة المحرم 1426هـ - 10 فبراير 2005م - العدد 13380 عودة الى محليات رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الرضا بأحداث التفجير في المملكة لون من الخيانة
الرياض - (و. أ. س):
أكد معالي الرئيس العام لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ابراهيم بن عبدالله الغيث حرمة الافساد في الارض وقال ان أحداث التفجير في المملكة العربية السعودية والتي استهدفت معصومي الدم من المسلمين من رجال الامن وغيرهم من المعاهدين والمستأمنين لهي أمر لا يرضاه دين ولا عقل ولا عرف. وأوضح في تصريح له بمناسبة حملة التضامن الوطني ضد الارهاب ان شجب ذلك واستنكاره واجب وأما الرضا به والفرح فهو لون من الوان الخيانة فالنصوص الشرعية متكاثرة في بيان حرمة المسلم وعصمة دمه حيث قال الله تعالى «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما» وقال صلى الله عليه وسلم «اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق» الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
وشدد الشيخ الغيث على أن عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق مما أجمع عليه المسلمون اجماعا قطعيا وهذا مما يعلم من دين الاسلام بالضرورة.
وقال معاليه لا يمكن خرق هذه العصمة ولا تجاوزها بأي نوع من التأولات والتبريرات فقد أبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذه التأولات مع حبيبه أسامة بن زيد حين قتل رجلا تأولا بعد أن سمعه ينطق بالشهادة «أقتلته بعد أن قال لا اله الا الله..» .
وتطرق معاليه الى ما قام به منفذو التفجيرات في هذه البلاد من قتل أنفسهم بتفجيرها وقال هذا داخل في عموم قوله تعالى «ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصيله نارا وكان ذلك على الله يسيرا» وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جنهم خالدا مخالدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا» وهو في البخاري بنحوه.
وقال ان من الانفس المعصومة في الاسلام أنفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين ومن أدخله ولي الامر المسلم بعقد أمان وعهد فان نفسه وماله معصوم فلا يجوز التعرض له ومن قتله فانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «لم يرح رائحة الجنة» وهذا وعيد شديد لمن تعرض للمعاهدين ومعلوم أن أهل الاسلام ذمتهم واحدة فلما أجارت أم هانئ رضي الله عنها رجلا مشركا عام الفتح وأراد بعضهم أن يقتله فذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته فقال صلى الله عليه وسلم «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ» أخرجه البخاري ومسلم.
وبين الرئيس العام لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أن مفاسد هذه الاعمال التي حدثت في المملكة العربية السعودية عظيمة وذات أضرار وبيلة ومنها تفريق للمسلمين وتشتيت لجماعتهم فهذه الاعمال خروج على جماعة المسلمين وامامهم قال تعالى «يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم» وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره الا أن يؤمر بمعصية «رواه البخاري ومسلم وأنها تولد التحزب وتدمر الطاقات وتشتت الجهود وتهدد المكتسبات وتؤخر مسيرة الاصلاح وتخذل الدعوة والدعاة وتفتح أبواب الشر أمام الوان من الصراعات كما أن هذه الاحداث تفضي الى درك سحيق من الفتنة وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال» من حمل السلاح علينا فليس منا «والمحافظة على الامن مسؤولية الجميع حكاما ومحكومين.
ودعا الشيخ الغيث الى الاخذ على أيدي السفهاء والقيام بواجب الاصلاح لكونه المنقذ من عذاب الله واليم عقابه فقد قال سبحانه« وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ». وصلاح بعض الافراد دون القيام بواجب الاصلاح لا يمنع من عقاب الله كما في الحديث الصحيح( أنهلك وفينا الصالحون قال صلى الله عليه وسلم «نعم اذا كثر الخبث »).
http://www.alriyadh.com/2005/02/10/article38027.html