تتجدد هذه الأيام رواية قصة انشاء تمثال الحرية بكل تفصيلاتها
وقد نشرتها صحف أمريكية بمناسبة الاحتفال بمرور مائة سنة علي وفاة أوجست بارثولدي
الذي صمم تمثال الحرية، والذي توجد علي جدرانه قصة التمثال ويقرأها زواره
علي اللوحات المعلقة علي جدران المبني، ومنها أنه كان من المقرر أن يقام في مصر ولكن
الظروف أدت الي انتقاله الي الولايات المتحدة
وعلاقة التمثال بمصر ترجع الي بدايات حياة باراثولدي نفسه الذي كان قد ولد في مدينة كولمار
في فرنسا عام 1834، وذهب في شبابه الي مصر في صحبة الرسام جان ليون جيروم
وأثناء هذه الرحلة الي مصر رسم اسكتش لتمثال عبارة عن فنار كبير يقام عند قناة السويس، ويبلغ حجمه ضعف
حجم أبو الهول، وأطلق عليه اسم مصر، وبدأ اتصالاته مع المسئولين في الحكومة للبدء في اقامة
هذا التمثال، ولكن واجهته صعوبة توفير التمويل اللازم وعجز عن توفير النفقات المطلوبة بالرغم من
تأييد فرديناند ديلسبس صاحب مشروع حفر القناة لفكرة الفنار الذي يضئ قناة السويس.
وفي عام 1871 تقدم أحد الأكاديميين الفرنسيين ويدعي ادوارد لابولاي باقتراح أن يسافر بارثولدي
الي الولايات المتحدة ويبحث هناك عن موقع مناسب لمشروعه في مدينة نيويورك، وبالفعل أبحر
بارثولدي الي هناك، وبمجرد دخوله ميناء نيويورك شعر أنه وجد المكان المناسب، وحسب التعبير
الذي قاله أن التمثال الذي فكرت فيه كان ضخما وكبير الحجم وهو يناسب هذا البلد الذي وجدت فيه كل شئ ضخما وكبيرا.
ووقع اختياره علي جزيرة بيدلو لتكون موقعا لانشاء التمثال ، وأن يكون هذا الموقع هو بوابة الدخول للولايات المتحدة
ومن هنا جاءت فكرة تمثال الحرية، واعتبر رمزا للصداقة الأمريكية الفرنسية
واعتقد ادوارد لابولاي أن الأفكار المشتركة للبلدين يمكن تجسيدها في تمثال ضخم يقدمه شعب فرنسا كهدية الي شعب الولايات المتحدة.
وفي عام 1875 بدأت حملة جمع التبرعات لتمويل التمثال وأن يدفع الأمريكيين تكلفة بناء قاعدة التمثال وموقعه في نيويورك.
وكان بارثولدي قد صنع نموذجا مصغرا لتمثال الحرية يبلغ طوله حوالي مترين، ثم جري بناء تمثال
الحرية الأصلي بحجمه الضخم وتجميع أجزائه في عام 1884
وكتب الأديب الفرنسي المشهور فيكتور هوجو عنه قصيدة شعر يشيد فيها بهذا العمل ودوره في تقوية الروابط بين البلدين
وقد أبحر التمثال الي نيويورك علي متن احدي السفن واستقبلته عند وصوله احتفالات كبري
شملت اطلاق الألعاب النارية يوم 21 مايو 1885 وتم تغطية وجه التمثال دون اظهاره لأحد حتي يوم الاحتفال .
وفي يوم 28 أكتوبر 1886 افتتح الرئيس الأمريكي كروفر كليفلاند الاحتفال بظهور التمثال لأول مرة أمام الناس.
ولعل بعضكم قرأ أو رأي أو حتي سمع عن الدراسة والتقارير الصحفية التي كتبت عن الفكرة
في انشاء تمثال بنفس ضخامة تمثال الحرية علي ضفاف قناة السويس لسيدة القناة وعلي قاعدة
مماثلة لقاعدة تمثال الحرية تكريما لأرواح وجهود أبناء مصر والذين حفروا هذه القناة.
قد يكون نوع من الغيرة أوالشعور بأن هذا التمثال كان من الممكن أن يكون يوما من الأيام مزارا من مزارات مصر اللا محدودة واللا محصورة
تحيااااااااااااتي وسلامي اليكم
أخاكم
شـــ مصري ـــاب