الصديق
إن لفقدان الصديق تلو الصديق ...
لأثرا" كبير يترك في النفس الضيق ...
بعد أن كان يلازمك في كل مضيق ...
يفرح لفرحك و يحزن إن كنت حزين...
يؤنس وحدتك و هو أفضل المسلين ...
سرة سرك و أنت عنده الحميم...
بل و أحيانا" تعتبره أكثر من حبيب...
كالأخوة بينك و بينه رابط عجيب ...
دائما" يكون لك و لجرحك طبيب...
يطفئ في قلبك أي لهيب...
دائما" لقلبك يكون قرب ...
يحلم معك و يصاحبك للأفق البعيد ...
يترك في نفسك من الذكريات العديد ...
يبقى يخصك فعن قلبك ليس بعيد
لنصرتك يهب فهو ليس ببعيد
لو أغضبته يسامح فهو ليس عنيد
يسهر لراحتك فبدونك هو وحيد...
لا يرضى أذيتك فبصداقتك هو جدير...
على حلو و مر هو معك في المسير...
لا يهمه ما يحدث فهو مقدر عند قدير
و له الكثير من المحاسن ليس لها تقدير...
فمالي أرى اليوم الصديق غير جدير...
لا يجمعه إلا المصلحة و مات الضمير ...
لا أدرى أن كان هذا للصداقة مصير...
بئس التفكير لو كان هذا المصير ...
بعد أن كان الصديق لصديقه خليل...
سحقا" لهذا الزمان العين الحقير...
الذي جعل من المصلحة شيء ثمين...
و جعل من الصداقة مجرد تعبير ...
تخرج من الفم لا يراد به أي مصير...
سحقا" لهذه الأيام التي رخصت الضمير ...
ليباع بثمن بخس الصديق...
لذا أوصى بذلك المثل القديم...
بأن اختار الرفيق قبل الطريق...
أسأل الله أن تحسن اختيار الصديق ...
عله يصلح لتلك الطريق...