لندن ـ القدس العربي : اكد مسؤولون عسكريون امريكيون في العراق ان السجون التابعة لقواتهم امتلأت بالمعتقلين العراقيين حيث يحتجزون في مراكز اعتقال لم تعد قادرة علي الاستيعاب او حشروا بها. وقال المسؤولون ان امتلاء السجون الامريكية بالعراق يعكس تغييرا في استراتيجية ادارة الحرب ضد المقاومة العراقية. فقد قامت القوات الامريكية بعملية اعتقالات واسعة قبل ايام من الانتخابات العراقية في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، فيما تم اعتقالات مجموعات من العراقيين في حملات جديدة في المدن السنية في الفلوجة، وسامراء والرمادي والمدن والبلدات المنتشرة حول وادي الفرات جنوب بغداد.
وبحسب الاحصائيات الرسمية الامريكية، فالجيش يحتجز حتي بداية الاسبوع الحالي 8900 معتقل عراقي في السجون العراقية الرئيسية، اي بزيادة الف معتقل عن الشهر الماضي. ويبلغ عدد المعتقلين في سجن ابو غريب الذي شهد العام الماضي اسوأ فضيحة عن ممارسات الجنود الامريكيين ضد العراقيين حيث انتشرت صور الانتهاكات في كل انحاء العالم، 3160 اي بنسبة اكبر عن العدد الذي يستوعبه السجن وهي 2500 جندي، اما اكبر سجن للاعتقال فهو معسكر بوكا في جنوب العراق حيث يصل عدد المعتقلين الي 5640، ويحتجز الجيش الامريكي الرئيس العراقي صدام حسين واركان نظامه في معسكر غروبر قرب مطار بغداد الدولي.
وقال كولونيل في الجيش الامريكي ان السجون الكبري لم تعد تستوعب، حيث يقول ان زيادة اعداد المعتقلين يعتبر تحديا للقيادة العسكرية، ففضيحة ابو غريب اظهرت كيف ان الجيش اعتمد علي محققين ومترجمين لم يكونوا مؤهلين. وعليه فالجيش مطالب بالاعتماد علي محققين فاعلين ومسؤولي استخبارات لديهم القدرة علي ادارة جلسات التحقيق. وبحسب مسؤول في مؤسسة راند الامريكية التي تعاونت مع الادارة في العراق فان غياب الكفاءات في التحقيق وادارة المعتقلات، يعني احتجاز الابرياء في السجون، مما يجعلهم هدفا جيدا للتجنيد في صفوف المقاومة، وقد يحملون السلاح بعد خروجهم من المعتقل.
وقال تقرير في صحيفة نيويورك تايمز ان الجيش الامريكي ومنذ احتلال العراق في نيسان (ابريل) 2003 وهو يحاول انشاء نظام للتحكم في السجون والمعتقلين في الوقت الذي كان يواجه فيه مقاومة مصممة وقادرة علي ادارة العمليات، الا ان زيادة اعداد المعتقلين يشكل عقبة كبيرة امام الجيش.
وقالت الصحيفة انه في احد الصباحات، قام الجيش بانزال خمسين معتقلا مكممين وبالاصفاد جري اعتقالهم في تكريت، بعضهم كان بالقميص او العباءة وبعضهم كان حافي القدمين.
ويتخذ الامريكيون اجراءات امنية مشددة، حيث يتم وضع المعتقلين اولا في مركز مكتوب عليه ليس موقعاً للسيارات: مركز انزال المعتقلين ، وبعد ذلك يطلب من المعتقلين الجلوس علي الارض قبل ان يتم تصنيفهم، وبعد ذلك يطلب منهم وضع ملابس السجن البرتقالية، وهي الملابس التي يلبسها المعتقلون في معسكر غوانتانامو في كوبا. ويلاحظ وجود حافلات صغيرة تجلب عائلات لزيارة المعتقلين، حيث تحمل الامهات الاطفال معهن. ويشكو عدد من الجنود من بعدم وجود عدد كاف لحراسة السجون، فيما تم نقل عدد من افراد كتيبة المدرعات للعمل في الحراسات. ويقول مسؤول في الجيش ان هؤلاء الجنود الذين تحولوا لاعمال الشرطة في السجن دربوا علي القيام بمهام الحراسة. ويدافع الامريكيون عن ازدحام السجون، حيث يقول لا يوجد خطر جدي من ازدحام السجون ، ففي ابو غريب اقام الجيش مناطق جديدة للاعتقال، كما زاد من نسبة الجنود الذين يحرسون المعتقل.
ومن اجل زيادة عدد الحنود، فالقادة عادة يتخذون قرارات غير مرضية مثل الغاء زيارات العائلات للمعتقلين. ومنذ اندلاع فضيحة ابو غريب في ايار (مايو) العام الماضي، قام الجيش ببعض الاجراءات حيث اضافوا وحدات قالوا ان وضعها احسن للاحتجاز والتحقيق. وسجلت في الشهر الماضي انتفاضة في معسكر بوكا حيث قتل بعض المعتقلين الذين شاركوا في مظاهرة احتجاج، وجرح اخرون وقال المسؤولون الامريكيون انهم فتحوا تحقيقا بالامر. وتأتي تصريحات مسؤولي السجون الامريكيين، بعد ايام من اعلان الجنرال جون ابي زيد عن تراجع في قدرات المقاومة العراقية. وتصريحات عن المصاعب التي يواجهها الجيش الامريكي لتجنيد متطوعين لارسالهم للعراق.
