((( يحبهم ويحبونه !! )))
يحبهم هذا عجيب ، لأنه غني عنهم ، وهم فقراء إليه ولا يعتمد عليهم ويعتمدون عليه ، ولا يطلب شيئا منهم وهم يطلبونه في كل شيء !! وعجيب أن يحبهم وهم مخلوقون وهو الذي خلق ومرزوقون وهو الذي رزق !!ويحبونه ليس بعجيب ، لأنه أعطاهم القلوب والأسماع والأبصار وسخّر لهم الشمس والقمر والليل والنهار ولو قال : يحبهم ، وسكت .. لتوهم منهم الجفاءولو قال : يحبونه ، وسكت ، لقيل ليس لهم عنده احتفاء فلما قاليحبهم ويحبونه ) .. تم الوداد والصفاء ..
((( كن قارئا ناقدا )))
كثير من سير الرجال التي نقرأها تحتاج إلى تمحيص .. ففي بعض الكتب من مدح السلف بالجوع المفرط ، وترك الزواج والانقطاع في البيت حتى عن صلاة الجماعة وعدم التفرغ لنظافة الجسم إلى غير تلك الأوصافوهذه الأمور خلاف الشرع والسنة .. ومثل قولهم أيضا : قتل الحجاج مائة ألف نفس ، وهذا بعيد ، فكم سكان الكوفة أو العراق في ذلك الحين !! ومن أحصى هؤلاء القتلى ، ولماذا قتلوا ، وهذا ليس دفاعا عن الحجاج ، وإنما للحقيقة .. فالنفوس مولعة بالعجائب والغرائب ، فتحب التهويل في النقل وتنسى التحقيق والتمحيص ..
((( واصبر نفسك )))
إذا رأيت خدّام الدنيا يلوحون بالدنانير الملس ويتهافتون كالذئاب .. فاصبر نفسك .. وإذا دعاك الناكثون في السهرات ، الغافلون في الخلوات المتثاقلون عن الطاعة ، المتفلتون عن صلاة الجماعة فاصبر نفسك ..إذا سمعت نغمة أهل الوتر ، وصولة أهل البطر وجموح المترفين .. فاصبر نفسك ..عندنا خير مما عندهم .. حياتنا جد ، وحياتهم هزلولايتهم في اضطراب وولايتنا لا تقبل العزل ..كلما كدنا نرضخ ، صاح النذير : واصبر نفسك ..
((( اطرد الفراغ )))
يوم تجد في حياتك فراغا فتهيأ حينها للهم والغم والفزع لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة .. فيجعلك في أمر مريج .. ونصيحتي لك : أن تذبح الفراغ بسكين العمل ، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة ، انظر إلى الفلاحين ، والخبازين والبنائين يغردون بالأناشيد في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك !!إذا قم الآن صل أو اقرأ ، أو طالع أو اكتب أو رتب مكتبتك أو اصلح بيتك أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ ..
((( فكر واشكر )))
صحة في بدن .. أمن في وطن .. غذاء وكساء .. هواء وماء .. لديك الدنيا وأنت ماتشعر .. عندك عينان ولسان وشفتان ويدان ورجلان .. هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك وقد بترت أقدام ! أو تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير ! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي والماء البارد ، وهناك من عكر عليه الطعام والشراب بأمراض وأسقام .. تأمل في جلدك وقد نجاك خالقك من البرص والجذام .. والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون .. إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة ولكنك لا تدري .. تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود .. تنزعج من خسارة مالية وعندك قناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم ..( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها )
((( الحاســد )))
لو قدمت له حذاءه ، وأحضرت له طعامه ، وناولته شرابه وألبسته ثوبه وهيأت له وضوءه ، وفرشت له بساطه وكنست له بيته فإنك لاتزال عدوه أبدا !!! أحسن أيامه يوم تمرض !! أجمل لياليه يوم تفتقر ، أحب ساعاته يوم يراك مهموما مغموما حزينا منكسرا !! وأتعس لحظاته إذا علوت وارتقيت !!! ضحكك بكاء له .. وعيدك مأتم له .. يصدق من يسبكويحب من يبغضك ويقرب من يعاديك ..لأن سبب العداوة لا زال فيك ، وهو فضلك أو علمك أو مالك أو منصبك أو مواهبك .. أنت الذي أمرضه وأسقمه ، وأنت الذي أسهره وأضناه ويكفيك ماهو فيه من غصص ، ومايعايشه من آلام ..
((( خاطرة )))
لا تيأس من قساوة قلبك .. فعسى أن يلين مع مداومة الذكر وأن تصبحه وتمسيه بالأوراد ، وأن تشن عليه غارات من الدعاء في السحر ، وأن تستعين في الغدوة والروحة بآيات من كتاب الله فلعل آية منه تقع موقعها فتداوي جراح هذا القلب وتخرج صدأه ، وتزيل علته ..((( فائدة )))سأل بعض الزهاد شابا : هل تحفظ القرآن ؟قال : لا ..فقال الزاهد: فكيف تتغنى ، وكيف تترنم ، وكيف تعرف ربك ؟؟!!
((( فبذلك فليفرحوا )))
لا تفرح بالمنصب .. فإن ضريبته جهد ، وعرق ، وتنازل وعناء ، ومداراة ..لا تفرح بالمال .. فحلاله حساب ، وحرامه عقاب ..لا تفرح بالأصحاب .. فهم إخوان الرخاء ، أصدقاء العلانية أعداء السر ..لاتفرح بالدور ولا القصور .. فإنها مسكن أيام ودار أحلام ..لكن افرح بتمريغ الجبين على الطين لرب العالمين .. واسكب الدموع في خشوع إذا تذكرت المآب والرجوع .. وتلاوة القرآن والتلذذ بكلام الرحمن .. والمسارعة للصف الأول في الوقت الاول ..الشبع والسمن والقوة والجمال والمتعة والراحة ،،،، إذا لم تكن عونا على الطاعة فهي أسباب للردى وطرق إلى الهلاك .. وسلم إلى الهاوية ..
((( كيف تواجه النقد )))
إن الجالس على الأرض لا يسقط .. والناس لا يرفسون كلبا ميتا .. لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما أو أدبا ، أو مالا ، فأنت عندهم مذنب لاتوبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك .. وتبقى بليدا غبيا صفرا محطما .. إذا .. فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم ، وكن كالصخرة الصامته المهيبة تنكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء .. إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم ، لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ( قل موتوا بغيظكم )إذا كنت تريد أن تكون مقبولا عند الجميع ، محبوبا لدى الكل سليما من العيوب ..
فاعلم أنك قد طلبت مستحيلا ..