عامان على الإرهاب في السعودية
أكثر من مليوني ريال و6 سيارات مفخخة و585 «آر بي جي» و223 ألف طلقة و24 طن متفجرات
الرياض: منيف الصفوقي
بحلول هذا اليوم يكون قد مر عامان على انطلاق الأعمال الإرهابية في السعودية، ففي 18 مارس (آذار) 2003 انفجرت في منزل بحي الجزيرة شرق الرياض عبوة ناسفة أعدها فهد الصاعدي لتبدأ بعدها حملة من الأعمال الإرهابية طالت مختلف مناطق المملكة.
«الشرق الأوسط» رصدت المضبوطات خلال الفترة بين بداية الأحداث الإرهابية وآخر إعلان لوزارة الداخلية، حيث فاق إجمالي المضبوطات التي تمكنت سلطات الأمن السعودية من العثور عليها بحوزة المجموعات الإرهابية خلال المداهمات، 64 مسدسا و553 رشاشا و235 قنبلة و21 حزاما ناسفا و24585.4 كيلوغرام من المتفجرات و223622 طلقة نارية و10 بنادق و523 مخزن ذخيرة وأكثر من 60 هاتفا جوالاً وما يزيد عن 55 جهاز كومبيوتر وأكثر من 538 صاعق تفجير و7 سيوف و716 شريط فيديو وممغنط و9 كاميرات و144 سترة واقية من الرصاص و6 سيارات و564 كبسولة تفجير ومعملا واحداً للمتفجرات وعددا من موازين المتفجرات وكميات غير محددة من المجوهرات و164 ختما لدوائر حكومية و985 جهاز ماجلان لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية و355 قذيفة «آر بي جي» و230 قاذفة «آر بي جي» وطابعتان و4 ماسحات ضوئية ولاقط مكالمات و3 أسطوانات غاز وماكينة رش طلاء واحدة و4 صواريخ و26 جهاز إرسال لاسلكي من نوع كينوود و2113232 ريالا.
بدأت المضبوطات بالظهور في 18 مارس 2003 بانفجار العبوة في حي الجزيرة. ولم يكن وقتها يعتقد أن هذه المضبوطات تعود إلى مجموعات تعد لشن هجمات إرهابية في الداخل. أما المضبوطات التالية فوجدت في منزل في المدينة المنورة كان يتحصن فيه منظرو الإرهاب علي الخضير وأحمد الخالدي في 25 مايو (أيار) 2003، حيث عثر على أسلحة آلية وطلقات نارية ومتفجرات.
وفي اليوم التالي ألقي القبض على ناصر الفهد ومجموعة من الإرهابيين وضبطت بحوزتهم ذات الأشياء، إضافة إلى مبالغ مالية ومنشورات تحريضية. كما أوقفت سيارة في ذلك اليوم تبين أنها تحوي العديد من الأسلحة والأموال والمجوهرات، كما كانت بداخلها امرأتان مغربيتان وثالثة سورية ادعين أنهن زوجات لمطلوبين مدرجين ضمن قائمة الـ19 التي كانت أعلنت في 7 مايو 2003.
وفي 14 يونيو (حزيران) 2003 داهمت قوات الأمن شقة سكنية في حي العطاس في مكة المكرمة وتمكنت من القبض على 5 أشخاص، تشاديين ومصري وسعودي وآخر مجهول الهوية، وضبطت بحوزتهم أسلحة آلية وسواطير ومواد تستخدم في صناعة المتفجرات وأجهزة اتصال إضافة إلى 72 قنبلة.
وفي الأول من يوليو (تموز) 2003 ألقى الأمن السعودي القبض على المطلوب ظافر الشهري في مركز السرح في النماص (جنوب)، وعثر على 4 كيلوغرامات من المتفجرات و50 رشاشا وبارودا وهويات مزورة. وفي الخامس من الشهر ذاته قتل تركي الدندني وعبد الرحمن جبارة المدرجان ضمن قائمة المطلوبين الـ19، إضافة إلى اثنين آخرين في الصوير في منطقة الجوف (شمال)، وعثر بحوزتهم على مبلغ مالي تجاوز 135 ألف ريال وهويات ووثائق مزورة وهواتف وذخيرة وأسلحة وملابس نسائية وغيرها من المضبوطات.
وفي 21 يوليو 2003 أعلن عن إحباط عمليات إرهابية عقب مداهمات شملت الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية، حيث عثر على أكثر من 20 طنا من المتفجرات وأسلحة وذخيرة وهويات مزورة ومناظير ليلية وصناديق تبرعات ودراجات نارية وسيارات مفخخة.
وفي 28 من الشهر ذاته ضبط الأمن كميات بسيطة من الأسلحة الخفيفة والمعدات التي كان يستخدمها الإرهابيون، وذلك بعد مواجهة مع إرهابيين في بلدة غضي في القصيم، نجم عنها مقتل 6، منهم بينهم المطلوب أحمد الدخيل، واعتقال 4 من المتسترين على الإرهابيين.
وفي 11 أغسطس (آب) 2003، عثر على 91 سترة واقية من الرصاص وقنابل وقذائف «آر بي جي» وأجهزة ماجلان ومبالغ مالية ضئيلة. كما تم ضبط سيارة تويوتا هايلوكس معدة للتفجير بواسطة مادة «آر دي اكس»، وكاميرات مراقبة وطابعتين و333 ماسحة ضوء وساعات مفخخة و170 قذيفة «آر بي جي» و199 عبوة دافعة للقذائف في سيارة خاصة بحمل السيارات المتعطلة، في القنفذة، وهي في طريقها من جازان (جنوب) إلى مكة المكرمة. وفي قرية الكربوس في الجنوب ضبطت أسلحة ومتفجرات وقذائف «آر بي جي» وأجهزة اتصال لاسلكي. وفي قرية الزيمة في مكة المكرمة عثر على كميات من الأسلحة والذخيرة المدفونة.
وفي 24 سبتمبر (أيلول) 2003 قتل المطلوب سلطان جبران القحطاني واثنان آخران في عملية اقتحام بعد محاصرة في مستشفى الملك فهد في جازان، وعثر بحوزتهم على كميات من الأسلحة الخفيفة والذخيرة والأقراص الممغنطة وملابس نسائية وأجهزة اتصال محمولة.
وفي 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2003 داهم الأمن السعودي مزارع في المليداء شمال القصيم، حيث عثر على كميات من المواد التي تدخل في صناعة المتفجرات في سيارة لمطلوبين فروا من مكان الحادث. وعثر في مناطق متفرقة في السعودية منها شبرا في الرياض وتمير في المجمعة وبريد الحيا في مكة المكرمة ولبخة في شقراء وجدة والبكيرية في القصيم في العاشر من الشهر ذاته، على مواد شديدة الانفجار من نوع «آر دي اكس» و«سي فور» وخلائط أخرى، إضافة إلى ذخيرة حية وأجهزة اتصال لاسلكي ونشرات تتضمن معلومات حول إعداد المتفجرات والقنابل وأسلحة خفيفة وأقراص مدمجة ومعدات تفجير عن بعد.
وفي 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) تم ضبط سيارة من نوع وانيت محملة بـ1267 كيلوغراما من المتفجرات، مضافة إليها 3 اسطوانات غاز وأجزاء صلبة وحديد وقذائف «آر بي جي» و1341 طلقة نارية. كما عثر على ماكينة طلاء سيارات موهت بها السيارة المفخخة التي جعلت مشابهة لسيارات الجيش.
أما في 29 يناير (كانون الثاني) 2004 فالقي القبض على المطلوب خالد الفراج في حي السعادة في الرياض، الذي توجهت منه قوات الأمن إلى حي السلي، حيث ضبطت سيارة نيسان داتسون مفخخة بالكامل، إذ جرى تحميلها بمجموعة من المتفجرات وأسلحة آلية خفيفة و40 كبسولة تفجير وقاذفات «آر بي جي» وقنابل يدوية و25 صندوق ذخيرة و21 حزاما ناسفا وهواتف وأجهزة إرسال لاسلكية وأسلحة بيضاء وملابس عسكرية متنوعة.
وجاء مقتل خالد حاج قائد التنظيم في 14 فبراير (شباط) 2004 في حي النسيم شرق الرياض، ليعثر بحوزته على مبلغ 516000 ريال إضافة إلى 6 قنابل ورشاشين وثلاثة مسدسات وعشرة مخازن ذخيرة.
وعقب مواجهة الفيحاء في 12 ابريل (نيسان) 2004، عثر في المنزل الذي كان يختبئ فيه الإرهابيون على أجزاء من سيارة مفخخة مبلغ عنها، إضافة إلى ماكينة طلاء سيارات وملابس نسائية وأجهزة اتصال وغيرها من المعدات والأسلحة الخفيفة. وفي 28 من الشهر ذاته، وجد الأمن السيارة مفخخة ومعدة للتفجير بعد أن وضع فيها 1300 كيلوغرام من المتفجرات إضافة إلى سيارتين من نوع «جي ام سي» مفخختين بـ2827 كيلوغراما من المتفجرات.
وفي 20 مايو 2004، تم تطويق 5 من المطلوبين في إحدى الاستراحات في خضيراء التابعة لبريدة، حيث عثر على سيارتين استخدمتا في هجمات على الأمن السعودي، إضافة إلى أحواض حديدية لتحميل الشاحنات بالمتفجرات، مع كميات من المتفجرات ومواد تدخل في تصنيعها وخلاط كبير للمتفجرات ومبلغ 19320 ريالا وأسلحة متنوعة.
وفي 18 يونيو 2004 تمكن رجال الأمن من قتل عبد العزيز المقرن، قائد تنظيم «القاعدة» في السعودية والخليج، إضافة إلى فيصل الدخيل المدرج ضمن قائمة المطلوبين الـ26. كما قتل اثنان آخران رفقة المقرن، وضبطت في تلك العملية 3 سيارات استخدمت احداها في قتل المصور الايرلندي سيمون كامبرز وإصابة زميلة الصحافي البريطاني فرانك غاردنر في 6 يونيو 2004 .
ومن ضمن المضبوطات مبلغ 132800 ريال و2900 دولار وكميات كبيرة من أشرطة الكومبيوتر و32 قنبلة ورشاشات ومسدسات وذخيرة.
وعثر في منزل آخر في حي الملك فهد اختبأ فيه المطلوب صالح العوفي في 20 يوليو 2004، على أجهزة كومبيوتر ومعدات تزوير وثائق وهويات شخصية، إضافة إلى معدات طبية ومواد متفجرة زنتها 210 كيلوغرامات وفتائل تفجير وعناصر تصنيع قنابل و350 كبسولة تفجير كهربائية ورشاشات وأسلحة نارية و14 ألف طلقة ومبلغ 34616 ريالا ووثائق مزورة و24 قنبلة وكاميرات تصوير وأجهزة اتصال منوعة وأغلال ومولد كهربائي.
وفي 30 يوليو 2004 داهم الأمن السعودي مقيما في مدينة الرياض وضبط بحوزته قاذفتي «آر بي جي» و9 قوالب شديدة الانفجار و4 قنابل يدوية ورشاش كلاشينكوف وأكثر من 1000 طلقة إضافة إلى وثائق مزورة ووسائط إلكترونية.
وفي 5 أغسطس 2004 القي القبض على المطلوب وأحد منظري التنظيم الإرهابي فارس آل شويل الزهراني وزميله له في جنوب السعودية، وعثر بحوزتهما على أسلحة ومتفجرات معدة للاستخدام لم تبين وزارة الداخلية عددها أو أنواعها.
وطارد الأمن في 2 سبتمبر 2004 في الرياض سيارة تقل مطلوبين وامرأتين وبعد تفتيش المنزل الذي غادرته السيارة عثر على رشاش كلاشينكوف و6 مخازن و2365 طلقة رشاش و49 طلقة شوزن و50 طلقة مسدس وقاذف «آر بي جي» واحد وقنبلة شديدة الانفجار و61 قنبلة كوع و18 كيلوغراما من مادة الكبريت و6 قوالب شديدة الانفجار من مادة «سي فور» زنتها 6 كيلوغرامات و22 كيلوغراما من البارود و4 جوالات ومولدين للكهرباء وميزان عادي وجهاز أيكوم وجهاز ماجلان و4 عبوات لإجراء محاليل كيميائية، إلى جانب مبلغ مالي قدره 21940 ريالا.
أما في 31 أكتوبر 2004 فقد أسفرت متابعة السلطات الأمنية لأحد المنتمين للمجموعات الإرهابية عن ضبط أسلحة ومتفجرات في منزله بمدينة الرياض، حيث وجدت قوات الأمن 20 كبسولة تفجير كهربائية وقاذفتي «آر بي جي» و33 مقذوفا و14 فيوز قنابل و23 قنبلة يدوية شديدة التفجير ورشاشا واحداً من نوع كلاشينكوف ومخازن ذخيرة ومسدسا و300 طلقة وبندقية مع 600 طلقة وهواتف جوالة وآلات تصوير وكومبيوترات ووسائط إلكترونية. كما تمت مداهمة موقع آخر في اليوم ذاته ضبط فيه رشاش مع ذخيرته وأجهزة اتصال ووثائق وعملات مالية متنوعة.
وفي 3 نوفمبر 2004 ألقت قوات الأمن القبض على إرهابي وعثرت بحوزته على مسدس وقنبلة يدوية شديدة التفجير.
أما في التاسع من الشهر نفسه فتم رصد 4 إرهابيين آخرين في جدة، وبعد مداهمة منزلهم الواقع في حي الجامعة، ضبطت بحوزتهم أسلحة رشاشة كثيرة وعدد كبير من القنابل اليدوية وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة ومضبوطات أخرى لم تحددها وزارة الداخلية.
وشهدت منطقة القصيم مداهمة منزل سكني في حي القادسية في مدينة بريدة في 16 نوفمبر 2004، عثر الأمن فيه على أسلحة رشاشة ومسدسات وقنابل أنبوبية وكميات من الذخيرة المتنوعة والكومبيوترات والهواتف الجوالة ووثائق مختلفة، إضافة إلى مبلغ 38 ألف ريال.
وفي 28 ديسمبر 2004 تمكن الأمن السعودي من قتل المطلوب سلطان بن بجاد العتيبي، في حي الديرة وسط العاصمة، وعثر معه بدون تحديد تفصيل الموجودات على أسلحة رشاشة وذخائر وقنابل ومتفجرات وكومبيوترات ومبالغ مالية ووثائق مزورة.
وكانت وزارة الداخلية قالت في ورقة عمل قدمتها للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض في 5 فبراير 2005، إنه تم ضبط 14.8 مليون قطعة ذخيرة و16.3 ألف سلاح و240 قنبلة و1282 كيلوغراماً من المتفجرات بين عامي 2000 و2004 أغلبها عثر عليه في المنطقة الجنوبية للمملكة.
وأرجعت السعودية أسباب تعرضها لحملات تهريب الأسلحة إلى المساحة الكبيرة للبلاد وتنوع تضاريسها حيث تزيد حدودها البرية عن 4500 كيلومتر مع سبع دول، في حين تشترك بحريا مع عشر دول، إضافة إلى أنها حلقة وصل ومرور بين دول عديدة مما جعلها بيئة مناسبة للعمل الإرهابي.
وذكر مدير الشركة السعودية المتقدمة للمتفجرات اللواء الدكتور محمد الجهني، لـ«الشرق الأوسط»، أن المواد المتفجرة التي تم ضبطها تقسم إلى قسمين: مواد للاستخدام العسكري، وهي «سي فور» و«آر دي اكس»، ومواد مثل مادة الامونيتال تستخدم مدنياً وخصوصا في مجال تسميد الأراضي الزراعية. وأشار إلى أن مادة «سي فور»، هي الأشد تدميرا، تليها مادة «آر دي اكس». وأوضح أن مادة «الامونيتال» شديدة الانفجار وتستخدم أحيانا في شق الطرق الوعرة.
وأشار الجهني إلى أن هذه المواد ليست خطيرة إذا لم تكن معدة للاستخدام، لكن بعد تجهيزها وتركيب الصواعق التفجيرية بها تكون عملية نقلها من مكان لآخر خطرة كونها قابلة للانفجار في حال تحريكها، وتحتاج إلى عناية فائقة وتخزين في ظروف مناسبة، حيث أن الحرارة تؤثر فيها بشكل بالغ.
وأكد الجهني أن المتفجرات العسكرية عالية الكلفة، وهذا يدلل على أن التنظيمات الإرهابية تحصل على دعم مالي كبير جدا، كما أن عملية إدخالها للبلاد صعبة، إلا أن طول الحدود السعودية ووعورتها تسهل عمليات تهريبها.
وقدرت مصادر مطلعة قيمة الأدوات والأسلحة والذخائر والممتلكات التابعة للإرهابيين في السعودية بأكثر من ملياري ريال (533 مليون دولار)، إضافة إلى الأموال الكبيرة التي وجدت بحوزتهم والتي تصل إلى مليوني ريال، الأمر الذي أثار شكوك العديد من الجهات عن مصادر تمويل الإرهابيين، خاصة أن غالبية قيادات الإرهاب يعتبرون من الطبقة غير الثرية، ومنهم عبد العزيز المقرن وتركي الدندني ويوسف العييري وصالح العوفي. لكن مصادر أخرى شككت في صحة الرقم ووصفته بالمبالغ فيه.
ويرجح مراقبون أن هذا الدعم المالي للإرهابيين يأتي من جهات خارجية تحاول العبث بأمن السعودية. ولفت عدد من المسؤولين في المملكة إلى أن هناك جهات معلومة لديهم تمول الجماعات الإرهابية في السعودية.
http://www.asharqalawsat.com/print/d...p?did=id288641